شدد الخبير الدولي الدكتور محمد أنيس منسق مجموعة عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية بالمجلس المصري للشئون الخارجية، على ضرورة "عودة التلفزيون المصري لمكانته، لانه يمثل واحدا من أهم عناصر القوى الناعمة، حيث أنه يقدم نشرة إخبارية وبرامج هادفة يتابعها العالم كله".وأشاد أنيس -أمام ندوة أقيمت اليوم السبت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة 49 تحت عنوان (القوى الناعمة والسياسة الخارجية المصرية)- باختيار شعار المعرض هذا العام "القوى الناعمة..كيف؟"، ولفت إلى أن "القيادة في مصر في عهد الرئيس السيسي تولي اهتماما كبير بهذا الملف وبتعزيز عناصر القوى الناعمة".وأوضح أن مصر تطور قوتها الناعمة على المستوى الدولي عبر اختيار عناصر متميزة للعمل بالمجال الدبلوماسي، وتقديم التدريبات اللازمة للعاملين في هذا المجال والتخطيط السياسي الجيد. ونبه إلى أن الدول المتقدمة تتبع آليات عديدة في تعزيز سياستها الخارجية، من خلال الاستعانة بالقوة الناعمة فهناك بالنسبة لأمريكا السينما (هوليود) وقناة (سي إن إن)، وكذلك الصين التي أصبحت جاذبة للآخرين من خلال قوتها الناعمة، فقناة الصين الناطقة بالإنجليزية أصبحت لا تقل أهمية عن قناة (سي إن إن) الأمريكية.وأكد الخبير الدولي أن مصر بحاجة إلي تطوير أجهزتها، والانفتاح على المراكز البحثية والفكرية والانتقال من النموذج الكلاسيكي إلي النموذج المتطور في السياسة الخارجية لتكوين صورة قوية وإيجابية لمصر في الخارج.بدوره، قال الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الدولة تمتلك العديد من الأدوات غير التقليدية التي تمكنها من تحقيق أهدافها أبرزها القوى الناعمة التي تقوم علي الإقناع و الجاذبية. وأعرب عن اعتقاده بأن القوى الناعمة لا تقتصر فقط على الثقافة والإعلام وإنما أيضا علي القيم السياسية، والنشاط الدبلوماسي للدولة ومدى مشاركتها في المنظمات الدولية وفي حفظ السلام العالمي.وأضاف أن دور القوى الناعمة ليس حكرا على الدولة ولكن يجب أن يكون لمنظمات المجتمع المدني دور فعال في هذا الصدد.فيما أكد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن السبب في الفجوة التي حدثت بين مصر وبعض الدول الأجنبية في مجال القوى الناعمة هو امتلاك هذه الدول لأدوات قوية تساعدها علي تطوير قوتها الناعمة، حيث أن الولايات المتحددة الامريكية تمتلك اللغة الانجليزية وهي اللغة السائدة في العالم وهوليود التي تمثل امبراطورية السينما العالمية.وقال إن من أقوى مصادر القوى الناعمة حاليا هي السينما المصرية التي كانت ولا زالت رائدة في العالم العربي وكذلك مؤسسة الأزهر الشريف التي لها احترامها في المجتمع السني و الشيعي، فهي قلعة للاعتدال و الفكر المستنير الذي يقوم علي تعاليم الاسلام المعتدل.وأضاف أن الجاليات المصرية في الخارج أيضا تعد أحد مصادر القوى الناعمة بالنسبة للسياسة الخارجية، حيث تقوم هذه الجاليات بتمثيل مصر في الخارج و نقل فكر المجتمع و رؤية الحكومة المصرية لمختلف دول العالم.
مشاركة :