سلّطت مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية، الضوء على زيارة الوفد القطري الأخيرة للولايات المتحدة، وقالت إن الحوار الاستراتيجي -الذي عقد بين الجانبين- مؤشر على أن واشنطن قد تخلت عن دعم السياسة التي تتبناها كل من السعودية والإمارات والبحرين في نزاعها مع قطر.أضافت المجلة في تقريرها، أن السعودية وحلفاءها فرضوا مقاطعة وحصاراً على قطر، وسط خلاف على عدد من الملفات الإقليمية، أبرزها إيران وعدد من الحركات العربية، وأنه فيما آثرت قطر سياسة الحوار مع تلك الأطراف، فإن دول الحصار اتخذت موقفاً عدائياً ضدها، وتريد إجبار قطر على أن تحذو حذوها. وأوضح التقرير أن جغرافيا الخليج تفرض على قطر التعامل مع إيران، فهي شريكها في أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، مؤكداً أن حقل الشمال القطري يندرج في صلب استراتيجية الازدهار القطرية وأمنها القومي، وأن عداء قطر مع إيران لا يصب في مصلحتها واستقرار مستقبلها. وأكد التقرير أنه من الصعب -في تلك الظروف- انتقاد أمير قطر أو حكومتها، لاستمرارها في علاقات عمل وشراكة مع إيران، بينما الواقع نفسه لا يضع السعودية في موقف مماثل، أو يضطرها للتعاون مع إيران. وأشار التقرير إلى أن تفاعل قطر مع الحركات العربية أمر آخر، فقد رأت الدوحة أن تلك الحركات لها أهمية، ويمكن أن يكون لها مستقبل، في ظل مطالبة الشعوب العربية بحقوق سياسية أكبر، وهو شيء دعمته الولايات المتحدة حينها، وأدى إلى نجاحات وإخفاقات، بينما اختار النظام السعودي مواجهة تلك الحركات والإطاحة بها، بزعم أنها تهدد أمن المملكة واستقرارها الداخلي، وأن سلطتها قد تفقد شرعيتها إذا ما وصلت إليها الثورات. وأشار التقرير إلى أن ملخص القصة هو أن قطر والسعودية لهما مصالح أمن قومي مختلفة، ومن ثم سياسات مختلفة مبنية على ذلك، مضيفاً أن طموحات إيران النووية وثورات الربيع العربي جاءت لتفاقم تلك الاختلافات. واستطرد التقرير أن زعماء قطر -مع تزايد ثروتها- بدأوا في صياغة وتطوير سياسة خارجية جديدة مستقلة عن مصالح السعودية وأسرتها الحاكمة. وأكد التقرير أن موارد الطاقة الرئيسية لقطر تجعلها من ضمن أهميات الأمن الاستراتيجي للولايات المتحدة، فنصف صادرات الغاز الطبيعي المسال القطري تتوجه إلى حلفاء أميركا في أوروبا، وهو أمر ذو أهمية لأنه يقلل اعتماد دول أوروبا الغربية على موسكو وغازها، كما تصدر أيضاً قطر الغاز لآسيا. ولفت التقرير إلى أن البيان المشترك بين المسؤولين الأميركيين والقطريين إنما هو عبارة عن إعلان سياسي واضح، بأن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن قطر ضد أي عمل عسكري.;
مشاركة :