رصدت وكالة أنباء الإمارات (وام) ميدانياً على مدار أكثر من شهر، مشاهدات من الأراضي اليمنية تعكس مأساة الطفولة والعائلات اليمنية التي صار الموت يتربص بها في كل زاوية، بسبب إرهاب ميليشيات الحوثي.البداية كانت عبر رحلة ميدانية لرصد جهود القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لتنظيم وتأمين عملية الصيد في الساحل الغربي اليمني، بعد تحرير مدينة المخا الساحلية من الميليشيات الموالية لإيران.الطفل اليمني عبدالله، الذي لم يتجاوز عمره 7 أعوام، فوجئنا به ينهمر بالبكاء ويتحامى في أبيه خوفاً، لمجرد رؤيته للكاميرا، فما عاناه هذا الصغير خلال فترة سيطرة الميليشيات على مدينته، جعله لا يفرق بين السلاح الحوثي الموجه لكل فرد يمني، شاباً كان أو طفلاً أو امرأة أو كهلاً، وبين وسيلة إعلامية جاءت ترصد آثار ما اقترفته يد الحوثي، وتمد يد الخير للشعب اليمني.يقول الطفل اليمني بعد أن تخلص من رهبة ميليشيات الشر الحوثية: «لم تفرق بين نساء وأطفال ورجال.. وكانت تطردنا من منازلنا خلال فترة سيطرتها على مدينة المخا، واستهدفتنا جميعاً بالألغام، وقضى العديد من أصدقائي بسبب إرهابها».وينتقل الحديث إلى والده محمد الذي يعمل صياداً، والذي قال: «أشكر التحالف العربي على جهوده لتحرير الأراضي اليمنية من ميليشيات الحوثي، فاليوم عادت الحياة مرة أخرى إلى مدينة المخا، كما ساهمت دولة الإمارات بمشاريعها الإنسانية في إعادة تأهيل العديد من المرافق الحيوية بالمدينة، مثل المحطة البخارية لتوليد الكهرباء، والمستشفى العام والسوق التجاري». كما أشاد بجهود القوات المسلحة الإماراتية، لتنظيم وتأمين عملية الصيد في الساحل الغربي اليمني. وأكد أهمية هذه الإجراءات التنظيمية التي تتم من أجل عودة حركة الصيد مرة أخرى. وتقوم القوات الإماراتية ضمن التحالف العربي، بتنظيم وتأمين عملية الصيد في الساحل الغربي اليمني، عبر استحداث سلسلة من الإجراءات المبتكرة، مثل استمارات تسجيل الصيادين، وترقيم القوارب، وتسجيل ملكياتها، وقد حظيت هذه الإجراءات بترحيب كبير من جموع الصيادين.وتوجه هاشم محمد الرفاعي، مسؤول الصيادين في مدينة المخا، بالشكر إلى قوات التحالف وقوات الشرعية على تحرير المدينة من الميليشيات الحوثية، مشيراً إلى أن أهالي مدينة المخا عانوا كثيراً خلال الفترة الماضية، إلى أن تمت عملية تحرير المدينة وعادت الحياة إليها مرة أخرى.وجه آخر للطفولة التي قضت بفعل وحشية الإرهاب الحوثي، تجلى خلال زيارات «وام» لمنازل ضحايا ألغام الحوثي، كما رصدت أيضاً جهود التحالف العربي لتطهير المناطق اليمنية المحررة بالساحل الغربي من الألغام. وأظهرت تقارير حقوقية محلية ودولية، أن ميليشيات الحوثي زرعت أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات اليمنية المحررة، أودت بحياة المئات من المدنيين وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين.وطرق إرهاب ميليشيات الحوثي، منزل الطفل عبد المجيد عبده، الذي كان يلهو ويلعب خارج منزله لبضع دقائق مع أصدقائه، عندما انفجرت في جسده النحيل عبوة صغيرة ألحقت به «إعاقة دائمة». يقول عبد المجيد: «لم أشعر بشيء بعد انفجار القنبلة، وعلمت بعد ذلك أن الأهالي قاموا بنقلي إلى مستشفى المخا العام، ومنه إلى عدن، حيث تم بتر يدي بسبب الانفجار». وأضاف: «الحوثيون هم من زرعوا الألغام ويقومون بزرعها بكثافة على الطرقات ويستهدفوننا جميعاً».تجسد قصة روضة أحمد الطويل، دليلاً آخر على إرهاب ميليشيات الحوثي التي زرعت بأيادي الشر، الألغام على الطرقات، لتنسف أحلام عائلة كاملة، بعد أن قتلت الأخ وأصابت الأخت والأم بإصابات بالغة. وتصر روضة على التحدث إلى «وام»، على الرغم من معاناتها بسبب الإصابة الشديدة، وتقول: «خلال تواجدي في سيارة على الطريق برفقة أخي وأمي، فوجئنا بانفجار لغم بجوار السيارة، فإذا بي من شدة الانفجار أندفع خارج السيارة أنا وأمي، ونصطدم بقوة بشيء صلب في الطريق».وتضيف: «لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، فميليشيات الحوثي قامت بعد ذلك بإطلاق النيران علينا بشكل عشوائي، للتأكد من موتنا، إلا أن إرادة المولى عز وجل شاءت أن أبقى على قيد الحياة مع أمي». وواصلت روضة حديثها باكية: «مات أخي.. واليوم أواصل حياتي بدونه، بعد أن قتل في ذلك الانفجار»، مؤكدة أن الحوثيين يقومون بزرع الألغام بكثافة وبشكل عشوائي على الطرقات ويستهدفون المدنيين.وانتقل إرهاب ميليشيات الشر ليستهدف هذه المرة اليمني حزام عبد الله راعي، حين قرر أن يستقل إحدى السيارات صحبة عدد من أبناء بلدته، سعياً للرزق، إلا أن ألغام الحوثي كانت تترصده وتنتظره، لتتركه بإعاقة دائمة بعد أن تم بتر إحدى قدميه.ويقول عبد الله: «خلال مرور السيارة على الطريق فوجئنا بانفجار عبوة ناسفة، قتل على الفور السائق والراكب إلى جواره، وتركتنا نعاني إصابات بالغة». ويضيف: «تم نقلنا بعد ذلك إلى مستشفى المخا العام، ومنه إلى عدن بسبب شدة الإصابة حيث تم بتر قدمي».وتوجه بالشكر إلى قوات التحالف العربي والإمارات على جهودها في نزع هذه الألغام وحماية أرواح المدنيين.وتقوم الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية، والقوات اليمنية والقوات السودانية ضمن قوات التحالف العربي، بعمليات نزع الألغام والعبوات الناسفة الحوثية من الطرق التي يستخدمها سكان مناطق الساحل الغربي في اليمن.وخلال مرافقة «وام» لقافلة مساعدات إغاثية كانت متوجهة لتقديم المساعدات الإنسانية، التقت الطفلة روضة، وهي من أبناء مدينة المخا، وأعربت عن سعادتها بتحرير مدينتها من ميليشيات الشر، التي عاثت خراباً وفساداً في الأراضي اليمنية. ورفضت الطفلة ذات الوجه الملاكي استعادة ذكرياتها السابقة خلال فترة سيطرة الميليشيات الحوثية على الأراضي اليمنية، مكتفية بالقول إن الأمر لا تعبر عنه الكلمات، فما تعرض له أطفال اليمن من معاناة على يد الحوثي لا يمكن أن يتصوره عقل.وأكدت أن الحياة عادت مرة أخرى إلى مدينة المخا بعد تحريرها على أيدي القوات المسلحة الإماراتية، وسيطرة قوات الشرعية اليمنية عليها، معربة عن تطلعها لتحرير كامل الأراضي اليمنية من الميليشيات الحوثية.وتواصل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، جهودها الإنسانية في عملية «إعادة الأمل»، حيث تقوم القوات المسلحة الإماراتية بتأمين توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المناطق المحررة على الساحل الغربي اليمني.وتقوم القوات المسلحة الإماراتية بدور كبير دعماً لليمن الشقيق، لتخليصه من المخطط الإيراني الإرهابي عبر ميليشيات الحوثي الانقلابية، ويتواكب التحرير مع العمليات الإنسانية الأساسية والضرورية لإغاثة الأشقاء ودعمهم، على تجاوز الظرف العصيب الذي يمرون به. وتسطر دولة الإمارات ملاحم إنسانية لا مثيل لها على الساحل الغربي لليمن، بعد تطهيره من ميليشيات الحوثي الإيرانية، وتوزع المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية على سكان المناطق المحررة، الذين تضرروا من الحصار الحوثي الإيراني.وأعرب اليمنيون عن امتنانهم لهذه اللفتة الإنسانية واللمسة الحانية، التي تأتي استمراراً لنهج الإمارات الإنساني والإغاثي والتنموي في اليمن، وتستهدف إسعاد أبناء وأسر الساحل الغربي. (وام)
مشاركة :