متلازمة «اضطراب الساقين» تصيب الجهاز العصبي

  • 2/4/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

غير أن السيدات هن الأكثر تأثراً بهذه المتلازمة، التي تصيب الساقين بأحاسيس غريبة وغير مريحة. وعلى الرغم من أن هذه الأحاسيس تحدث في أي وقت من اليوم، إلا أنها تحدث قبيل النوم بكثرة وبصورة مزعجة، ونتيجة لرغبة المصاب الشديدة في تحريك الرجلين والمشي يجد صعوبة في النوم. ويصف المصابون بمرض متلازمة «اضطراب الساقين» الإحساس الذي يهاجمهم، بأنه شعور بأشياء تزحف على الرجلين، وشعور بالتنمل أو الفتور في الرجلين، ووجع وألم مبهم يصعب وصفه بالساقين، مع الرغبة الشديدة والدائمة في تحريك المصاب لساقيه وقت النوم، ويمكن أن يشعر المصاب بشد عضلي أو تشنج، وشعور لا يستطيع مقاومته في تحريك ساقيه، وهو ما يكون مصدر إزعاج عند محاولة الاسترخاء، وتزداد أعراض المتلازمة سوءاً بمرور الوقت، غير أن بعض المصابين ذكروا أن الأعراض زالت مع الوقت، ولم يرصد الأخصائيون سبباً محدداً للإصابة بهذه المتلازمة، غير أن الأرجح أن يكون السبب وراثياً أو مرتبطاً بحالة صحية أخرى. وفي هذا الموضوع سنقدم تفاصيل هذا المرض، والأسباب والعوامل المتوقعة لحدوثه، وطرق العلاج والوقاية الممكنة منه. البداية مساء تبدأ أعراض المرض في أوائل العشرينات من العمر، ويمكن أن تبدأ في سن أصغر من ذلك، خاصة إذا كان هذا الاضطراب منتشراً في العائلة، وعامة فإن الأكثر تضرراً منها هم المسنون ومن هم في منتصف العمر، وتكون الأعراض في البداية خفيفة حتى تصل إلى مرحلة لا يتحملها المصاب، غير أنه لا يشكو ألماً، وهذا أحد مميزات الاضطراب عن غيره من مشاكل المفاصل والعضلات، ولا ترتبط الأعراض بوقت معين، إلا أنها تظهر غالباً في المساء، وتقل في الصباح أو عند ممارسة العمل، وتبدو الأعراض على هيئة أحاسيس مزعجة في الساقين أو الفخذين أو القدمين، ويمكن أن تصيب هذه الأحاسيس أي جزء آخر من الجسم، غير أن معظم الحالات تكون في الساقين، وعندما يكون المصاب جالساً أو مستلقياً لفترة طويلة تبدأ الأعراض، ولا تزول أو تقل إلا مع الحركة والنشاط، كما تحدث انتفاضة عضلية للساق ليلاً، ومن الأعراض البارزة أيضاً لهذه المتلازمة حالة النعاس التي تصيب معظم المصابين بها نهاراً، ولا يستطيعون النوم ليلاً؛ بسبب الرغبة المسيطرة عليهم بالحركة عند محاولة النوم. الوراثة والأمراض تشير الأبحاث والدراسات إلى أن سبب الإصابة بمرض متلازمة «اضطراب الساقين» لا يزال مجهولاً حتى الآن، غير أن ما يزيد على 25% من المصابين، تكون الإصابة بسبب الوراثة؛ حيث تعرف الباحثون إلى مواضع في الكروموسومات، من الممكن أن تكون جينات المتلازمة موجودة فيها، وترتبط بقية الحالات المصابة بأحد الأمراض مثل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وضيق وتصلب شرايين الأطراف السفلية ومرض السكري والفشل الكلوي، ومرض باركنسون، وكذلك الحمل يمكن أن يسبب هذه المشكلة نتيجة حدوث تغيرات هرمونية.عادة تبدأ الأعراض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتختفي عقب أربعة أسابيع من الولادة، كما أن تناول بعض الأدوية يمكن أن يكون له دور كمضادات الاكتئاب والحساسية والبرد، وإدمان الكحول، وتناول المنبهات كالقهوة والشاي، وكذلك قلة النشاط، ومن الجائز أن تظهر أعراض المتلازمة بشكل ثانوي، تبعاً لمرض انقطاع التنفس أثناء النوم، وتختفي بمجرد علاج المرض الأساسي، وهناك فئات تكون عرضة أكثر من غيرها للإصابة بهذه المتلازمة، مثل من يقضون أوقاتاً طويلة وهم في حالة وقوف، أو الذين يصابون بأمراض النفسية، إلى جانب مصابي الحركات الدورية للطرف أثناء الاستيقاظ. تحد طبي واجتماعي يلجأ الأطباء إلى إجراء بعض تحاليل الدم واختبارات أخرى، لاستبعاد بعض العوامل الأخرى؛ لأنه لا يوجد اختبار بعينه يُشخّص المرض، ويكون التشخيص، إما بالعرض على طبيب أعصاب، أو اضطرابات النوم؛ حيث يقوم الطبيب المختص بأخذ التاريخ المرضي بدقة.ويكمن اللجوء في بعض الحالات إلى دراسة النوم المختبرية؛ لتسجيل حركة الساقين وتشخيص انقطاع التنفس المرتبط بهذه الحالة، وبعامة فنحن بحاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات التي تلقي الضوء على هذه المتلازمة، بوصفها واحدة من اضطرابات النوم ويعانيها عدد كبير، خاصة مع غياب الإحصاءات الدقيقة وانخفاض الوعي لدى الأطباء والمرضى، ما يجعل تشخيص المرض، تحدياً على المستوى الطبي والاجتماعي.وتهدف الأدوية التي يستخدمها الأشخاص المصابون بمرض متلازمة «اضطراب الساقين»، إلى التخفيف من حدة الأعراض، ويجب قبل البدء في تعاطي أي علاج، استبعاد أن تكون الأعراض ناتجة عن حالة أخرى، مثل فقر الدم أو دوالي الساقين أو اضطراب الغدة الدرقية، أو متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، فإن علاج هذه الحالات يمكن أن يخفف كثيراً من أعراض المتلازمة.وعلى الرغم من أن المتلازمة من المشكلات المزمنة والمزعجة، إلا أن الحالة يمكن أن تخف شدتها دون أي علاج، قبل أن تعود مجدداً، وهو ما يجعل الأطباء والمصابين يتجاهلونها. وإذا كان المصاب يعاني دون ارتباط بحالة أخرى، فإن خطة العلاج في هذه الحالة تركز على تغيير نظام حياة المصاب. نظام الحياة والأدوية يبدأ تغير نظام الحياة بأخذ المصاب حماماً دافئاً مع تدليك الساقين، فذلك يؤدي إلى استرخائهما للتخفيف من تأثير المرض، والتخلص من الأحاسيس المزعجة باستخدام الكمادات الدافئة أو معتدلة البرودة، ويزيد الضغط النفسي من أعراض المتلازمة؛ لذلك فإن استخدام أساليب الاسترخاء مثل التأمل قبل النوم ليلاً يكون مفيداً للمصاب بالمتلازمة، للحصول على بيئة نوم هادئة ومريحة؛ لأن الحصول على النوم المريح يعد ضرورياً ومفيداً في هذه الحالة، وتجنّب القهوة والتدخين مع البقاء في حالة ذهنية يقظة أثناء المساء، فالملل والخمول يزيدان أعراض المتلازمة سوءاً.ومن الوسائل المعينة على التخفيف من أعراض المتلازمة، ممارسة الرياضة الخفيفة في وقت مبكر من المساء، مع مراعاة ألًا تسبق الساعات الأربع التي تسبق الذهاب إلى الفراش، وكذلك فإن تحسين الدورة الدموية يؤدي إلى تخفيف أعراض المتلازمة، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق مواد طبيعية، لها القدرة على تحسين الدورة الدموية، وهذه المواد هي مزيج من إكليل الجبل وأعشاب كالزنجبيل والفلفل الحار، غير أنها لا تصلح إذا كان المصاب يتناول أدوية مميعة للدم، ويبقى الخيار الدوائي في حالة عدم تحقيق تحسن ملموس باستخدام هذه الوسائل، وهو يشتمل على مسكنات الألم لمن لديهم أعراض بسيطة، وهناك أدوية تباع بوصفة طبية لتخفف من أعراض المتلازمة، غير أن هذه الأدوية هي علاجات لأمراض أخرى، مثل الأدوية المضادة لمرض الشلل الرعاش، التي تؤثر في مستوى الدوبامين في الدماغ، وكذلك تفيد الأدوية المرخية للعضلات والمساعدة على النوم، في حصول المصاب على نوم أفضل ليلاً، بالرغم من أنها لا تزيل أعراض المتلازمة المزعجة، وأدوية الصرع يمكن أن تفيد بعض مصابي المتلازمة، ويجب متابعة تأثيرات الأدوية بصورة دقيقة مع الطبيب المختص، كما أنها لا تصلح للاستخدام بالنسبة للحامل.تعد مشكلة متلازمة «اضطراب الساقين»، من الأمراض غير المفهومة لدى الأطباء والمرضى على حد سواء، وهذا ما يجعل تشخيصها يتم بشكل غير صحيح في أغلب الأحيان، ويعرف الأطباء والأخصائيون هذه المتلازمة؛ بأنها اضطراب يصيب جزءاً في الجهاز العصبي، ويؤثر في الساقين، وهو ما يدفع إلى تحريكهما، ويحدث هذا بشكل أساسي وقت النوم؛ لذلك يعده كثير من الأخصائيين من اضطرابات النوم، ويؤثر في الرجال والنساء. غياب التشخيص والعلاج تشير دراسات وأبحاث عدة، إلى أن مرض متلازمة «اضطراب الساقين» يصيب حوالي ما يقرب من 20% من أفراد المجتمع؛ حيث يعاني 10 من بين كل 100 شخص هذا الاضطراب خلال مرحلة من حياتهم، وتشير الأبحاث إلى أن النساء عرضة للإصابة بها أكثر من الرجال؛ وذلك لأن الحمل أحد أبرز أسباب الإصابة بها؛ لذا فإن ما يزيد على 25% من النساء الحوامل يُصبن بهذه المتلازمة. وكانت دراسة قد أجريت على 1400 شخص لتقييم مدى انتشار المتلازمة، وأشارت نتائجها إلى أنه لم يتم تشخيص أو علاج أي من المصابين، على الرغم من استيفاء 5% من عينة الدراسة للشروط التشخيصية للمتلازمة.وبلغت الأعراض الشديدة في العينة 60%، وأظهرت الدراسة أن الاضطراب كان أكثر عند المصابين بالسكري وفقر الدم، ونصحت دراسة أخرى مصابي مرض متلازمة الساقين المضطربة، بعدم معاندة الرغبة في الحركة؛ لأنه يؤدي إلى زيادة الأعراض، وعلى المصاب بداية يومه وختامه بالتدليك الخفيف، وأيضاً كتابة الأساليب التي ساعدته على التعايش مع هذا الاضطراب، ومناقشتها مع طبيبه.

مشاركة :