تتعدد فوائد ثمرة الكاكا من الناحية الغذائية والصحية، ويطلق عليها عدة أسماء، ومنها: «التين الكاكي» و«الخرما» و«القافا» و«البرسيمون»، ومنشأ هذه الفاكهة دول شرق آسيا والصين، كما تزرع في بلاد الشام إضافة إلى جزء من تركيا، وتتطلب زراعتها درجة حرارة لا تزيد على 27 درجة مئوية، وتتميز بطعمها الحلو والمذاق المنعش. تشبه الكاكا ثمار الطماطم، وتنتج محصولها في فصل الخريف وبداية أيام الشتاء، ويزرعها بعضهم كأشجار للزينة، وتحتوي على فوائد صحية كبيرة، ويقبل عليها الكثير من الأشخاص؛ نتيجة طعمها اللذيذ، وهي غنية بالكثير من العناصر الغذائية الضرورية، ويمكن استخدامها في عمل منتجات المربى والعصير، كما يسهل تجفيفها، وتعد ثمار الكاكا من مضادات الشيخوخة القوية، التي تكسب الشخص حالة الشباب، وهي مصدر غني بالمعادن والفيتامينات، ولها تأثير جيد في تخفيض الكوليسترول الضار في الجسم، وتحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية والحساسية، وتساعد الكاكا في تقوية جهاز المناعة وتنقية الجسم من السموم، وثبات وزن الجسم المثالي، والحفاظ على صحة العين، وتحسين عمل الجهاز الهضمي، والوقاية من بعض أمراض السرطان، وتعمل على تعزيز صحة الغدة الدرقية، وتحتوي على سعرات حرارية قليلة، وفي هذا الموضوع سوف نقدم الفوائد الصحية والجمالية لثمرة الكاكا، والقيمة الغذائية التي تعطيها للجسم. فيتامينات ومعادن تحتوي ثمرة الكاكا على الكثير من العناصر المفيدة للجسم والصحة، فهي تشمل حوالي 15% سكريات، ومنها: الجلوكوز والفركتوز، وكمية معقولة من البروتينات مع القليل من الدهون، وتعد مصدراً غنياً بعنصر اليود والرصاص والألياف الغذائية، وحمض الفينوليك ومواد مضادة للأكسدة، ومنها: البيتا كاروتين واللايكوبين، وتشتمل على عدد من المعادن الضرورية، مثل: الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والمنجنيز، وتحتوي على فيتامينات «أ» و «ب» و«سي» كما يوجد بها مركبات الفلافونويدات، وتحتوي الكاكا على مادة البكتين، التي تعمل على وقاية وسلامة القلب والأوعية الدموية، كما تمنع هذه المادة الإصابة بمشكلة الإمساك، وتتحلل داخل الأمعاء إلى أحماض دهنية تغذي البكتيريا المفيدة وتنشط الجهاز المناعي، وتفيد في عملية التخسيس وخسارة بعض الوزن الزائد؛ لأن الكاكا لها القدرة على الذوبان فى الماء داخل الأمعاء، وتنتج مادة هلامية لزجة تنتفخ وتعطي الشعور بالشبع، ومن خصائص ثمار الكاكا أنها لا تتحمل عملية التخزين لمدة طويلة، ويستحسن تناولها في أسرع وقت، وتصبح طرية وشهية في فصل الشتاء، ويمكن تناولها بالحالة الطازجة أو عصير، وتتميز الكاكا بقدرتها على مكافحة أنواع معينة من البكتيريا مثل المكورة العنقودية الصفراء أو البرتقالية. السرطان والالتهابات يساهم تناول ثمرات الكاكا في محاربة وعلاج حالات مرض السرطان؛ نتيجة احتوائها على كميات كبيرة من المواد والمركبات المضادة للسرطان، وتقوم بمهاجمة الجذور الحرة وتحييد تأثيرها الضار الذي له دور في عملية الإصابة بأمراض السرطان، والجذور الحرة بها جزء من النفايات الناجمة عن عملية التمثيل الغذائي داخل الخلايا، وهذه الجذور يمكن أن تحدث بعض الطرفات داخل الخلية، ما يؤدي إلى تحول الخلية السليمة إلى خلايا الورم الخبيث، وتسبب تدميراً للأنسجة وبعض أعضاء الجسم، والمواد المضادة للأكسدة الموجودة بثمار الكاكا لها القدرة على التخلص من الجذور الحرة، ومن ثم الحماية من الإصابة بأنواع كثيرة من هذه الأمراض، كما تحمي الكاكا من الإصابة بالأورام والالتهابات؛ نتيجة احتوائها على حمض البتيولينيك؛ وهو مركب أثبتت الأبحاث أنه مضاد قوي للأورام، ومن ثم يحمي من الإصابة بالسرطان عن طريق تحفيز الخلايا لقتل نفسها من خلال عملية بيولوجية تسمى انتحار الخلية، وفي حالة شعور الشخص بأي التهابات أو أورام يمكن أن يتناول فاكهة الكاكا؛ لتقليل حجم الورم، وأيضاً تعمل ثمار الكاكا على منع انتشار الخلايا السرطانية في أنحاء الجسم الأخرى، وتناول الكاكا يعزز من صحة العظام، فهي تشتمل على نسبة من عنصر الكالسيوم، وكذلك عنصر الفسفور ويعدان من العناصر الضرورية لصحة العظام وزيادة قوتها وكثافتها؛ ولذلك فإن الإقبال على تناول فاكهة الكاكا يساعد على زيادة صحة وقوة العظام وزيادة كثافتها، وكذلك تعمل أيضاً على زيادة قوة وصحة الأسنان التي تحتاج كذلك إلى عنصر الكالسيوم. المناعة والعين والضغط يساعد تناول ثمار الكاكا في تقوية وتعزيز علم الجهاز المناعي في الجسم، الذي يحمي الجسم من مهاجمة الفيروسات والجراثيم والميكروبات والطفيليات؛ وذلك نتيجة احتواء الكاكا على كمية كبيرة من حمض الأسكوربيك، وفيتامين «سي» الذي يصل نسبته إلى حوالي 77% من احتياج الجسم اليومي منه، ويساعد هذا الفيتامين على تحفيز جهاز المناعة وزيادة حركته وارتفاع معدل إنتاج خلايا الدم البيضاء المكونة للجهاز المناعي، كما تلعب الكاكا دوراً مهماً في الحفاظ على صحة العين؛ لأنها تحتوي على بعض المركبات والمواد الفاعلة في حماية العين والمحافظة على قوتها وصحتها، ومنها مادة تسمى زيازانثين، التي لها علاقة مباشرة بصحة العين وتعزيز وظائفها؛ لأنها تعد من المواد المضادة للأكسدة، وكشفت دراسة حديثة أن مادة زيازانثين تعمل على تقليل فرص الإصابة بمرض الضمور البقعي وعتمة عدسة العين وكذلك العشى الليلي، ومن فوائد تناول الكاكا أنها تقلل من ضغط الدم المرتفع؛ نتيجة وجود معدن البوتاسيوم بها، الذي يصنف على أنه من أهم العناصر الموجودة بكميات ضخمة في فاكهة الكاكا، ويقوم بتوسيع الأوعية الدموية بصورة ملحوظة، ما يسهل من مرور الدم وانخفاض ضغط الدم المرتفع، وزيادة تدفق الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة، وبالتالي يقوم بدور أيضاً في وقاية وحماية القلب من الإصابة بالمشاكل والأمراض، الناجمة عن مشكلة ارتفاع ضغط الدم، كما تتضمن ثمار الكاكا على بعض المركبات الأخرى التي تعمل على انخفاض ضغط الدم المرتفع، وبذلك تعد من الأطعمة المثالية للأشخاص الذين يعانون ضغط الدم المرتفع بصفة مستمرة. الحامل والطفل تمثل الكاكا غذاء مثالياً للأمهات الحوامل، فهي تحتوي على كمية كبيرة من الحديد، وبالتالي تحمي وتعالج من مرض الأنيميا لدى الحوامل، وتمنع ارتفاع الضغط لديهن وتمثل وقاية من هذه المشكلة طوال فترة الحمل، الذي يسبب خطورة بالغة على حياة الجنين والأم، وتخلص السيدات الحوامل من مشكلة الإمساك التي تصيبهن أثناء هذه الفترة، كما تعمل على منع إصابة الحوامل بزيادة الوزن والبدانة أثناء فترات الحمل، أما بالنسبة للأطفال فتناول الكاكا يزيد من قوة المناعة لديهم؛ لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن الضرورية لهؤلاء الصغار، وتعالج الكاكا مشكلة الحساسية التي يصاب بها الكثير من الأطفال، ولها خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، وتحتوي الكاكا على نسبة كبيرة من الماء في مكوناتها وتصل هذه النسبة إلى حوالي ما يقرب من 82%، وينصح الأطباء الأم بتقديمها للصغير والرضع يومياً لزيادة الحيوية والنشاط والمناعة، وتعمل الكاكا على ارتفاع نشاط التمثيل الغذائي؛ نتيجة احتوائها على فيتامين «ب» وحمض الفوليك والثيامين وهذه المواد ضرورية في عمل وظائف الجسم المختلفة، سواء كانت خاصة بالأنزيمات أو المتعلقة بالتمثيل الغذائي داخل الجسم، ووجود كمية كبيرة من هذه المركبات في الجسم يساعد على زيادة نشاط الجسم وارتفاع مستوى عملية التمثيل الغدائي داخل الخلايا، ويؤدي ذلك إلى رفع معدلات الطاقة داخل الجسم وزيادة قوة العضلات وتحسين عملية الهضم وتقوية الجهاز المناعي. محاربة الكسل تشير دراسة أوروبية حديثة إلى أن الكاكا تحتوي على مركبات بيتا كاروتين المضادة للأكسدة، بالإضافة إلى أنها تحمل كمية كبيرة من البوتاسيوم تصل إلى حوالي 177 ملليجراماً، كما توفر ثمرة واحدة ما يقرب من 62 سعرة حرارية، وهي كافية لمنح الحيوية والنشاط في أيام الشتاء، ويمكن تناولها في حال الإحساس بحالة من الكسل والخمول، حيث تساعد في تنشيط الدورة الدموية وتعطي إحساساً بالراحة النفسية والنشاط البدني والذهني، وتعمل على تقليل الإحساس بالإجهاد والشد العضلي والصداع وتنميل الأصابع، وتوصلت دراسة أخرى إلى أن فاكهة الكاكا تضم نوعاً من الألياف الغذائية التي تسمى فينوليك بكميات ضخمة، بالإضافة إلى بعض المركبات التي تمنع حدوث انسداد الشرايين، وبالتالي الوقاية من الإصابة بمرض السكتات والنوبات القلبية، وبينت دراسة جديدة أن الاعتماد على نظام غذائي يحتوي على ثمار الكاكا يؤدي إلى تحسين عملية التمثيل الغذائي بصورة كبيرة، نتيجة احتواء هذه الثمار على كمية كبيرة من الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة، وتصل نسبة الألياف بها ضعف الموجودة في ثمرة التفاح، وكذلك الفينولات ومضادات التأكسد بكميات أكبر بكثير من التفاح أيضاً، وتوضح الدراسة أن تناول ثمرة واحدة من الكاكا يومياً يقي من الإصابة بمرض انسداد الشرايين.