برغم الخسائر الفادحة المتلاحقة للعملات الرقمية وتهاوي «بيتكوين» خلال الأيام الماضية، ما زالت العملات الافتراضية تشعل الجدل بين الخبراء والمتخصصين بشأن توقعات بدء توقيت انهيار فقاعة هذه العملات، إذ اعتبر البعض أن التراجعات الأخيرة ما هي إلا بداية للانهيار، فيما اعتبر آخرون، وعلى رأسهم خبراء «بلوك تشين»، أن العملات الرقمية ستستمر طويلاً. وتبخرت مئات المليارات من الدولارات من إجمالي رسملة السوق من العملات الرقمية خلال 24 ساعة إلى ما بعد الظهر خلال التعاملات أول من أمس، وفقاً لبيانات «كوينماركيتكاب». وقال نوريل روبيني، أحد الاقتصاديين الذين توقعوا الأزمة المالية العالمية في عام 2008، والأستاذ بجامعة نيويورك، لتلفزيون «بلومبرغ»، أول من أمس، إن «بيتكوين» كبرى الفقاعات، إذ انخفضت قيمتها بنسبة 15% إلى ما دون 8000 دولار أميركي، مواصلةً هبوطها الانحداري من أكثر من 10000 دولار في بداية الأسبوع الماضي، ومن نحو 20000 دولار في نهاية عام 2017. وقال موقع «جلوبال نيوز»: «هناك عملات رقمية رئيسة أخرى أيضاً في سبيلها إلى التراجع، ففي يوم الجمعة وحده، انخفض سعر «بيتكوين» أكثر من 17%، وانخفض «إثريوم» أكثر من 32%، وهبط «ريبيل» 38%، و«بيتكوين كاش» انخفض أكثر من 27%، وفقاً لـ«كوينماركت كاب». والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع الآن هو: إذا كانت العملات الرقمية فقاعة، فهل هي مقبلة على الانفجار؟ وبحسب خبراء، فإن القيمة الحقيقية لـ«بيتكوين» من الصعب تحديدها، لأن العملة متقلبة بشكل لا يصدّق، وممارسات التداول قد تؤثر في تصرف البورصات غير المنظمة. وقال جوشوا غانز، من جامعة تورنتو، إن فقاعة «بيتكوين» لن تنفجر، لأنها انفجرت بالفعل، فقد انخفضت كثيراً، وتهاوت بصورة حادة أخيراً، ويمكن أن ينفجر الوضع أكثر وصولاً إلى الصفر. وتُعرف الفقاعة الاقتصادية تقليدياً بأنها تجارة في أصل بسعر يتجاوز قيمته الحقيقية، ويعرف أيضاً بسوق المضاربة، لأن «بيتكوين» وغيرها من العملات الرقمية متقلبة جداً، وأنه من المستحيل أن يتم تحديد قيمتها الحقيقية بشكل عادل.