إجراءات أمنية مشددة، تبدأ الاثنين 5 فبراير بالعاصمة البلجيكية بروكسل أولى جلسات محاكمة صلاح عبد السلام المتهم الوحيد الناجي من منفذي هجمات 13 نوفمبر 2015 التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس وأدت إلى مقتل أكتر من 130 شخصا. وبالنسبة للسلطات البلجيكية، فإن تلك الإجراءات الأمنية المشددة الغرض منها هو تحقيق هدفين رئيسيين، أولهما هو الحيلولة ضد أي عمل إرهابي انتقامي ردا على المحاكمة والهدف الثاني هو ضمان حماية المتهم الذي "استعارته" بروكسل من باريس لمحاكمته على أن تعيده إلى السلطات الفرنسية بعد انتهاء المحاكمة. ومن المنتظر ان تستمر جلسات الاستماع لأربعة أيام، على أن تتم في الغرفة 90 من محكمة جنح بروكسل بقصر العدالة. ويحاكم عبد السلام، إلى جانب سفيان عياري في تلك القضية بتهمة إطلاق النار بشارع دريس بمدينة فورست قرب العاصمة البلجيكية بروكسل في 15 مارس 2016، في إطار حملة أمنية استهدفت مشتبه بتنفيذهم اعتداءات باريس، وهي الحملة التي أدت إلى مقتل أحد المشتبه بهم وفرار صلاح عبد السلام، قبل أن يلقى القبض عليه بعد ذلك بثلاثة أيام في مدينة مولنبيك.إغلاق محيط الشوارع المؤدي للمحكمة ولضمان الأمن أثناء المحاكمة، اتخذت السلطات البلجيكية العديد من الإجراءات الاستثنائية، حيث وضعت حواجز أسمنتية عند مداخل قصر العدالة، كما ستغلق الشوارع المحيطة بالمحكمة منذ 19 ديسمبر الماضي. كما سيتم نشر 200 شرطي داخل المحكمة، ومئات رجال الشرطة سيؤمنون الشوارع خارج المحكمة. وسيتم تفتيش المحامين والصحفيين المصرح لهم بالتواجد داخل قاعة المحكمة بصورة دقيقة حيث تم وضع أجهزة لكشف المعادن، وسيبدأ السماح بدخول المصرح لهم منذ السادسة والنصف صباحا، على أن تبدأ المحكمة عند التاسعة والنصف. وسمحت المحكمة بحضور أهالي عدد من ضحايا اعتداءات نوفمبر. ويبقى خط سير المتهم صلاح عبد السلام من محبسه حتى قاعة المحكمة محاطا بالسرية التامة. ووفقا لاتفاق قضائي فرنسي بلجيكي، سيتم نقل صلاح عبد السلام من محبسه الحالي في فلوري ميروجيس في مدينة سيل إلى السجن شديد الحراسة بمدينة فندين لوفيل بمنطقة بادي كاليه، على أن يتم نقله إلى المحاكمة في بروكسل وإعادته بعد كل جلسة إلى هذا السجن في رحلة تبلغ 130 كلم.
مشاركة :