قرأت في صحيفتنا أن «مدير جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، معالي الدكتور عبدالله الربيش أطلق إشارة البدء لانطلاق 150 سيارة لطلاب الجامعة تحمل جهازاً تقنياً لتتبع المركبات ورصدها عن بعد، وذلك ضمن فعاليات مسابقة تحمل اسم «القيادة الآمنة» بالتعاون مع الجمعية السعودية للسلامة المرورية والشركة السعودية التنفيذية لتتبع المركبات ونادي السلامة المرورية بالجامعة. وهذه المسابقة تنظم لأول مرة في جامعة سعودية، وتهدف إلى مجتمع خال من الحوادث المرورية من خلال بث ونشر ثقافة السلامة المرورية بين جميع أفراد المجتمع، أما الجهاز فسيقوم برصد كافة تحركات السائق داخل المركبة ومدى التزامه بقوانين السلامة المرورية واتباعه القيادة الآمنة، حيث يتم رصد السرعة، والسرعة داخل الدوار، والالتفاف وربط حزام الأمان، والتسارع، واستخدام البريك وقياس طول المسافة المقطوعة والتنقل بين المركبات، بالإضافة إلى سلوكيات اخرى مرتبطة بالقيادة الآمنة». أشكر أولاً جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل على هذا الجهد المميز في وظيفة من وظائفها الهامة «خدمة المجتمع» وأتمنى أن تحذو جميع الجامعات حذوها، فمؤسسات التعليم العالي هي الأكبر والأكثر تأثيراً في مجتمعاتها. فهدف «القيادة الآمنة» من الأهداف التي نحن بأمس الحاجة لها، ومع ذلك فلا يزال مما يُسمع ولا يُرى بالعين المجردة! ثانياً: أتمنى تعميم هذا الجهاز لكي يشاهد بعض السائقين ما يقومون به، سائلاً المولى له الإعانة، فما سيرصده يفوق قدرة الجهاز العادي على التحمل! لدينا من يلعب بالجوال أثناء القيادة بسرعات كبيرة، ولدينا من يخرج بسيارته للآخرين من فوقهم ومن تحتهم وعن أيمانهم وشمائلهم، ولدينا من يغلق بسيارته على الآخرين ليخرج بعد وقت متأسفاً بأدب رغم أن ما فعله يفوق مجرد الأسف، ولدينا من يحادث شخصا آخر في وسط الطريق، ولدينا من يأتي من اليمين عند الإشارة المرورية -التي لا توجد عندها كاميرات ساهر طبعاً- ليعترض بسيارته أمام السيارات الأخرى، ولدينا من يقف في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة! لدينا الكثير وللأسف، ونحتاج إلى الكثير والكثير!
مشاركة :