قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله سبحانه وتعالى حذرنا أشد التحذير من الحالة التي تكتنف المتشددين وتجعلهم يظنون أنفسهم على الخير ويظنون غيرهم على الشر ولا يعتذرون لأحد ويصفون غيرهم بالتقصير والمعصية ويتكبرون في أنفسهم من غير أن يشعروا بهذا التكبر ويرون القذاة في عين إخوانهم ولا يرون جذع النخلة في عيونهم.وأضاف «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك»: ومن أجل ذلك يعتقدون في أنفسهم أنهم على شيء وأن الآخرين يستحقون الموت أو الإحراق بالنار، ويحذرنا ربنا من كل ذلك بصورة لافتة للنظر فيقول: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»، ويقول: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ».وأوضح: فجعل إهلاك الحرث والنسل سواء أكان بالفعل أو بالرضا على ذلك الفعل علامة على هؤلاء، وقال تعالى: «عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً»، فهي تعمل ولكن عملها غير مقبول عند الله، وعلي أصحاب المشرب المتشدد هذا أن يراجعوا أنفسهم سريعًا وأن يتأملوا كل هذه المعاني، ومن صفاتهم أيضًا أنهم يتكلمون بغير علم ويقفون عند فهمهم القاصر فيرتكبون بذلك إثمًا عظيمًا.
مشاركة :