فلسطينيات من جمعية الصم يكسرن صمتهن بـالفسيفساء

  • 2/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فلسطينيات من ذوي الاحتياجات الخاصة يندمجن في المجتمع من خلال تعلم فن الفسيفساء في محاولة لخلق فرص عمل وإثبات وجودهن.العرب  [نُشر في 2018/02/05، العدد: 10891، ص(21)]أمل في الاندماج في المجتمع الخليل (فلسطيـن) - تبدي نحو 19 فتاة فلسطينية من ذوي الاحتياجات الخاصة إصرارا على تعلم فن الفسيفساء في محاولة لخلق فرص عمل، يندمجن من خلالها في المجتمع الفلسطيني. ففي ركن في جمعية النادي العالمي للصم والبكم، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، يواصل خلدون البلبول، المدرب والخبير في فن الفسيفساء، تدريب فتيات من الصم والبكم على صناعة لوحات فسيفساء. الفتاة دنيا جرادات (31 عاما)، تأمل أن يكون تعلمها لفن الفسيفساء فرصة لاندماجها في المجتمع ولتوفير فرصة عمل. تقول بلغة الإشارة، بينما يعمل خبير خاص في الجمعية على ترجمتها لفريق الأناضول، إنها “سعيدة لمشاركتها في هذه الدورة، وقد بدأت تجد نفسها فيها”. تضيف ”أصبحت فتاة منتجة، أنتج لوحات فنية وتباع، أعتقد أنني حققت حلمي بالاندماج وإيجاد فرصة عمل”. وتطمح جرادات في أن تفتتح محلا خاصا بها في بلدتها سعّير، إلى الشمال من مدينة الخليل. وبدأت جرادات منذ نحو شهرين تعلم فن الفسيفساء، وباتت تساعد بعض زميلاتها في الالتحاق بالدورة على فن ترتيب الحجارة لصناعة لوحة فنية. ولم تحصل جرادات مسبقا على فرصة عمل. وإلى جانب الفتاة جرادات، نحو 19 فتاة جئن من مختلف بلدات محافظة الخليل، يبدين سعادتهن بعملهن. وتُعرض العشرات من اللوحات الفنية من إنتاج الفتيات، في مدينتي الخليل وبيت لحم، وبعضهن في جمعية النادي العلمي. وكخلية النحل يعملن في الجمعية، بعضهن يعملن على تكسير الحجارة، وأخريات يقسمنها حسب ألوانها. بدورها تقول الفتاة شروق شنيور (33عاما)، إنها وجدت ضالتها في “الفسيفساء”. وتضيف ”هي فن جميل وتراثي قبل أن تكون مهنة، نحن اليوم نتعلم مهنة تراثية وفنية عابرة للزمن”. ولفتت إلى أنها كانت تشعر بالملل قبل العمل في الفسيفساء، لكنها اليوم تستمتع بوقتها، وتنتج لوحات فنية، تباع في المعارض. وأشارت إلى أن 15 يوما من التدريب، كانت كفيلة لتجعل منها ماهرة في إنتاج لوحات فنية. تبتسم وتقول بلغة الإشارة “عمل فيه إبداع”. تمسك شنيور أداة خاصة لتدوير الحجارة، وتعمل على ترتيبها بطريقة هندسية ووفق آلية خاصة تعلمتها. وبطريقة بسيطة يوجه المدرب البلبول الفتيات، معبرا عن سعادته لما وصلن إليه. وقال “اعتبر هذه الدورة من أنجح الدورات التي عقدتها طوال سنوات عملي، الفتيات لديهن طاقة كبيرة وتصميم على الإبداع”. وتابع “أثبتن بجدارة أنهن قادرات على العمل والاندماج في سوق العمل”. وأضاف “لديهن طاقة لا يمكن أن تكون لدى أي شخص آخر، لديهن اهتمام بالتفاصيل، ويملكن روح التحدي، قادرات على عمل شيء تجاوزن من خلاله مرحلة أنهن من ذوي الاحتياجات الخاصة”. ويعمل البلبول على تسويق منتجات الفتيات في مركز يملكه في مدينة بيت لحم (شمال). وقال موضحا “تلك الفتيات بحاجة إلى دعم معنوي أكثر منه دعما ماديا”. والدورة بدأت منذ نحو شهرين بدعم من فاعلي خير في مدينة الخليل، وبتنظيم من جمعية النادي العالمي للصم. وافتتحت الجمعية في العام 1995، بحسب رئيسها ضياء الرجبي. ويقول الرجبي “خروج الفتيات من المنزل، هو تحد بحد ذاته، استطعنا كسر هذا الحاجز”. وأضاف “استطعنا أيضا دمجهن في المجتمع من خلال تدريبهن على لغة الإشارة، وتعليمهن مهنا لخلق فرص عمل لهن”.

مشاركة :