الصحف العمانية: مصر«عكاز» الأمة العربية..وقوّتها ضرورة عربية

  • 2/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبرزت صحف سلطنة عمان، الصادرة اليوم الإثنين، العلاقات الراسخة والعميقة بين السلطنة ومصر، القائمة على الثقة المتبادلة، والمصالح المشتركة والمتبادلة بين الدولتين في مختلف المجالات.. ووصفت القمة المصرية ـ العمانية، بأنها «قمة الحكمة» بين السلطان قابوس بن سعيد، والرئيس السيسي.. وأكدت صحيفة الوطن العمانية، أن  الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري للسلطنة من شأنها أن تشكّل علامة بارزة، ونقطة انطلاق إيجابية، وذلك بحكم ما تتناوله من جوانب، وبما يترتب عليها من نتائج طيبة ومؤثرة، سواء على مستوى العلاقات الثنائية، أو على مستوى ما تشهده المنطقة من تطورات، وما تتطلع إليه الشعوب العربية من آمال لاستعادة الاستقرار والتقارب والتوافق، على أسس وقواعد طالما تبنتها وعملت على أساسها السلطنة وجمهورية مصر العربية.             مشاعر أخوية تعيد المنطقة لآفاق التنمية وأشارت وسائل الإعلام العمانية، إلى أن زيارة «الدولة» التي يقوم بها الرئيس السيسي إلى السلطنة محطة مهمة في تاريخ علاقات البلدين، وتكتسب أهميتها من حيث ما يجمع السلطنة ومصر (قيادةً وشعبًا) من روابط أخوة ومحبة راسخة تجلت في الكثير من المنافع والمصالح المتبادلة، والتنسيق القائم الدائم، انطلاقًا من اليقين العماني الثابت بأن مصر هي عكاز الأمة العربية والمنصة التي تجمعها، فجاء الاحتفاء الكبير بالرئيس المصري ضيف البلاد ليؤكد هذه الحقيقة، وليعبِّر عن الحرص العماني على أن تكون الزيارة الأولى للرئيس السيسي تأكيدًا على المسار التاريخي الحافل من العلاقات العمانية ـ المصرية على مدى عقود، ولتعكس حجم التعاون المشترك المثمر القائم على الاحترام المتبادل، والساعي دائمًا إلى توحيد الصف العربي، في مواجهة التحديات التي تفرضها التطورات المختلفة إقليميًّا وعالميًّا.             مصر «عكاز» الأمة العربية وتناولت صحف الوطن، وعمان، والرؤية، الصادرة في مسقط، تأكيد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، يوسف بن علوي، أن السلطنة تنظر الى مصر على أنها «‏عكاز» الأمة العربية، وهي اليوم كذلك المنصة التي تجمع الأمة العربية ودورها مشهود وأن دورها يتعاظم، وقوّتها ضرورة عربية ..‏ مشيرا الى أنها الزيارة الأولى للرئيس السيسي منذ توليه زمام السلطة في مصر، لتبادل وجهات النظر مع السلطان قابوس بن سعيد، فيما يدعم التضامن العربي ويوسع التعاون في كل المجالات بين السلطنة ومصر، خاصة وأن السلطنة ومصر تشتركان في فكر وفهم مشترك وهو دعم الاستقرار وتحقيق السلام أولا في منطقة الشرق الأوسط والعالم.           رسائل السلطان قابوس وذكرت الصحف العمانية، أن هناك رسائل عديدة يحملها استقبال السلطان قابوس بن سعيد، لأخيه الرئيس السيسي، وأبرز هذه الرسائل التأكيد على أن العمل العربي المشترك بدأ في اتخاذ أبعاد جديدة خصوصًا مع بدء خروج المنطقة من حالة انعدام الوزن التي ألمَّت بها، وأضرت بمقدراتها التنموية، ما يستدعي تكاتف الجهود وتضافرها لوضع أمور المنطقة في مسارها الصحيح، عبر دعم الاستقرار وتحقيق السلام أولًا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والبحث عن حلول لبقايا المشكلات القائمة في المنطقة، وتأطير أسس ومبادئ جديدة لمستقبل التضامن العربي عن طريق ربط مسار التضامن العربي بمسار التضامن والمصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة.             اهتمام إقليمي ودولي بالقمة المصرية ـ العمانية وأكدت  صحف سلطنة عمان، أن القمة كانت محط أنظار الدول على المستويين الإقليمي والدولي، لما تمثله مصر من دور إقليمي ودولي يعي الثوابت العربية، ويحافظ على التوازن الإقليمي، وما تشكله السلطنة من بوابة سلام لكل من سعى إليه، ومسار خروج آمن من الصراعات التي ألمَّت بالمنطقة، فضلا عن قدرة الرئيس السيسي على استرجاع رصيد مصر المؤثر عالميًّا وإقليميًّا ، ومع تعاظم مع ما اكتسبته السياسة الخارجية العمانية من احترام عالمي وإقليمي، ليجعلا القمة طوق نجاة للشعوب العربية التي أنهكتها الصراعات، وألمَّت بمقدراتها النوائب.. وأضافت صحيفة الرؤية، إن الشعوب العربية تنظر إلى لقاء القمة بين السلطان قابوس والرئيس السيسي، نظرة اهتمام بما يحملانه من فكر وقدرة تمكنهما من إحداث التغيير المطلوب وتحقيق الآمال والطموحات، ورعاية مسيرة التنمية والنهوض، وحماية المكتسبات والمنجزات، وتحصين الفكر من الرغبات الشاذة والأفكار المتطرفة.               مستقبل واعد يستند إلى إرث 3500 عام وقال الكاتب والمحلل السياسي العماني، هيثم العايدي، إذا كانت الزيارات الرسمية هي حجر الزاوية في تعميق العلاقات بين الدول، فإن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس السيسي، والتي تعد الأولى لرئيس مصري منذ 2009 تعد فصلا جديدا في تطور العلاقات العمانية المصرية.. مؤكدا، أن من بين النماذج المتميزة في العلاقات الدولية تبرز العلاقات المصرية ـ العمانية وتطورها المستمر لتكون واحدة من هذه النماذج الضاربة في عمق التاريخ، والمؤسسة لمستقبل واعد يلبي طموحات الجانبين على مختلف الأصعدة، فاللبنة الأولى لهذه العلاقات المتميزة تظهر في أحد النقوش الفرعونية في معبد أبوصير البحري، حيث تظهر لوحة جدارية رحلة أسطول الملكة حتشبسوت إلى ظفار، حيث كانت الأساطيل تعود إلى مصر محملة باللبان العماني الذي تم استخدامه في تعطير المعابد الفرعونية، لتتشابك العلاقات وتتعمق من ذلك الحين وعلى مدار العصور لتأخذ أشكالا من التعاون الأخوي ليس على المستوى الرسمي عبر مجالات التعاون السياسي والمجالات التجارية والثقافية والتعليمية فحسب، بل أيضا تحول إلى علاقات أخوة بين الشعبين الشقيقين اللذين يكن كل منهما وافر الاحترام والتقدير للآخر.     وأضاف «العايدي»: إن التقدير الذي يكنه الشعب المصري لشقيقه العماني مستند إلى مواقف تاريخية منها الموقف العماني من الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، حيث أعلن السيد سلطان بن أحمد استياءه من هذه الحملة، وأوقف المفاوضات الفرنسية العمانية التي تمهد لعقد معاهدة بين الدولتين، وكذلك الدفء الذي اتسمت به علاقة البلدين في زمن السيد سعيد بن سلطان ومحمد علي باشا، وكذلك الموقف العماني المؤيد لمصر خلال العدوان الثلاثي في عام 1956 وصولا إلى الدعم العماني المشرف لمصر في حروبها مع إسرائيل والتي توجت بنصر أكتوبر 1973 وما تبعه أيضا من عدم دخول السلطنة في عملية المقاطعة التي أعقبت توقيع معاهدة السلام، وكذلك الموقف العماني الواضح من الحرب التي تخوضها مصر على الإرهاب.

مشاركة :