ببشرة سمراء وملامح حزينة أرهقها تقدّم العمر، وبجسد نحيل أتعبه طول الانتظار، صرخت نازحة مسنّة بوجع كبير، تطلب العودة إلى أرضها وبيتها في مدينة #تاورغاء التي اضطرت لمغادرتها قبل حوالي 7 سنوات، ومنعت من العودة إليها مرة أخرى، لتلخص مأساة الآلاف من الأشخاص في #ليبيا ، الذين لا يزالون عالقين بين معاناة الانتظار وآمال العودة إلى منازلهم. وصور مقطع الفيديو الذي توصلت إليه "العربية.نت"، من مقرر لجنة شؤون النازحين والمهجرين في #البرلمان_الليبي صالح فحيمة، في ضواحي مدينة #سرت ، حيث تجمعت مئات العائلات النازحة بعد أن تم اعتراض وعرقلة طريقها من قبل مجموعات مسلحة، عندما كانت تحاول الوصول إلى مدينة تاورغاء قادمة من مخيمات المهجرين في #بنغازي وفي المقطع المصور، وجهت المرأة المسنة رسالة إلى المسؤولين الليبيين تناشد فيها إخلاء سبيلها للعودة إلى مدينتها والاستقرار على أرضها، حيث علقت قائلة" نحن لا نريد شيئا، فقط العودة لبلادنا، ماذا فعلنا حتى يتم ترحيلنا ومنعنا من بلادنا، أبناؤنا قتلوا وسجنوا وبعضهم فقد، ونحن ما زلنا هنا نعاني المرض والآلام، نحن لم نرتكب أي جرم والذي فعل يجب محاكمته، المهم أن نعود إلى بلادنا و تراب بلادنا، لا نريد أي شيء آخر". ولا تزال كل الطرقات المؤدية إلى مدينة تاورغاء مغلقة من قبل قوات مسلحة تابعة لمدينة مصراتة أمام عودة سكانها، الذين لا زالوا عالقين في العراء بين المناطق التي عادوا منها وبلدتهم، ويتعرضون بين الحين والآخر إلى اعتداءات وترهيب من قبل المسلحين لدفعهم إلى العودة من حيث جاؤوا."اتهام بسوء النية" ويتمسك المسؤولون في مدينة #مصراتة بعدم عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم، حيث أعلن المجلس البلدي بالمدينة، الاثنين، أنّه يدعم الاتفاق المبرم بينه وبين محلي تاورغاء، لكن بشرط تنفيذ بنود الاتفاق، نافيا أن يكون وافق على تحديد موعد لعودة تاورغاء، مؤكدا أن تاريخ الأول من فبراير هو "قرار رسمي أحادي دون أن يأخذ بعين الاعتبار التهيئة المدروسة لتنفيذ الاتفاق". واتهم المجلس في بيان له أهالي تاورغاء بعدم توفر حسن النية لديهم للمصالحة معتبرا أن "التحشيد المفاجئ وغير المعلن لأهالي تاورغاء يتناقض مع مبدأ حسن النية، مما يجعل ضمان سلامة القادمين أمرا بالغ الصعوبة بل وشبه مستحيل عملياً"، مديناً ما وصفه "تصريحات محرضة على القتال قام بها بعض أبناء تاورغاء في ساحة الكيش، بالإضافة إلى ما صرح به النائب عن تاورغاء من تصريحات مسيئة لثورة 17 فبراير، مؤكدا أن "اتفاق المصالحة تم خرقه من قبل تاورغاء".
مشاركة :