صلاح عبد السلام من مرتكب جنح إلى المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس 2015

  • 2/5/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر صلاح عبد السلام، مرتكب الجنح الصغير الذي أصبح إسلاميا متشددا في حي مولنبيك في بلجيكا، العضو الوحيد على قيد الحياة من المجموعة الإرهابية التي نفذت اعتداءات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني في باريس، لكنه يصر على التزام الصمت ورفض التعاون مع المحققين. فاللص الصغير الذي عرف عنه حبه لتناول الكحول واللهو بات اليوم مشتبها في لعبه دورا مركزيا في التحضير للاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ فرنسا والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا وإصابة المئات. ومن أبرز مساهماته تدبير السيارات والمخابئ وتنظيم تنقل أعضاء في الخلية الإرهابية عبر أوروبا. كما كان مساء 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، يرتدي حزاما مفخخا لم ينفجر لأسباب ما زالت غامضة. وأكد في رسالة نسبت إليه عثر عليها المحققون، أنه كان يريد «الانضمام إلى سائر إخواني»، والموت «شهيدا»، لكن عطلا ما طرأ على حزامه الناسف. وسط انطلاق مطاردته بعيد اعتداءات باريس وسان دوني في شمال العاصمة، ظل عبد السلام هاربا أربعة أشهر رغم إعلانه مطلوبا خطرا ونشر صوره بشكل متواصل في سائر أنحاء أوروبا. لكن مطاردته انتهت في 18 مارس/ آذار 2016، وأوقف في حي «كاتر فان» في منطقة مولنبيك في العاصمة البلجيكية، بعد ثلاثة أيام على تبادل إطلاق نار مع الشرطة في بروكسل يشكل دافع محاكمته في بلجيكا اعتبارا من اليوم الإثنين. ووجهت إلى الرجل في فرنسا التهمة باعتداءات إرهابية، وبات السجين الأكثر خضوعا للمراقبة في فرنسا، وأودع سجن فلوري ميروجي إلى جنوب باريس. أثناء محاكمته في بلجيكا، سيودع عبد السلام مؤقتا سجن فاندان لو فياي في شمال فرنسا الذي شكل مؤخرا مركز تعبئة وطنية لحراس السجون بعد تعرض حارس لاعتداء.شغف باللهو وكرة القدم لم يخلّف الفرنسي البالغ 28 عاما من أصل مغربي في حي مولنبيك صورة إرهابي ناشئ، وكذلك شقيقه إبراهيم الذي كان أحد انتحاريي اعتداءات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني. وأفاد جمال صديق الشقيقين، أنهما من محبي كرة القدم ويهويان ارتياد الملاهي الليلية، فيما قال يوسف أحد معارفهما، أنهما «شغوفان بشرب الكحول والتدخين، وليسا متشددين». ففي العام 2013 فتح إبراهيم وصلاح حانة باسم «لي بيغين»، وروى أحد مرتاديها السابقين، أنه كان يمكن الاستماع إلى «خطابات لـ(تنظيم) داعش» هناك، وكذلك تدخين لفافات الحشيشة. في تناقض آخر اجتمع فيه، شغف صلاح عبد السلام بشرب الكحول وارتياد الكازينو، لكنه كشف عن نوايا بالمغادرة إلى سوريا، لا سيما في أواخر 2014. وأكد محاميه البلجيكي سفين ماري في مقابلة مع صحيفة «ليبراسيون» في أبريل/ نيسان 2016، «إنه وغد صغير من مولنبيك من أصحاب الجرائم الصغرى وهو تابع أكثر مما هو قائد. يتسم بفراغ بلا قاع». اختلط صلاح عبد السلام في حيه بعبد الحميد أباعود المتهم بتنظيم اعتداءات باريس الذي قتل أثناء مداهمة للشرطة الفرنسية قرب العاصمة في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. وأفاد مقربون، أن هذين «المنحرفين الصغيرين.. تورطا في مشاكل كثيرة»، و«لم يفترقا في أي وقت». في أواخر 2010 تم توقيفهما احترازيا على خلفية سرقات عادت عليهما بالإدانة وعقوبة السجن عاما مع وقف التنفيذ في فبراير/ شباط 2011. أثناء استجواب في 2015 بعد تفكيك خلية فيرفييه (شرق) الإرهابية في بلجيكا، اعتبر عبد السلام، أباعود «شابا حسنا»، فيما بدا جليا أن صديقه الذي غادر إلى سوريا في مطلع 2013، أصبح شخصية مهمة في تراتبية تنظيم «داعش». في 2015، تكثفت رحلات عبد السلام عبر أوروبا، إلى اليونان في مطلع أغسطس/ آب، ثم النمسا والمجر التي عبرتها حشود اللاجئين الفارين من سوريا. أخضع المتهم منذ توجيه التهمة إليه في فرنسا للاستجواب خمس مرات، ورفض بشكل ممنهج في كل منها الرد على أسئلة قاضي التحقيق. ويعود استدعاؤه الأخير إلى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني. وكان بعد توقيفه حاول التقليل من أهمية دوره، مؤكدا أنه أراد «تفجير نفسه في ملعب ستاد دو فرانس»، ثم «عاد عن ذلك»، بحسب ما أكد مدعي عام باريس فرنسوا مولانس.

مشاركة :