يعدّ مرض السرطان أحد أشرس أمراض العالم، وبينما يصل إلى الجسد ينهي الحياة بأدق وأصغر الخلايا والأعضاء، رافضًا الرحيل قبل الانتهاء من الجسد وموت الإنسان، هذا المرض الذي تتفاوت أشكاله، بين سرطان يصيب النساء، وهو سرطان الثدي، الذي يصيبهن من سن الـ40 عامًا، وسرطان عنق الرحم، بداية من سن21 عامًا. وهناك أنواع أخرى من السرطان تهاجم جسد الرجال والنساء معًا، مثل سرطان القولون وغيره، وينصح الأطباء في الفترة الأخيرة بسرعة اكتشاف المرض عن طريق الفحص المبكر للجسد من أجل التعافي السريع والتخلص من الأورام السرطانية. لكن قديمًا وقبل مراحل تطوّر الطب -زمن التعرّف الأولى على مرض السرطان- كان المرض ينهي دون شك أو علاج على المُصاب، وطوال قرون قضى على الكثير من مشاهير العام وحتى رؤساء العديد من الدُول. ويومًا بعد الآخر، تزيد قائمة مشاهير العالم الراحلين إثر مرض السرطان واحدًا، وكان من ضحايا المرض، والت ديزني، الرجل الأمريكي الجنسية والممثل الصوتي ومنتج الأفلام الكرتونية، ذلك الرجل الذي أدخل البهجة إلى حياة الأطفال بل والكبار، خلال سنوات حياته الـ65، الذي حوّل خلالها الرسومات إلى شخصيات متحركة بلونيها الأبيض والأسود، وهو صاحب شخصية «ميكي ماوس»، والذي أُصيب بمرض سرطان الرئة في 15 ديسمبر 1966. كذلك أشهر مغني ريجي في العالم، بوب مارلي، الذي كان يكتب كلمات أغانيه ويلحنّها مع فرقته «الويلرز»، أما عن سر نجاحه واستمرار سيرته حتى يومنا الحالي، يرجع إلى كلمات أغانيه التي تمتعت بالبساطة الخالية من التعقيدات بل وتوجه رسالة مباشرة إلى المستمع. كما ظل يبعث رسائل متكرر عبر الأغاني حول المفاهيم العالمية الإنسانية من خلال الفن الذي يقدمه، مثل السلام والحرية ومحاربة الفقر كذلك العدالة. أصيب «مارلي» بالسرطان وتُوفي بعد صراع طويل مع المرض، في عام 1981، عن عُمر يناهز الـ36 عامًا بولاية فلوريدا الأمريكية. ستيف جوبز، وهو أحد أشهر شخصيات العالم، ومؤسس شركة «آبل»، من الهواتف المحمولة والحاسوب، توفي «جوبز» على أثر الإصابة بمرض سرطان البنكرياس، لذا عانى «جوبز» من المرض لعدة سنوات متتالية بعدما أصيب بالسرطان في 2004، وظل يكافح المرض بالخضوع إلى جراحة زراعة كبد 2009. مات «جوبز» في منزله بولاية كاليفورنيا الأمريكية، عن عُمر 65 عامًا. وكان قدّم استقالته من منصبه كمدير تنفيذي في شركة «آبل». جون ابدايك، الكاتب الروائي الأمريكي، الذي أخذ يكافح مرض السرطان، الذي أصاب رئتيه، وعُرف الكاتب بأعماله في المجال الروائي وشارك في إطلاق القصص القصيرة والأدب النقدي، ومن أكثر أعماله شهرة رباعية «Rabbit» عام 1960، وحاز جائزتين روائيتين على تلك الرواية، وتتكلم السلسلة عن شخصيات حقيقية ومشاكل تعاني منها الشخصيات، مثل إدمان المواد المخدرة والعنف العنصري. لحق المرض أيضًا بالملاكم الأمريكي، جو فريزر، التي انتهت حياته بفعل سيطرة السرطان على جسده، وألحق الضرر بكبده، هذا الملاكم الذي فاز على المُلاكم محمد علي كلاى، والذي حصل على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1964 في طوكيو. وكان معدّل انتصاراته وصلت إلى 32 مرة، إلى أن اُختتمت حياته وهو في عُمر 67 عامًا، متأثرًا بالمرض وأطلق انفاسه الاخيرة في 7 نوفمبر 2011. سارة فون، واحدة من المغنيات الأمريكيات البارزات في القرن العشرين، وعُرفت بصوتها ووصفها النقّاد الموسيقيين بأن لدى «فون» صوت من أجمل أصوات القرن الـ20، كانت مغنية جاز، وأصيبت بالسرطان والذي قضى عليها في عام 1990، عن عُمر 66 عامًا. كما أصاب عالم النفس الشهير النمساوي الجنسية، سيجموند فرويد، الذي لاتزال مؤلفاته مراجع بين أيادينا حتى يومنا الحالي، فهو مؤسس علم التحليل النفسي، اشتهر بكتابة المُترجم إلى العربية باسم «الهو والأنا والأنا الأعلى» كذلك «عُقدة أوديب»، لكن بعد انجازات دامت سنوات أُصيب «فرويد» بالسرطان، بفعل تدخينه السجائر بشراهة، ورحل عن عالمنا في الـ23 سبتمبر 1939، في الـ83 من عُمره. كلود مونيه، هو رائد المدرسة الإنطباعية في الرسم كما أنه رسّام فرنسي، وكان «مونيه» يميل إلى رسم الطبيعة، ويُذكر أنه التحق بالجيش وأرسل إلى الجزائر، وانتهت حياته بفقدان بصره إلى أن تُوفي عن عُمر 86، وفي عام 1926 قضى سرطان الرئة على حياته. أما إيفا إيكفال، اعتبرت قصة إصابتها بالسرطان من أكثر القصص المؤلمة، فكانت ملكة جمال فنزويلا وتُوفيت متأثرة بالسرطان، وأسرت بقصتها القلوب بسبب صورها وتلاشى شعر رأسها تمامًا، حتى أنها خضعت إلى لقاءات تليفزيونية بعد إصابتها بالسرطان. كانت «ايكفال» تقبل إصابتها بالمرض بصدر رحب حتى أيامها الأخيرة، إلى أن رحلت بمرض سرطان الثدي، في ريعان شبابها في الـ28 من عُمرها، وكان قد صدر كتاب يحكي قصتها ونزاعها مع المرض باسم «بعيدًا عن الأضواء». باربارا سيمان، كانت المرأة مؤلفة كتب أمريكية، كما عملت صحفية، تلك المرأة التي كانت تدافع عن حقوق النساء مثيلاتها، كما أسست حركة تدعو إلى عناية المرأة بحالتها الصحية، تُوفيت بمرض السرطان. وماري مكارثي، من أشهر النساء في كتابة المقالات السياسية في الويات المتحدة الأمريكية وماتت السيدة بسرطان الرئة. رؤساء وسياسيون انتهت حياتهم بالسرطان الرئيس السابق للتشيك فاتسلاف هافيل، الذي اُشتهر بحبه إلى تأليف الكتب إلى جانب منصبه الرفيع، وتوفي وهو في الـ75 من عُمره، بعدما أصابه سرطان الرئة عدة أشهر حتى عجز عن تحمّل المرض بعد، وشُيّع إلى مثواه الأخير في ديسمبر 2011. الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران مات 1996، بعد صراع من المرض، دام 14 عامًا. رئيس بوليفيا، هوجو بانزر، والذي كان ضابط وسياسي وحصل على الترقيّات إلى أن نال منصب الرئيس، وظل بمنصبه 1997-2001، وتُوفي في عام 2002 بعد أن وصل إلى سن 76 عامًا. كما تُوفي عدد من الرؤساء الأمريكيين بالسرطان، وهو رونالد ريجان، رئيس الولايات المتحدة الأربعين، الذي خضع إلى جراحة لإزالة ورم سرطان القولون، وانتشر السرطان في أكثر من منطقة بجسده خضع على أثرها إلى عدة جراحات، وأغمض الرئيس عينيه للمرة الأخيرة في 2004. كذلك الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي تُوفي في 12 أغسطس 2015، بعد أن انتشر السرطان في جسده وتفرّغ في نهاية حياته إلى العلاج فقط. وأصيب ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الملك حسين بن طلال، كان يتردد على المستشفيات للخضوع إلى العلاج بعدما أصيب بالسرطان ورحل في 7 فبراير 1999. محمد علي جناح، كان محاميًا وسياسيًا، كما أنه مؤسس دولة باكستان، وكان أول حاكم عام لباكستان منذ استقلالها حتى وفاته، بمرض السرطان في 11 سبتمبر 1948.
مشاركة :