موسكو - نقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو بارز في البرلمان الروسي قوله الاثنين إن روسيا نشرت صواريخ إسكندر المتطورة القادرة على حمل رؤوس نووية في منطقة كالينينغراد على بحر البلطيق، وسط توتر متفاقم مع حلف شمال الأطلسي. وكانت روسيا قالت إن عمليات نشر سابقة لصواريخ إسكندر في كالينينغراد وهي جيب روسي محصور بين بولندا وليتوانيا، مؤقتة وتمثل ردا على تعزيز الولايات المتحدة قواتها في منطقة البلطيق. وتقول واشنطن إن نشر مثل هذه المنظومات الصاروخية قرب دول البلطيق وبولندا العضو في حلف شمال الأطلسي "يزعزع الاستقرار". وعبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم من أن نشر الصواريخ يشكل تطويرا دائما للقوات الروسية في المنطقة. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن فلاديمير شامانوف رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما قال الاثنين، إن منظومات صواريخ إسكندر أرسلت إلى كالينينغراد، لكنه لم يحدد عددها أو إلى متى سيستمر نشرها. ونقلت الوكالة عنه قوله "نعم تم نشرها... نشر بنية تحتية عسكرية أجنبية يقع تلقائيا في نطاق قائمة أولويات الاستهداف". وإسكندر منظومة صواريخ باليستية متنقلة يرمز لها حلف شمال الأطلسي باسم إس.إس-26 ستون وحلت محل صواريخ سكود السوفييتية. وتطلق المنظومة صاروخين موجهين يصل مداهما إلى 500 كيلومتر ويمكنهما حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية. وألقى التدخل الروسي في الأزمة الأوكرانية وضم موسكو لشبه جزيرة القرم في 2014 بظلال ثقيلة على العلاقات بين روسيا والحلف الأطلسي. وتفاقم التوتر بين الطرفين على الرغم من اجرائهما محادثات لأكثر من عامين وصفها الحلف الأطلسي في 2017 بأنها كانت صريحة وجدية. وفي العام الماضي استأنف الحلف وروسيا اللذان تضررت علاقتهما بسبب الأزمة الأوكرانية في بروكسل حوارا على مستوى السفراء، لكن التوتر ظل على أشده خاصة في بحر البلطيق. وأقر حلف شمال الأطلسي وروسيا مرارا بوجود خلافات عميقة ومستمرة وأن المحادثات التي استمرت لأكثر من عامين لم تغير في واقع تلك الخلافات شيئا. وكان سفراء الحلف وروسيا يجتمعون بانتظام في اطار هيئة "مجلس حلف شمال الأطلسي-روسيا" حتى اندلاع الأزمة الأوكرانية التي أعادت الأجواء إلى ما يشبه حقبة الحرب الباردة. ونشر حلف الأطلسي في الشرق مقاتلات وبوارج وقام بتخزين أسلحة ومعدات، فيما نددت موسكو بما وصفتها بـ"الطبيعة المدمرة" لتلك التعزيزات واعتبرتها محاولة لعزل روسيا سياسيا وعسكريا وتهديدا لأمنها القومي.
مشاركة :