قال الدكتور فاروق الباز، مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن، في تصريحات صحفية لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إن الدراسات المناخية أثبتت أن درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض تزداد بسبب انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن استهلاك الوقود في العالم، وينتج عن هذه الزيادة الحرارية ذوبان بعض الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي للأرض. وهذا الذوبان يزيد من ارتفاع منسوب مياه البحر فى العالم أجمع. وأضاف الباز أنه إذا استمر الوضع على ذلك، فسيؤثر على حدود اليابسة في العالم أجمع، علمًا بأن هذا يحصل في كل المواقع الساحلية ببطء شديد، ولا يعنى أن الدلتا والإسكندرية سوف تغرق، فهذا تهويل، مضيفا أنه لا بد أن ندرس أثر التغيير على منسوب البحر، وأن يكون لدينا مخطط لمعالجة ما يحصل من تغيرات على السواحل.ولفت الباز إلى أن التغيرات التي نتجت عن إقامة السد العالي بجنوب مصر قللت من الطمي الذي كان يصل إلى مخرجي النيل، مع اندفاع المياه إلى البحر المتوسط عند مدينتي (رأس البر) و(رشيد)، ما أدى لنحت المخرجين بواسطة التيارات البحرية بشكل كبير، ولم ندرس هذا الوضع أو نخطط لحدوثه.ونقلت الصحيفة عن الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، قوله إن التغيرات المناخية أثرت بشكل واضح على ارتفاع المد والجذر في البحار والمحيطات، وتظهر آثار تلك التغيرات بوضوح في مصر، لأنها من الدول المنخفضة جغرافيًا، التي سوف تغمرها مياه البحر، وحذر من أنه لا بد من وضع المصدات أو ردم الشواطئ بمسافة 5 أمتار لحماية سواحل الدلتا والإسكندرية.وأكد كبير خبراء مكتبة الإسكندرية، الدكتور صلاح سليمان، في تصريحات للصحيفة أن تغير المناخ سوف يتجسد في تغيرات طويلة المدى. وقد كشف التقرير السادس للبرنامج الدولي لتغير المناخ، عن ارتفاع متوسط درجة الحرارة على مستوى العالم خلال الـ50 سنة الماضية بمقدار درجة كاملة، وتتمثل خطورة الأمر في أن ما يفصلنا عن العصور الجليدية 5 درجات حرارة فقط. أما عن الإسكندرية فهي عبارة عن سلسلة متوازية من المرتفعات أو الهضاب، مختلفة الارتفاعات يفصل بينها مناطق منخفضة وبعضها عند مستوى أقل من مستوي البحر الآن، وتحديدًا جنوب الإسكندرية وربما تتسرب إليها المياه من البحر وتغرق، لكن هذا يتوقف على مدى استمرار تلك الظاهرة وكيفية الاستعداد لمواجهتها
مشاركة :