سلطان: ماضون في الحفاظ على البيئة بمكوناتها الحياتية بالشارقة

  • 2/6/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مواصلة العمل واستمرار الجهود الكبيرة في مختلف المجالات البيئية، للحفاظ على البيئة بمكوناتها الحياتية من النباتات والحيوانات، وصون التنوع الحيوي في مختلف مناطق الشارقة، والعمل على جمع البذور النادرة في المنطقة وتصنيفها وحفظها.وأعلن سموّه، عن موعد افتتاح «معشبة الشارقة للبذور» في مدينة الذيد في حلتها الجديدة، وعن قرب افتتاح محمية «الرفيسة» في مدينة خورفكان، لتنضم إلى المحميات الموجودة في الإمارة، إلى جانب الجهود المبذولة للإسهام في حماية الحيوانات خارج الدولة في المناطق التي تواجه ظروفاً قاسية. جاء ذلك، خلال كلمة سموّه، في جلسة افتتاح الدورة التاسعة عشرة من «منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي» التي عقدت صباح أمس، في مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية، الذي تنظمه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، ويشارك فيه 200 خبير وباحث ومختص وأكاديمي، من مختلف بلدان العالم، حيث سينقلون تجاربهم ومقترحاتهم وأفكارهم وخبراتهم إلى الشارقة، لتتفاعل مع ما تمتلكه الإمارة من خبرات ومبادرات في عالم البيئة وصونها.ورحب صاحب السموّ حاكم الشارقة بالمؤتمرين قائلاً «هذا الملتقى السنوي سوف يعطينا دفعة قوية للاستمرار في نهجنا في حماية الطبيعة، حيث إن الناس تأكدوا أننا نعمل، والأهداف تُنجز والفعاليات تكثُر، وهذا ما يدفعنا الى العمل لمزيد من الاجتهاد».وأضاف سموّه «إن برنامج الشارقة لصون الطبيعة قد بدأ من هذا المكان قبل خمسة وعشرين عاماً، حيث كنت هنا، ووجدتُ حُفراً وُضع عليها بعضٌ من الأسلاك البلاستيكية فسألت: لماذا؟ فقالوا هذه لصيد الضب. فبادرت بوضع سياج حول هذه المنطقة بأقصى سرعة، والحفاظ على المكان. وبدأنا نُكثر من الحفاظ على الحيوانات في كل مكان. ولكن في هذا المكان بدأ برنامجان هما: إكثار النباتات، وإكثار الحيوانات. وبدأ إكثار النباتات بجمع النباتات كلها، خاصة المهددة بالانقراض، وأسستُ هذا المكان المسمى «بنك البذور»، وأطلقت عليه يومها «بنك النباتات الصحراوية»، ووُجد كذلك مشروع المتحف الموجود حالياً. وبدأنا برنامج تربية الحيوانات المهددة بالانقراض وإكثارها واستيلادها، الذي تعرفونه، لأنكم دائماً ما ترتادون هذا المكان، وترون النشاط الموجود فيه».وواصل سموّه قائلاً «البرنامج الذي نحن بصدده هو إعادة هذه النباتات إلى الطبيعة، وإعادة هذه الحيوانات إليها. ولدينا مشاتل تنتج الملايين من الأشجار والنباتات أشرف عليها بنفسي، وزوّدنا المحميات، عبر تلك المشاتل، بالملايين من الأشجار سنوياً، مثل محمية المنتثر، وغيرها وعلى مدى سنوات. الآن المشاهد في هذه المحمية، أنه قبل إطلاق أي حيوانات فيها، قد وجدت فيها الحيوانات القارضة وأنواع كثيرة من الطيور، حيث وجدت الماء والحماية، والظل، والغذاء كذلك، كما تكثر فيها النباتات من ذوات الثمار الصالحة لتغذية الحيوانات».وأضاف سموّه «كذلك وجدنا أنه في هذا المكان، إلى جانب ما وضعناه في المحمية من أشجار، بدأت الأشجار الأخرى تنمو ثانية لأنها وجدت الحماية، وكذلك الماء. ويلاحظ الإنسان هنا أن كل هذه العوامل الطبيعية وجدت في المكان نفسه، وعلى الأرض قبل عملية التسييج. وحرصنا على عمل السياج حول المحمية، بفتحات أكبر، لإعطاء فرصة للحيوانات كذلك الموجودة خارج المحمية للولوج فيها، والاستفادة مما بها، ولذلك نلاحظ أننا نحافظ هنا على شيئين هما: النباتات والحيوانات، لأن هذه الحيوانات الموجودة تستطيع أن تتكاثر على طبيعتها».وسرد سموّه الخطوات التي تمت للحفاظ على البيئة في منطقة وادي الحلو، وكيف تم العمل على توفير البيئة المناسبة لإكثار النباتات الجبلية، وقد وجدت نباتات قد اختفت وعادت إلى الظهور، جراء توفير الظروف المناسبة نتيجة لعمليات التشجير التي تمت على سفوح الجبال، وكذلك ظهرت الحيوانات التي أوشكت على الانقراض والابتعاد عن أماكن العمران، بالظهور مجدداً في تلك المنطقة.وأعلن سموّه عن إطلاق محمية جديدة في مدينة خورفكان قائلاً «نعمل حالياً على التجهيز لإطلاق محمية «الرفيسة» الطبيعية في خورفكان، سنطلق فيها عدداً من الحيوانات، كالطهر والنمر العربي وغيرهما، وبإذن الله، ستُفتتح قريباً. وستقع في منطقة فيها وادٍ عميق، ما دعانا إلى إقامة تلفريك، ينقل الزائرين إلى مناطق بعيدة، يستعرض فيها كل الحيوانات المفترسة الموجودة في الوادي، وجملة من المرافق الخدمية والسياحية الأخرى».وأشاد صاحب السموّ حاكم الشارقة، بجهود العلماء والباحثين في حفظ الطبيعة قائلاً «أقول، إننا لسنا وحدنا في هذا المجال، وجودكم ودراساتكم وأبحاثكم هي الحافز الأساسي لنا لحماية الطبيعة».ووجه سموّه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، للتواصل والمساعدة في الحفاظ على الحيوانات خارج الدولة، قائلاً «هناك مناطق كثيرة مهددة بأسباب الحروب والجهل وكثير من الأمور، ونحن من هنا نجد أنفسنا ملزمين بالوقوف إلى جانبها، ووجهنا الهيئة بالتواصل مع هذه المناطق، ولو أن فيها بعض الخطورة، ولكن لا بدّ من التواصل معهم لحماية الحيوانات الموجودة في الحدائق العامة، على أقل تقدير».وأعلن سموّه، عن افتتاح معشبة البذور يوم الأربعاء المقبل، قائلاً «بالنسبة لحماية البذور، إن شاء الله، يوم الأربعاء القادم، نفتتح معشبة الشارقة للبذور المهددة بالانقراض، وقد جمعنا جميع البذور الموجودة في هذا الجزء من الجزيرة العربية، ووفقاً لما أجمع عليه المتخصصون وهم على دراية أكبر. وهناك 16 نوعاً من النباتات النادرة، وأنواع من البذور ليست لها تسمية، ونأمل، إن شاء الله، بأن تسجل باسم الشارقة، لأنها كانت موجودة في هذه الأماكن، ولم يُطّلع عليها».وعن جهود سموّه في حفظ البذور، أوضح قائلاً «الآن لديّ المشاتل التي تنتج الملايين من الأشجار، وأحياناً يصعب الحصول على البذور، لذلك أستعمل بعضاً من الهرمون الذي يسرّع عملية نمو السيقان النباتية، والحمد لله نجحنا في كثير من النباتات، وفي زراعة آلاف من الأنواع المهددة بالانقراض، وهي متوافرة الآن بأعداد كبيرة. ولدي دراسة موجودة الآن آخذ منها القوائم الموجودة لدى المعشبة».واختتم سموّه كلمته، متمنياً للمؤتمر التوفيق والنجاح، وأن يعمل على زيادة الإصرار على المثابرة والخروج بنتائج يُستفاد منها.وكان المؤتمر قد افتتح بآيات بينات من القرآن الكريم، تلاه السلام الوطني لدولة الإمارات.وتحدث الدكتور كيريك تايلر، رئيس مجموعة القائمة الحمراء، عن جهود المجموعة في حماية الحيوانات المهددة بالانقراض، وجهود الشارقة في هذا المجال كونها إحدى أهم المحطات العالمية التي تبذل جهوداً كبيراً للتوعية بهذه القائمة، عبر الملتقيات والندوات وورش العمل.وقدم د. تايلر، استعراضاً لما قامت به المجموعة خلال الأعوام السابقة من إنجازات متميزة.كما تناولت الدكتورة هيلين بليس، في كلمتها المناطق المحمية والمعيار العالمي لصون الطبيعة، لتحديد مناطق التنوع البيولوجي، مشيرة إلى أهمية الجهود العالمية لحفظ التنوع الحيوي، والوسائل التي تم العمل عليها عالمياً، وضرورة تضافر الجهود لحماية المناطق، والحفاظ على ما تضمه من تنوع حيوي كبير ونادر. كما تحدث الدكتور جيرهارد ستينكامب، عن التشخيص البيطري ودوره في الحفاظ على صحة الحيوانات وسلامتها، مقدماً استعراضاً للأعمال العالمية خلال السنوات الأربع الماضية، والجهود البيطرية للحد من تكاثر الفيروسات والبكتريا التي تهاجم الحيوانات وتتسبب في حالات نفوقها. يركز المنتدى في دورته التاسعة عشرة التي تستمر أربعة أيام، على ثلاثة مواضيع أساسية بشكل متوازٍ، هي: التصنيفي الذي يتناول القائمة الحمراء الإقليمية للنباتات المستوطنة في شبه الجزيرة العربية، وسيكون مشابهاً لذلك الذي أجري للزواحف في ورشة عام 2012، والطيور في عام 2013، والثدييات في ورشة عام 2016، والأشجار في ورشة عام 2017، بهدف تقديم تحديث للتوزيع والوضع الحالي، والتهديدات الرئيسية، وتوصيات سبل المحافظة عليها.

مشاركة :