شيماء المرزوقي الحديث عن العلم الزائف والعلم الحقيقي، موضوع كبير ووضعت من أجله العشرات من الدراسات والبحوث، والجدل مستمر وسيظل، فالعلم الحقيقي يرفض كثيراً مما تسمى اليوم بعلوم مثل التنجيم والأجسام الطائرة ومقاومة الشيخوخة ودواء يطيل العمر وقوة التخيل ونحوها. وإذا أمعنا النظر نحو جميع المواضيع التي يتبناها العلم الزائف، نجد أنه يحقق انتصاراً واضحاً في المجالات التي لم يحسمها العلم الحقيقي حتى الآن، وستجد العلوم الزائفة في مختلف المجالات ، مثل الطب، وستجد أن العلم الزائف يزدهر في هذا المجال تحديداً ويضع الكثير من العلاجات والأدوية ويقدم حلولاً علاجية غير مسبوقة، ولن تجد أي دواء لمرض فشل العلم الحقيقي في اكتشاف علاج نهائي له إلا وقدم العلم الزائف دواء، بمعنى أن العلم الزائف يزدهر فقط عندما يخفق العلم الحقيقي.أسوق لكم مثالاً واضحاً ومعظمنا قد يكون سمع بقصص تدور حوله، عندما يصاب أحد المرضى بأي من الأورام السرطانية، فإنه يتوجه نحو العلاج المتعارف عليه في المستشفيات، ولكنه بعد مضي بعض الوقت وعندما يشعر بأن المرض ينتشر ولا يتم إيقافه يبدأ في التوجه نحو الطب الزائف، سيجد من يقدم علاجات بالأعشاب وآخرين يقدمون علاجات تأملية والبعض علاجات جراحية وهناك علاجات كيميائية لم تثبت علمياً. والمرضى هنا يضعون أنفسهم بين أيدي تجار يحققون مكاسب مالية كبيرة من خلال تبني العلم الزائف وتسويقه للناس.مثال آخر في مجال الفضاء حيث يكثر الحديث عن غزو الكواكب، وأنه يمكن السفر في المجرة، بل يمكن الاستيطان في أي كوكب نريده، وهناك شركات بدأت في العمل لتحقيق حلم الكثيرين في صعود مركبة فضائية تأخذه في رحلة نحو الفضاء، رغم أن العلم الحقيقي يقول: «لا يستطيع الإنسان العيش على أي كوكب مما تم اكتشافها حتى الآن دون وسائل دعم الحياة مثل توفر الأوكسجين والماء والطعام ونحوها». كما أن السفر بين الكواكب يحتاج لمركبات ذات تقنيات محددة ومواصفات تتعلق بالوقود المستخدم وغيرها من الجوانب العلمية التي لم تحسم حتى الآن، ولكن يقابل كل هذه الحقائق العلمية تجاهل تام من الكثيرين ويتم التوجه نحو الشركات التي تغذي وهم الناس بالأمل والمستقبل والدخول للتاريخ، وهذه أعظم مساوئ العلم الزائف، وهو أنه يمنح الناس شيئاً يريدونه بشدة ولكنه ليس حقيقياً. Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :