< استعرض الاتحاد السعودي للأمن السيبراني، خطته الاستراتيجية والتشغيلية والهيكل التنظيمي المقترح. كما بحث الاتحاد خلال اجتماع مجلس إدارته الأول برئاسة المستشار في الديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني في الرياض أمس (الاثنين) بحضور الشريك الاستراتيجي للاتحاد (مسك الخيرية) ويمثلها بدر العساكر، والمدير التنفيذي لمسك الدكتور علي الزبارة، وكبير المستشارين الإعلاميين للاتحاد عبدالرحمن الراشد، عددا من الفعاليات والمبادرات المقترحة لتعزيز دور الاتحاد في نشر ثقافة الأمن السيبراني والبرمجة، والرفع من درجة الوعي في المجتمع السعودي بمخاطر الاختراقات الالكترونية والحماية منها. وتم خلال الاجتماع - بحسب بيان ( حصلت «الحياة» على نسخة منه) - استعراض العديد من مذكرات التفاهم التي تم التوصل إليها مع عدد من الجهات العالمية المتخصصة، إضافة إلى استعراض إيجاز متكامل عن إنشاء منظومة تعليمية متكاملة في هذا المجال تغطي مسارات احترافية معتمدة دوليا، تنتهي بمؤهلات أكاديمية. وأصدر مجلس الإدارة عددا من القرارات منها إنشاء لجنة تنفيذية، ولجنة المراجعة الداخلية وتقويم المخاطر، إضافة إلى تشكيل عدد من فرق العمل المتخصصة. من جهته قال أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عصام ملكاوي: «نحن نواجه هذه الأيام بما يسمى حروب الجيل الرابع، وهي الحروب الالكترونية التي تهدد أمن المجتمعات، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني وجد ليكون منصة للدفاع أمام تلك الهجمات الالكترونية بمختلف مستوياتها وهو قادر على ذلك». وأشار في اتصال مع «الحياة» أمس إلى أن «الاتحاد استعرض في اجتماعه الأول في الرياض أمس خطته الاستراتيجية والتي تشمل بناء خطط تشغيلية، وتكتيكية عملياتية، واستراتيجية ذات أهداف بعيدة المدى»، لافتاً إلى أن «الهدف من العمل على هذه المستويات من الخطط هو تعزيز دور الاتحاد في نشر ثقافة الأمن السيبراني والبرمجة، إضافة إلى رفع درجة الوعي المجتمعي السعودي، خصوصا وأن المجتمع السعودي هو أكثر المجتمعات العربية استخداماً للشبكات الالكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، ومن المهم تعريفه بمخاطر الاختراقات التي يمكن أن تشكلها نماذج من الحروب الالكترونية المصغرة بداية، وصولاً إلى أماكن تحقيق خروقات الكترونية كبيرة جداً تهدد أمن المملكة». وأكد أن «استخدام الحرب الالكترونية أو ما يسمى بالحروب السيبرانية التي يتم خلالها بناء منصات فضائية متجولة يمكن أن يؤدي غرضه في تحقيق الاختراقات الأمنية ما يهدد أمن الدولة السعودية، إضافة إلى تهديد أمن الأفراد والكينات المختلفة في الدولة، وهو ما يسعى مدبرو هذه الحروب إلى تحقيقه». ولفت إلى أن «اجتماع مجلس إدارة الاتحاد في الرياض أمس هو اجتماع مهم لتنظيم عمل اللجان التي تم تشكيلها، سواء كانت اللجنة التنفيذية، أم لجنة المراجعة الداخلية، ولجنة تقويم المخاطر، لتشكيل فرق عمل احترافية وقوية، تكون جاهزة لمواجهة أي تهديد محتمل». وقال أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، إن «الأمن السيبراني يتطلب تنفيذ دراسات مستقبلية استشرافية، إضافة إلى استعداد مسبق بالعلم والتقنية الكترونية قادرة على المواجهة والمجابهة». وكان الاتحاد وفي خطوة تهدف إلى تحقيق التبادل المعرفي وتوطين القدرات أبرم مذكرة تفاهم في الأول من شباط (فبراير) الجاري مع مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، لتطوير منظومة صناعة المعرفة التقنية وبما يسهم في دفع عملية التنمية والتطوير في المملكة وبما يحقق اهداف رؤية السعودية 2030. ووفقا لمذكرة التفاهم سيتم التعاون لتمكين الشبان والشابات في المملكة من خلال برامج تدريبية وتطبيقية تركز على تطوير مهارات طلاب المراحل المدرسية المختلفة إلى طلاب الدراسات العليا، وكذلك الممارسين والمهتمين والهواة في مجالات الأمن السيبراني والبرمجة. وتتضمن مذكرة التفاهم البرامج التوعوية في تلك المجالات والتعاون في تنظيم ورعاية الفعاليات ذات العلاقة. يذكر أن هذه المذكرة أول أنشطة مجلس إدارة الاتحاد الذي يترأسه المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، فيما يعد الاتحاد منظمة وطنية تحت مظلة اللجنة الأولمبية السعودية، تسعى لبناء قدرات محلية واحترافية في مجال الأمن السيبراني والبرمجة بناءً على أفضل الممارسات والمعايير العالمية، بهدف إيصال السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة في صناعة المعرفة التقنية الحديثة. ويذكر أن مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، هي مؤسسة خيرية غير ربحية تكرِّس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة في المملكة، من خلال التركيز على الشباب وتقديم الفرص التي تساعد في تعزيز مواهبهم وإبداعهم. وتسعى المؤسسة إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال مبادراتها وشراكات استراتيجية مع رواد القطاعات العامة والخاصة حول العالم.
مشاركة :