بريطانيا تؤكد انسحابها من الاتحاد الجمركي الأوروبي

  • 2/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استبقت الحكومة البريطانية لقاء كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه والوزير المكلف ملف «الطلاق» مع الاتحاد ديفيد ديفيس في لندن أمس، مؤكدة أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي وافقت على الانسحاب نهائياً من الاتحاد الجمركي، في خطوة اعتُبرت تراجعاً ورضوخاً لضغط يمارسه متشددون في حزبها. وأكد ديفيس ذلك قائلاً: «سنغادر الاتحاد الجمركي عندما نخرج من الاتحاد الأوروبي». أما بارنييه، فدعا قبل لقائه ماي، إلى «عدم إضاعة أي دقيقة» في مساعٍ للتوصل إلى اتفاق بين الاتحاد والمملكة المتحدة. وأتى لقاء أمس، عشية بدء المفاوضات في بروكسيل اليوم بين لندن والاتحاد لمناقشة الجوانب التقنية لـ «الطلاق» المملكة المتحدة، ومسألة الحدود والعلاقة بين مقاطعة إرلندا الشمالية وجمهورية إرلندة، والفترة الانتقالية التي يُفترض أن تبدأ في 29 آذار (مارس) 2019 وتستمر سنتين. ولا تزال هذه المرحلة تثير خلافات لدى أعضاء حزب المحافظين الحاكم، ويخشى نواب أن تصبح بريطانيا «تابعة» للاتحاد، إذ ستواصل تطبيق التشريعات الأوروبية من دون أن تشارك في وضعها. وتجد ماي نفسها في وضع صعب، إذ عليها إرضاء بعضهم، من دون إغضاب آخرين. وتورد وسائل إعلام أنها مهددة بـ «مؤامرة» لإطاحتها، إن لم تتخذ موقفاً متشدداً من بروكسيل. وسيحلّ مكانها عندئذ وزير الخارجية بوريس جونسون، على أن يصبح وزير البيئة المتشدد مايكل غوف نائبه، ويتولى النائب المتشدد الآخر جاكوب ريس- موغ حقيبة المال، والثلاثة من أشد المتحمسين للانسحاب من الاتحاد «بريكزيت». وأوردت صحيفة «ذي تايمز» أن النائب المحافظ النافذ برنارد جينكين حذر رئيسة الوزراء من «خيانة الناخبين المؤيّدين لبريكزيت»، ودعاها إلى خروج «قاطع» من الاتحاد الأوروبي. كما حذرها من تأثير وزير المال فيليب هاموند، المؤيّد للبقاء في الاتحاد والذي أغضب المتشددين، بتأكيده أن المملكة المتحدة ستحافظ على علاقات تجارية قوية مع أوروبا. وتشكّل هذه الانقسامات جزءاً من صعوبات تواجهها ماي في فرض سلطتها، منذ نكسة تعرّضت لها في الانتخابات النيابية المبكرة التي دعت إليها في حزيران (يونيو) الماضي، عندما خسر المحافظون الغالبية المطلقة في مجلس العموم (البرلمان). وكانت رئاسة الحكومة رفضت تقريراً نشرته صحيفة «فايننشال تايمز»، يفيد بأن وزراء يدرسون اتفاقاً في شأن اتحاد جمركي لفترة ما بعد «بريكزيت». واستبعد وزير التجارة ليام فوكس ذلك، قائلاً: «يجب أن نكون خارج الاتحاد لنستفيد من الأسواق الناشئة. أحد أسباب مغادرتنا أوروبا (هو) الإمساك بزمام الأمور، وهذا ليس ممكناً مع رسوم جمركية مشتركة». وتوصلت لندن وبروكسل إلى اتفاق أولي في شأن مسائل رئيسة، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكنهما لم يناقشا بعد شروط الفترة الانتقالية ومستقبل العلاقات التجارية بينهما.

مشاركة :