تصريحات ابن كيران تزعج قيادات التحالف الحكومي في المغرب

  • 2/6/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استبعد قيادي في حزب "العدالة والتنمية" المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، أن تؤثر تصريحات عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة السابق ضد قيادات أحزاب الأغلبية على تماسك حكومة سعدالدين العثماني، أو أن يكون لها تاثير سلبي داخل الحزب نفسه، بل توقع ان تعزز موقعه. وقال بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لـ "العدالة والتنمية"، لـ "الشرق الأوسط"، إن انتقادات ابن كيران ضد كل من عزيز اخنوش الأمين العام لحزب "التجمع الوطني للأحرار" وزير الفلاحة والصيد البحري، وهو أيضا رجل أعمال، وادريس لشكر الأمين العام لـ "الاتحاد الاشتراكي" جاءت في "سياق سياسي يتسم باستهداف حزب العدالة والتنمية سواء في قيادته الحكومية أو على مستوى الضغوط التي تمارسها الاغلبية من اجل فرض امر واقع يضر بسمعة الحزب وموقفه وهويته لا سيما في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية". واوضح التليدي ان انتقادات ابن كيران جاءت ايضاً "في سياق سياسي ظهرت فيه مجموعة من المؤشرات التي تذهب في اتجاه تبخيس القيادة الحكومية ممثلة في العثماني ومحاولة صناعة رئيس حكومة جديد بديلاً عن رئيس الحكومة الفعلي (في اشارة الى اخنوش) وهو ما كان يقتضي رداً سياسياً من الحزب". وكان ابن كيران قد شن هجوماً غير مسبوق ضد اخنوش ولشكر، وقال في هذا الصدد: "على عزيز أخنوش أن يقول لنا من هي العرّافة التي قالت له من الآن إنه سيفوز بانتخابات 2021، ومن أعطاه الضمانة؟". وأضاف: "لا أعرف إن كان يريد أن يكرر التجربة الفاشلة والبائسة للحزب المعلوم (الأصالة والمعاصرة المعارض) أم لا،؟ اشتغل، ولا ترهبنا من الآن لأننا لا نخاف". وعدّ ابن كيران "زواج المال والسلطة خطراً على الدولة"، في المقابل قال عن لشكر، خلال المؤتمر العام لمنظمة شباب الحزب، انه يحتج بطريقة اقرب الى البلطجة داخل التحالف الحكومي، مقللا من اهمية حزبه "الذي لم يكمل فريقه النيابي إلا بصعوبة، ويفرض علينا إرادته". في غضون ذلك، قال لشكر في تصريحات صحافية، إن "ابن كيران انتهى ولا يهمني تعليقه"، وأنه لن يرد على شخص ليس له أي دور. وزاد قائلاً: "ما يمكن أن يثيرني في الموضوع هو حضور الأمين العام الحالي، سعد الدين العثماني، وسماعه لهذا الكلام والتقريع في حلفائه بالأغلبية"، وهو ما قد يدفع الى مواجهة مع العثماني ومحاسبته على تلك التصريحات. إلا ان التليدي كان له رأي مخالف، وقال، ردا على سؤال حول ما اذا كانت انتقادات ابن كيران ستؤثر سلباً على التحالف الحكومي، إن ابن كيران "متحرر من أي موقع حكومي أو حزبي، وارتأى أن يعبّر عن موقفه بكل وضوح حتى يؤكد ان هوية الحزب لن تتغير وان مساره سيستمر رغم الضربات التي تلقاها". وتابع أنه "من الطبيعي ان تنزعج بعض القيادات الحكومية لأنه يمكن ان تقرأ في هذه التصريحات على انها محاولة لارباك التحالف الحكومي"، بيد انه بامكان هذه القيادات، بحسب التليدي، ان تستوعب انتقادات ابن كيران بشكل آخر وتتوقف عن ممارسة الضغوط على رئاسة الحكومة لدفعها لتقديم تنازلات كبيرة. وزاد موضحاً: "لا يستطيع الحلفاء أن يدفعوا في اتجاه محاسبة القيادة الحكومية على تصريحات ابن كيران"، مستحضراً في هذا الشان الانتقادات الشديدة التي يوجهها يونس مجاهد الناطق باسم حزب "الاتحاد الاشتراكي" لحزب "العدالة والتنمية" على رغم ان حزبه مشارك في الحكومة. وبشان الموقف الداخلي للحزب من تصريحات ابن كيران التي عاد بها لتصدر المشهد السياسي، استبعد المسؤول الحزبي حدوث تنسيق بين ابن كيران والعثماني بهذا الشان. وقال إن "الحزب لم يعتد لغة توزيع الادوار بل دأب على تحمل مسؤوليته في التعبير عن مواقفه"، مستبعداً أيضاً أن تحدث مواقف متباينة بين قيادات الحزب نفسه بشأن تلك التصريحات لانها " في مجملها تصب في اتجاه تقوية الموقع التفاوضي للحزب سواء على المستوى السياسي أو تدبير علاقته مع حلفائه"، على حد قوله.

مشاركة :