طهران (أ ف ب) - أكد الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء ان التفاوض على برنامج الجمهورية الاسلامية للتسلح أمر غير وارد داعيا واشنطن إلى الكف عن الضغط على بلاده. وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين في طهران، انتقد روحاني العملية التركية ضد الأكراد في شمال سوريا مشيرا إلى أنها لم تثمر "أي نتائج". لكن المؤتمر الصحافي الذي عقد في الذكرى التاسعة والثلاثين لقيام الثورة الاسلامية تركز على الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران مع القوى الكبرى عام 2015 وسط تزايد الانتقادات له من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هدد بإعادة فرض عقوبات على ايران في أيار/مايو إلا في حال تم وضع قيود جديدة على برنامجها الصاروخي وغيرت سلوكها في الشرق الأوسط. وقال روحاني "لن نتفاوض مع احد حول اسلحتنا". واضاف ان "الصواريخ التي تصنعها ايران لم تكن هجومية ابدا ولن تكون كذلك. انها محض دفاعية وليست مصممة لتحمل اسلحة دمار شامل بما اننا لا نملك ايا من تلك الاسلحة". وكرر ان الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع ست دول كبرى غير قابل لإعادة التفاوض. وقال روحاني "مفتاح حل المشاكل بين طهران وواشنطن في أيدي واشنطن. يجب ان يوقفوا تهديداتهم والعقوبات والضغوط والوضع حينئذ سيتحسن تلقائيا وسنتمكن من التفكير بمستقبلنا". وأضاف أن الاتفاق النووي "غير قابل للتفاوض ولا يمكن إعادة كتابته". وتابع "جرى التفاوض عليه لأكثر من 30 شهرا قبل توقيعه. وتم إقراره من قبل مجلس الأمن الدولي. إنه أمر بلا معنى أن يقال بإنه من الممكن إعادة التفاوض عليه مع الولايات المتحدة أو الأوروبيين أو غيرهم". و"يحث" قرار مجلس الأمن 2231 الذي طُبق الاتفاق النووي بموجبه دوليا طهران على الحد من اختباراتها للصواريخ البالستية. لكن هذا أمر اختلفت الأطراف الموقعة على الاتفاق في تفسيره. فرأى الأوروبيون أن الاختبارات الصاروخية التي أجرتها ايران لاحقا شكلت انتهاكا لروح الاتفاق أكثر من كونها "خروقات" مباشرة كما اعتبرتها الولايات المتحدة. وقال روحاني "لو أن الأميركيين استغلوا المناسبة التي وفرها لهم الاتفاق النووي بشكل صحيح، لكانت هناك فرصة للتفاوض على مسائل أخرى. لكن الأميركيين دمروا هذه الفرصة". - انتقادات لتركيا - وانتقد روحاني كذلك العملية التي تشنها تركيا ضد القوات الكردية في شمال سوريا منذ 20 كانون الثاني/يناير. وقال إن "دخول جيش أجنبي إلى أراضي دولة أخرى يجب أن يتم بتفويض من هذه الدولة". وأضاف "من حيث المبدأ، لا مبرر لهذا السلوك ونرغب بأن ينتهي في أسرع وقت ممكن. يتعرض اصدقاؤنا الأتراك إلى القتل ويتعرض غيرهم كذلك إلى القتل، ويقتل الأكراد كذلك -- إن ذلك لا يأتي بنتائج". لكن روحاني أصر على أن ايران، الداعم الأبرز للرئيس السوري بشار الأسد، تحافظ على علاقات جيدة مع تركيا وروسيا في ما يتعلق بمستقبل سوريا. ونظمت الدول الثلاث بشكل مشترك محادثات سلام تهدف إلى انهاء الحرب الأهلية الدامية والمستمرة منذ سبعة أعوام في سوريا. وتطرق روحاني كذلك إلى التظاهرات التي هزت ايران لمدة أسبوع خلال مطلع العام قائلا "نعم، لدى الناس انتقادات بشأن الوضع الاقتصادي ونعم هم محقون. لكنهم كذلك ينتقدون الوضع الاجتماعي والعلاقات الخارجية والوضع السياسي. لدى الناس الكثير الذي يريدون قوله وعلينا الاصغاء إليهم". سياوش قاضي © 2018 AFP
مشاركة :