«قمة الحكومات» تستشرف الفرص التنموية ومستقبل البشرية

  • 2/7/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» توالت على العالم منذ منتصف القرن الثامن عشر ثورات صناعية أحدثت تغييرات جذرية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، طالت آليات عمل الحكومات وطرق تواصلها مع مجتمعاتها وآليات تحسين الخدمات وتقديمها. وبدخول العالم في عصرنا هذا مرحلة الثورة الصناعية الرابعة، بدأنا نشهد ظهور ابتكارات جذرية قلصت من دور الإنسان لمصلحة الآلة من خلال ما يُعرف حالياً ب «الذكاء الاصطناعي»، الأمر الذي حمل جملة متغيرات باتت حكومات العالم مطالبة بتطوير مناهج عملها لتواكبها في رحلتها نحو المستقبل.وتقوم فلسفة القمة العالمية للحكومات على أن ما ينتجه البشر سيحمل صفاتهم، لذا فإن من الضروري أنسنة مسار التكنولوجيا لتكون منتجاتها إنسانية، كما تركز القمة على ضرورة حسم هذا الجدل بالتوافق بين الحكومات على أن تكون الآلات في خدمة البشر وليس العكس، وبالتالي إصدار قوانين وتشريعات ناظمة لمسيرة تطور الذكاء الاصطناعي ووضع برامج كفيلة بالحفاظ على سيادة العنصر البشري وأمن الكوكب، وتحديد أولويات الاستثمار في هذا القطاع لصالح الارتقاء بجودة حياة البشر. يأتي المنتدى العالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي الذي يقام ضمن أعمال الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات إلى دفع الحراك الدولي باتجاهين أساسيين: استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي بحكمة ومسؤولية وإيجابية، وتحديد جدول أعمال الجيل القادم من الحكومات في ظل الثورة الصناعية الرابعة بهدف صياغة برامج جديدة للعمل الحكومي في المستقبل تتوافق مع تطلعات الشعوب وحقها في العيش بمستوى يليق بالبشر. وفي هذا الصدد، قال عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي: «يمثل الذكاء الاصطناعي أهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة لأنه سيفتح الأبواب لابتكارات ليس لها حدود، ويتوقع أن يؤدي إلى مزيد من الثورات الصناعية التي ستحدث تغييراً جذرياً في حياة الإنسان، ولهذا من الضروري السعي للاستفادة منه واستباق التحديات التي قد تنجم عنه».وأضاف: «إن الاستثمار في الإمكانات الواعدة للذكاء الاصطناعي يساعد الحكومات في تحقيق أهدافها التنموية المستقبلية، وينطوي على تحديات كثيرة محورها علاقة الإنسان والآلة، ومن هنا يأتي المنتدى العالمي للذكاء الاصطناعي ليؤسس لحوار دولي وتعاون مشترك بين حكومات العالم لبحث سبل تسخير الذكاء الاصطناعي لخير البشرية».وتابع العلماء: «بإمكان الذكاء الاصطناعي وما سيتبعه من ابتكارات، أن يؤسس لعالم جديد قد يبدو بالنسبة لنا الآن من ضروب الخيال، ولكن البوادر التي نراها حالياً تؤكد أن خلق هذا العالم ليس بالمستحيل. إن قدرة الذكاء الاصطناعي على التخطيط والتفكير هي مكمن قدرته على خلق هذا العالم، ومدى قابلية حكومات العالم للتكاتف معاً لتسخير الذكاء الاصطناعي في صالحها هو الذي سيقرر ما إذا كان هذا العالم سيسوده السلام ورغد العيش أم ستعمَّه الفوضى». منتدى الشباب العربي يشكل الشباب العربي نحو 60% من حجم السكان، لكن هذه الطاقة الهائلة تحتاج إلى تحفيز، لتؤدي وظيفتها التاريخية في ابتكار مراحل ازدهار جديدة لأوطانها. كما تحتاج هذه الطاقة إلى صقل مهاراتها ومواهبها لضمان التفوق في سوق عالمية شديدة التنافسية، خاصة فيما يتعلق بإبداع التقنيات والتكنولوجيا التي يظهر الجديد منها مع كل إطلالة صباح. ولما كان من الضروري أن تعمل حكومات المنطقة على تلبية طموحات شبابها في التعلم والمعرفة وتوظيف مهاراتهم للصالح العالم، وحمايتهم من الانجرار وراء التطرف والإرهاب للتعبير عن سخطهم بطريقة سلبية مدمرة، تقدمت القمة العالمية للحكومات لوضع قضيتهم في إطارها الصحيح، ألا وهو إطار الرعاية والاحتضان والتحفيز، وجمعهم تحت مظلة «منتدى الشباب العربي»، لإيصال صوتهم وبث الروح في أحلامهم. وفي هذا السياق، قالت شما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب: الإيمان بالشباب هو جزء من إرث زايد الذي ندأب جميعاً على إكمال مسيرته، وقد سعت دولة الإمارات بقوة إلى تمكين الشباب وتوظيف قدراتهم لصالحهم ولصالح الوطن. والآن تسعى إلى توسيع دائرة اهتمامها من خلال التعاون مع أشقائها العرب للارتقاء بدور الشباب. ويأتي تنظيم «مُنتدى الشباب العربي»، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، ليشكل منصة حوار مشتركة بين الشباب من مختلف الدول العربية ليتوصلوا ويناقشوا التحديات والفرص ويتعاونوا في ابتكار الحلول الملائمة.وأضافت: نحن على ثقة من أن دولة الإمارات لن تكتفي بما لديها من مُنجزات، وتسعى بشتى الطرق إلى تمكين الشباب، ودعم غيرها من الدول العربية الشقيقة، وحثها على تطوير مبادرات تتيح المجال واسعاً لمشاركة الشباب في بناء مستقبل أفضل. القمة تمكن الشباب العربي تُعتبر قضية تمكين عقلية الشباب أبرز القضايا الملحة في عصرنا الحالي، فمن دون العقلية السليمة لن يتمكن الشباب من مُباشرة دوره في حل القضايا الأخرى، والعقلية الفردية كما الجماعية أيضاً تتأثر بما يجري في محيطها من أحداث تحتل المشهد العام، مما ينذر بضرورة الانتباه لهذه القضية نظراً لسوء المشهد وتأثيراته الخطرة على الشباب بشكل خاص. بطبيعة الحال، يُفطر الإنسان بعقلية معينة تنطوي على عدد معين من المهارات التي تختلف باختلاف الأفراد، وعلى حب الخير- وبالتالي حب الوطن. وتتحمل الحكومات مسؤولية تمكين عقلية الشباب للحفاظ على هذه الفطرة السليمة وتطويرها والاستفادة منها. وقد انطلقت مسيرة دولة الإمارات في تمكين الشباب مع الأب المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن ثروة الوطن الحقيقية هي الإنسان وليست النفط والمال. واستكمل عيال زايد دربه وهم مؤمنون بأن ثروة الوطن تكمن في الطاقات الشابة. وفي عام 2016 اعتمد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التشكيل الوزاري للحكومة الاتحادية، وشهدت الوزارات تغيرات هيكلية هي الأكبر في تاريخ الدولة؛ حيث أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن حكومة دولة الإمارات الثانية عشرة، التي ضمت 8 وزراء جدد يبلغ متوسط أعمارهم 38 عاماً فقط، من بينهم وزيرة دولة لشؤون الشباب شما المزروعي، التي لا يتجاوز عمرها 22 عاماً، وهي اليوم أصغر وزيرة في العالم. منذ ذلك الحين والإمارات تطلق المبادرات الشبابية المتنوعة، وأبرزها مجلس الإمارات للشباب الذي يعمل كحلقة وصل مباشرة بين الشباب ومُختلف الجهات الحكومية، كما أطلق سموه الأجندة الوطنية للشباب، التي سيتم بموجبها إطلاق العديد من المراكز التخصصية وبرامج التمكين المعنية بالشباب. وفي دورتها المقبلة ستطلق القمة العالمية للحكومات مبادرة «رواد الشباب العرب»، التي ستحتفل بإنجازات استثنائية حققها مئة شاب وشابة من الوطن العربي في مجالات مختلفة، وتهدف إلى تنمية روح المبادرة الفردية والجماعية لدى الشباب وتشجيعهم على أن يصبحوا قادة ورواداً ومرشدين لمجتمعاتهم. كما ستتيح القمة للشباب العربي فرص التلاقي مع أهم المؤسسات الدولية ذات الأثر الكبير في صياغة سياسات التنمية مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وستعقد ورش عمل بين الطرفين لاستشراف الفرص المتاحة أمام الشباب للتعبير عن رؤيتهم حول مستقبلهم كجزء غير مفصول عن مستقبل العالم أجمع. منتدى استيطان الفضاء شهدت رحلة البشرية لاستكشاف أسرار الفضاء تطورات غير مسبوقة وقفزات كبيرة خلال عقود قليلة من الزمن نقلت المعرفة الإنسانية إلى أبعاد جديدة، وأفرزت ابتكارات واختراعات ما زال البشر يكتشفون فوائد جديدة لها في حياتهم اليومية.هنا على سطح الأرض، ستنطلق جولات استكشاف الفضاء وكوكب المريخ بأسلوب متميّز آخر، على صورة أفكار وحوارات في إطار فعاليات «القمة العالمية للحكومات»، من خلال منتدى استيطان الفضاء الذي تنظمه القمة بالشراكة مع مركز محمد بن راشد للفضاء في 11 فبراير؛ حيث يُفتح المجال واسعاً لرصد المستجدات في مجال علوم استكشاف الفضاء مع نخبة من 21 متحدثاً من كبار مسؤولي وكالات الفضاء العالمية ورواد الفضاء والباحثين والعلماء. وأكد يوسف الشيباني مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن منتدى استيطان الفضاء يشكل مرجعية بحثية معرفية حول التقدم في مجال استكشاف فرص العيش في كواكب أخرى، والسبل الكفيلة بتعزيز التعاون على المستوى الدولي وتوحيد الجهود مع المنظمات والمؤسسات العلمية والبحثية من أجل صياغة أفضل سياسات الاستثمار في علوم الفضاء. وقال الشيباني إن المنتدى يستشرف الفرص والتحديات الفضائية مثل الزراعة والتنقيب عن المعادن واستكشاف الموارد في الفضاء، وغيرها من المجالات المستقبلية المرتبطة بهذا القطاع الحيوي، ويأتي تنظيم هذا المنتدى بالشراكة مع القمة العالمية للحكومات، تأكيداً لتوجهاتنا لنشر المعرفة ومشاركة التجارب العالمية المتميزة، والتعريف بالبرنامج الوطني للفضاء، وتجربة الإمارات في مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ، واستعراض توجهاتنا ومشاريعنا المستقبلية الأخرى.ويتحدث في المنتدى ثلاثة رواد فضاء هم الكندي كريس هادفيلد، وكادي كولمان رائدة الفضاء في وكالة ناسا، والدكتورة ماي جيميسون الطبيبة والعالمة ورائدة الفضاء، ضمن جلسة بعنوان: لماذا تستثمر الحكومات في رواد الفضاء؟ التي يتم تنظيمها بالشراكة مع مجلة «العلوم للعموم بوبيولار ساينس». ومن أبرز ضيوف المنتدى: الدكتور ك. راداكريشنان، الرئيس السابق لوكالة الفضاء الهندية وسكرتير لجنة الفضاء، الذي سيتحدث عن مشروع الهند لاستكشاف المريخ، ونيل دي غراس تايسون مدير القبة السماوية هايدن في المتحف الأمريكي للتاريخ، الذي سيتناول مستقبل استيطان الفضاء، وكريس كاربيري المدير التنفيذي ل«اكسبلور مارس»، الذي سيسلط الضوء على المريخ كمنصة لتقدم البشرية.

مشاركة :