تسعى قطر مجدداً لإدخال أزمتها مع نفسها ومع الدول العربية إلى مسار آخر، عبر اللعب بورقة تدويل الحج، معتقدة أنها بذلك ستحرج المملكة العربية السعودية على المستوى الأممي، رداً على المطالبات العربية التي تقودها السعودية لكبح جماح إرهاب الدوحة الذي طالت نيرانه مناطق عديدة. وعلى الرغم من أنه لم يكن مفاجئاً عودة قطر للرقص على نغمة «تدويل الحج»، في ظل مواصلة النظام القطري لسياساته المعادية لكل ما هو عربي وإسلامي أصيل، إلا أن تكرار الدعوة يؤكد أن قطر تسير على خطى «إيران» التي بدورها كانت سبقت الدوحة في المطالبة بتدويل ملف الحج، فيما اتفق خبراء أن تلك الدعوات مصيرها الفشل ولن يجني نظام الحمدين من ورائها سوى المزيد من العداوات العربية والإسلامية لمصلحة طهران. ويؤكد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، حافظ أبو سعدة أن محاولة قطر المتجددة بشأن تدويل ملف الحج مؤامرة خطيرة لا تخدم سوى التوجهات الإيرانية الفاشلة التي سعت مراراً وتكراراً لتسييس الحج، موضحاً أنه منذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) والمقاطعة لقطر، والنظام القطري - مدعوماً من إيران- يواصل ممارساته الهادفة لتشويه صور الدول الأربع وضرب الاستقرار في المنطقة. ولذلك لم يكن مفاجئاً تكرار تلك الدعوة الخبيثة بشأن الحج ومحاولات تدويله، التي يمكن اعتبارها آخر الأوراق لدى نظام الحمدين للنيل من مكانة السعودية، بعد أن استنفد جميع السبل للخلاص من الأزمة التي وقع فيها باختياره، وإصراره على دعم الإرهاب. أهداف سياسية ورأى أبوسعدة أن النظام القطري يستهدف عبر هذه الدعوة غير المبررة لاستفزاز وإحراج مكانة المملكة العربية السعودية على المستوى الأممي، في ضوء أزمته مع الرباعي العربي، معتقداً أنه بذلك قد يحقق مكاسب سياسية من خلال المتاجرة بهذه الشعيرة الدينية... مؤكداً أن تلك الدعوة سيكون مصيرها الفشل تماماً كما فشلت طهران سابقاً في تدويل مسألة الحج. واختتم رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حديثه بالتأكيد على أنه لا يمكن النظر إلى تلك الدعوة القطرية في هذا التوقيت بمعزل عما يجري في قطر، وحالة العزلة التي يعيشها النظام القطري بعد التأكد من دعمه للإرهاب ومحاولاته المستمرة لإثارة الفوضى في المنطقة، موضحاً أن النظام القطري يعيش حالة من الارتباك والتخبط، خوفاً من انقلاب القطريين عليه في ظل المقاطعة الخانقة له نتيجة سياساته العدائية في المنطقة. فتنة كبرى وفي رأي عضو مجمع البحوث الإسلامية د. محمد الشحات الجندي فإن أي محاولة لـ «تدويل ملف الحج» من شأنها أن تدخل الأمة الإسلامية في «فتن كبرى» تمزق وحدتها وتماسكها، مؤكداً أنه لا يجوز شرعاً ويخالف أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية استغلال هذه الشعيرة الدينية لتحقيق أهداف سياسية أو نقلها من ساحة العبادة الخالصة لله إلى إثارة «النعرات الطائفية» وتحقيق مآرب لا علاقة لها بالعبادة. وأكد الجندي أن ما تفعله قطر من محاولات متجددة لتدويل الحج يأتي في سياق تنفيذها للمخطط الإيراني ضد المنطقة، مؤكداً أن دعوة النظام القطري لاقت موجة عارمة من الغضب لدى الجهات الرسمية والشعبية بمختلف الدول العربية والإسلامية، لاسيما أن هذه الدعوة تتسق مع أمنيات النظام الإيراني وأهدافه في المنطقة. وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن من حق السعودية أن تشرف وحدها على الحج، مرجعاً ذلك إلى أن المملكة لم تسيّس الحج مطلقاً، وأنها منذ القدم وهي تستقبل الحجاج من جميع البلدان، ومن بينهم الحجاح القطريين والإيرانيين، كما حدث في موسم الحج الماضي، عندما أكدت المملكة أنه لن يتم منع أحد من زيارة بيت الله.. بل سيتم استقبال الجميع بكل احترام وتقدير وتسهيل الاجراءات أمام دخولهم وممارسة شعائرهم الدينية، الأمر الذي كان بمثابة ضربة قاصمة للنظام القطري الذي سعى بكل الطرق لتصوير الأمر عكس ذلك أمام المجتمع الدولي.
مشاركة :