أسرة عبد الرحمن تطارد الأمل في الشتات

  • 2/7/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«الحفاظ على حياة عائلتي وبناتي جل ما أفكر به، في سوريا كان لنا حياة تختلف في طبيعتها عما نعيشه الآن، وأحاول بكل ما أملك أن أوفر لعائلتي ما أستطيعه».. بهذه الكلمات بدأ اللاجئ السوري عبد الرحمن غنيم سرد قصة اللجوء ورغبته في الهجرة لتأمين مستقبل أفضل لأطفاله. يستذكر عبد الرحمن حياته كيف تحوّلت بين ليلة وضحاها من عيش هادئ إلى معاناة ولجوء، لقد اضطرته الظروف القاسية إلى تنحية أحلامه جانباً بعد أن فضل الهرب من جحيم الحرب إلى الأردن التي لم تتأقلم أسرته على الحياة فيها على الرغم من أنّه قدم إليها منذ أكثر من خمس سنوات. يبلغ من العمر 44 عاماً، وقدم من ريف إدلب حاملاً معه ذكريات دامية تركت أثراً سلبياً في نفسيته، وخلقت موجة غضب في داخله وخوفاً على ابنتيه اللتين لم تبلغا سن العاشرة، جعلته يقبل خيار اللجوء إلى الأردن، ولكن وبعد القدوم ومعايشة الظروف، أيقن أن الهجرة إلى دولة أوروبية سيكون مخرجه الآمن، وبالفعل تم اختياره من قبل المفوضية ليهاجر إلى بريطانيا، وما زال ينتظر أوراقه النهائية ليحمل عائلته على كفيه باحثاً عن الأمل. يقول عبد الرحمن: «الظروف الاقتصادية الصعبة في الأردن جعلتني أوافق على الهجرة، والتطلع لمستقبل أفضل لابنتيّ، وجوانب عديدة أفكر بها، الآن وضعنا المادي صعب جداً فما أحصل عليه من دخل هو 200 دينار أردني أي ما يقارب 300 دولار شهرياً، إضافة إلى كوبونات غذائية من قبل المفوضية بقيمة 40 ديناراً، هي لا تكفي لسد احتياجاتنا كعائلة، فإيجار المسكن لوحده 200 دينار، وبالتالي الالتزامات المتبقية تشكل بالنسبة له صعوبات». يضيف: «من جامعة دمشق حصلت على شهادة بتخصص المحاماة وعملت لسنوات طويلة بعمل مستقر ودخل مادي مرتفع، والآن هذه الشهادة لم استطع الاستفادة منها للأسف، وتنقلت في أعمال أخيرة جميعها متعلقة بالخدمات ولا تتوافق مع تخصصي، هذه المعاناة بحد ذاتها جعلتني أوافق على الهجرة، فالحياة آخذة بالتعقيد والصعوبات تزداد يوماً بعد الآخر». يتطلع عبد الرحمن كغيره من اللاجئين إلى حياة أفضل ووضع معيشي مستقر، في ظل دولة يتوفر بها العمل بسهولة وتحترم دينه وهويته، ينتظر الآن أوراقه الأخيرة. يؤكّد الناطق الإعلامي باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، محمد حواري، أن برنامج إعادة التوطين هو أحد برامج المفوضية ومن خلاله يتم نقل اللاجئين من بلد لجوء إلى دولة أخرى وافقت على قبولهم ومنحهم الاستقرار الدائم في نهاية المطاف. وغادر في العام 2017 ما يقارب 5 الآف لاجئ سوري إلى دول الاتحاد الأوروبي واستراليا وأميركا الشمالية.

مشاركة :