برلمانية تُنكر لسان 30 مليوناً: الأمازيغية ليست لغة

  • 2/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فجّرت رئيسة حزب العدل والبيان والنائبة بالبرلمان الجزائري نعيمة صالحي جدلاً واسعاً في الجزائر، بعد أن هاجمت بشدّة اللغة الأمازيغية، وانتقدت مساعي الدولة لتعميم تدريسها في المدارس، وذلك بعد حوالي شهرين على قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اعتماد #الأمازيغية لغة رسمية في البلاد. ولا توجد أرقام رسمية تُحصي الأمازيغ في شمال إفريقيا، ولكن تقديرات تشير إلى أن الذين يتحدثون الأمازيغية في المغرب والجزائر خصوصاً يبلغون حوالي 30 مليوناً. واعتبرت النائبة نعيمة صالحي في مقطع فيديو نشرته على صفحتها على الفيسبوك مساء الاثنين، أن اللغة الأمازيغية "لا تصلح للعلم وأن اعتمادها في المدارس وفرض تعليمها للجيل القادم تعطيل مفتعل لمنع الأمة من التقدم". وأوضحت أن "الأمازيغية ليست لغة وإنما لهجة لا علاقة لها بالحضارة، حتّى أنه لم يفصل إلى حد اليوم في طريقة كتابتها"، مؤكدة أنها "لن تقبل بأن يدرس أبناؤها الأمازيغية، في حين يتعلم أبناء الذين ينادون بتعميم تعليمها اللغات الحية في الخارج". وتساءلت قائلة "ماذا سأفعل باللغة الأمازيغية عندما أسافر إلى الخارج؟ هل سأقرأ بها العلوم وهي لا تحمل أي علم؟ هل سأدرس بها التكنولوجيا وهي ليست حاملة لها؟ هل سأتحدث بها مع الناس وهم لا يعرفونها ولا يفهمونها؟ بالله عليكم ماذا سنفعلون بها؟". في المقابل دافعت النائبة نعيمة صالحي عن #اللغة_العربية، التي قالت إنها "لغة العالم، يتحدثها أكثر من مليار شخص وتملك ملايين الكتب والبحوث والمخططات، ومع ذلك لا يريدون دراستها ولا يعترفون بها، من أجل لغة ميتّة لا تملك لا الحروف ولا المعاني". وخلّف موقف هذه النائبة الثلاثاء، ردود فعل واسعة في الجزائر، بين من دعم وجهة نظرها، ومن رفضها واتهمّها بالعنصرية والتعصّب والتشجيع على العنف والفتنة بين أبناء الشعب الواحد. في هذا السياق، أكد المدون كمال بن الهاشمي، أنه يوافقها الرأي، معتبراً أن الأمازيغية "ليست لغة عالمية بل تبقى لهجة محلية التعامل بها محدود"، ولهذا السبب قال إنّه "لا يجب فرض تدريسها على الطلاب وتحميلهم عبئا آخر، لأنها لن تضيف لهم شيئاً ولن تنفعهم في مستقبلهم، بل بالعكس ستأخذ منهم وقتاً كثيراً يمكن استغلاله في تعلم اللغات الحية الأخرى". من جهة أخرى، انتقد النائب عن حزب المستقبل إبراهيم تازغارت في تدوينة على صفحته بالفيسبوك، موقفها واعتبره "تصريحاً غير مسؤول يتعارض وأخلاق العمل السياسي وخرقاً صريحا للدستور وقوانين الجمهورية"، مضيفاً أن مثل هذه الدعوات "تشجّع على الفتنة بين أبناء الشعب الواحد". بدوره، قال المؤرخ الجزائري أرزقي فراد في تصريح صحفي لموقع النهار، إن تصريح نعيمة صالحي ضد اللغة الأمازيغية، "صادم ومروع ويفتح باب للعنف والعنصرية، وخطير يفتح باب المجابهة بين #الجزائريين"، خاصة أنه جاء على لسان رئيسة حزب ونائبة بالبرلمان، من "المفترض أن تمتلك خطاب سياسي متزن". وتابع فراد أن "تصريحها فيه عنف لفظي ومفعم بالكراهية والبغضاء والشحناء في وقت تحتاج #الجزائر إلى خطاب ضبط النفس والاتزان". وكان مطلب تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، عرف سجالا كبيرا في الجزائر، بعد خروج احتجاجات واسعة تحولت أحيانا إلى أعمال عنف بمنطقة القبائل شرق الجزائر، وهو ما اضطر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للتدخل نهاية العام الماضي لطي هذا الملف، باعتماد ترسيم رأس السنة الأمازيغية وإدراج هذه اللغة في قطاعي التربية والتعليم العالي وتعميم تعليمها.

مشاركة :