الاتفاق والاختلاف جزء من سلوكيات فطرية موجودة في حياة البشر منذ أن خلق الله أبونا آدم وأمنا حواء وفي معالم الكون نلاحظ الإبداع الإلهي الذي ننطلق من خلاله إلى التفكر والتدبر في نعمه وجمال خلقه ومخلوقاته ولولا هذا الاختلاف بكل ألوانه وأشكاله لما شعر الإنسان بروح الإيمان العميق الذي يولد قناعة مطلقة على حجم اتفاق بعظمة الخالق سبحانه جلا علاه. ـ مقدمة كان لابد لي أن ابدأ بها قبل أن تغوص كلماتي في (اختلاف) موجود الآن على سطح علاقة الاتحاديين ببعضهم البعض وإن زادت وتوسعت بشكل ملحوظ جداً أوجهه في السنوات الخمس الأخيرة إلى اتجاهات أفقدت الاتحاد ذلك (الجمال) الذي كان يتميز به عن بقية الأندية السعودية ممثلا في سمات (الشفافية) وأجواء (الديمقراطية) التي يتحلون بها عبر أصوات (اتفقت) إن الاختلاف في الآراء هو الطريق الأمثل للوصول إلى نهاية تعني (الاتحاد) في جميع الأحوال. ـ في مشوار الكلمة وعالم الصحافة والإعلام مررت بمنعطفات كثيرة من اختلافات لم تتجاوز في مفهومي لها خطوط لم أحيد عنها يوماً ما ومازلت، هناك من الاتحاديين قبل غيرهم من انتقدتهم بشدة انتقادا لم يكن هم المعنيون به على المستوى الشخصي إنما (أعمالهم) هي المستهدفة وعندما عالجوا أخطاءهم وحققوا نجاحاً لم أتردد في منحهم حقهم من المدح والثناء وهو إجراء طبيعي وفق منظور (عدالة) مرتبطة بقيمة معنوية ومادية وهي (الثواب والعقاب) يجب أن يلتزم بها الكاتب في تعامله مع الكلمة وتعاملاته مع حروف هي في مضمونها الخاص والعام من تصل به إلى محطات تضعه في (القمّة) أو تسقط به في (القاع) مثله مثل الآخرين. ـ هذه القاعدة في مجتمعنا الرياضي غير (مفهومة) وأحيانا يوجد من لايرغب في فهمها فيأخذ الاختلاف منحى من التأويلات والتفسيرات الذي يحوّله إلى خلاف شخصي وهناك من ينجرف خلف هذا الفكر ويصدقه حتى في لحظة (الإنصاف) تجد الرفض وعدم القبول لتسمع من يقول لك إنه (إنقلاب) على المبادئ وتغير في المواقف ولهذا فمن الأفضل أن لا تبالي ودافع عن قناعتك فقد صادفتني مثل هذه المطبات كثيراً إلا أنني كسبت (المعركة) في كثير من الأحيان مع من اختلفت معهم عبر (توافق) كان له أثره الإيجابي في مسيرة حققت لهم (مكاسب) عديدة أهمها النجاح في حين منحتني (علوا) وحالة من الرضا عن النفس وراحة الضمير. ـ من هذا المنطلق أجد كلماتي اليوم (تتراقص) فرحاً وابتهاجا بعمل إداري يتسم بالجدية والصدق لتحتفل برئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي الذي كان عند (كلمته) موفياً بوعده حينما قال حرفياً لن أتعاقد مع مدرب (عاطل) بمعنى مدرب أي كلام (نص كم) ولأقول له (بيض الله وجهك) محتفيا به وبفكره بعدما وقع قبل أيام شقيقه سلطان البلوي مع المدرب الروماني بيتوركا عقد سنتين لتدريب الاتحاد والذي نجح في التفاوض معه دون أن يتحمل العميد الشرط الجزائي لفسخ عقده مع منتخب بلاده، فهو الآن يستحق مني ومن كل (منصف) كل هذا الإطراء والمديح لانه أحسن الاختيار على العكس تماماً عندما أخفق في قرار استمرار القروني خالد وهذا الاخفاق بسببه ضاعت على العميد بطولة (سهلة وضعيفة) قارياً ولهذا لم يسلم من انتقاداتي الحادة وجهت له وحملته أولاً وأخيراً مسؤولية خسارة لقب آسيوي كان من الممكن تحقيقه. ـ بيض الله وجهك يا إبراهيم هذا أقل ما يمكن أن أمدح من قام ببوادر تدعو إلى (التفاؤل) وتعيد البسمة على شفاه الاتحاديين بعدما وفق بامتياز في اختيار مدرب مناسب يليق بسمعة ومكانة الاتحاد، لن (أتكئ) على عبارة (المحبطين) لأبحث عمن دفع قيمة عقد المدرب ومن سيدفع رواتبه وأتسلل على نغمة (الميزانية المفتوحة والأكثر من مفتوحة) لأغني عليها إنما المهم عندي عملا اهتم في المقام الأول بعودة (هيبة) الاتحاد وقدر بالفعل حجم هذا النادي الكبير باسمه وبجماهيره وانجازاته ليذكرنا بطلعت الثلاثية ومسعود الرباعية ومنصور العالمية، كل هؤلاء الرؤساء توفرت لهم الملاين فأحسنوا استثمارها وحققوا الانجازات بينما آخرون للأسف الشديد ضيعوها و(ضيعوا) العميد. ـ وليكتمل عقد هذه (الهيبة) الاتحادية ونراها قريباً على أرض الواقع في حضور كروي أقوى لـ(النمور) فلابد لي من نصيحة صادقة أتمنى أن يستجيب لها رئيس كنت ضد ترشيحه واليوم أنا معه (قلباً وقالباً) لسبب واحد في غاية الأهمية وهو رغبته الجامحة في رفع أسهم ناديه عاليا ويسجل اسمه في لوحة (الشرف) وهذه النصيحة باختصار شديد هي عبارة عن وجهة نظر تتطلب منه إعادة النظر من جديد في كافة اللاعبين (الأجانب) لن أقلل من مرحلة فرضت وجودهم ولكن مع مدرب (عالمي) وكوكبة من النجوم الشابة فالاتحاد في حاجة إلى أسماء (كبيرة) كاسم المدرب لتصبح المعادلة صحيحة ولتكتمل بالتالي منظومة النجاح وتعود للآتي نغمة الأفراح ومسلسل الانتصارات والبطولات، أرجو ذلك، ويقيني أن الاتحاد مقبل بإذن الله على مزيد من الأخبار (المفرحة) جداً لجماهيره العريضة لعل من أبرزها عقد رعاية (استثنائي) لناد استثنائي أيضا.
مشاركة :