«الجنادرية».. مناسبة تاريخية تحافظ على الهوية وتؤصل التراث

  • 2/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تنطلق اليوم (الأربعاء) فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة « (الجنادرية 32)، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحضور الدولة الضيف جمهورية الهند وحشد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين والأدباء والمفكرين من مختلف دول العالم. ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني في الجنادرية كل عام، مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة والتراث والفنون الإبداعية للحفاظ على التقاليد والقيم العربية الأصيلة والهوية الوطنية وتأصيل الموروث الشعبي الوطني بشتى جوانبه والحفاظ عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة. وكانت فكرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بدأت بصدور المرسوم الكريم في عام 1405هـ 1985، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لينمو ويتزايد ويصبح أحد المشاريع الوطنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويحظى بالرعاية والتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حتى نمت هذه الأفكار وانتجت من مختلف صنوف الثقافة والتراث العربي الأصيل والفنون الإبداعية لتعرضها في قرية متكاملة على أرض الجنادرية «قرية التراث العربي السعودي» وتقع شمال شرقي العاصمة الرياض يُعرض فيها الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي والأدوات التي كان يستخدمها منذ عقود عدة. ويحظى سباق الهجن الرئيس برعاية وتشريف خادم الحرمين الشريفين في يوم الافتتاح. وتجسد هذه الفعالية الاهتمام الوطني بالإبل والاعتزاز بدور الهجن في مرحلة التوحيد والبناء للمملكة، وفوائدها المتعددة وربط هذا التكوين الثقافي والحضاري المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير والحرص على معالم تراثنا وثقافاتنا وهويتنا الوطنية أمام هذا التغيير العالمي. وتحاكي نشاطات الجنادرية حياة المواطن السعودي، سابقاً وتقدم نماذج لهذه الحياة البسيطة من خلال نماذج مصغرة لها، مثل المزرعة، جلب المياه عن طريق السواني «القليب»، حرث الأرض بوسائل زراعية تقليدية، مدرسة الكتاتيب. وتجسد القرية الشعبية نماذج استوحيت من البيئة القديمة للمجتمع السعودي مثل السوق الشعبية، ومجموعة من المعارض التراثية ومعارض المقتنيات التي شاركت بها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص. كما تقدم فرق الفنون الشعبية بمناطق المملكة المختلفة للجمهور في قاعة العروض طوال أيام المهرجان جملة من الفنون التي تشتهر بها المملكة. وانطلاقاً من رؤيته العالمية يستضيف المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً دولة شقيقة أو صديقة كضيف شرف، تقدم ثقافتها وإنتاجها المادي والحضاري لزوار الجنادرية إذ استضافت الجنادرية خلال دوراتها الـ31 الماضية، كلاً من تركيا، روسيا، فرنسا، اليابان، كوريا الجنوبية، فيما تستضيف في نسخة هذا العام جمهورية الهند. شخصيات مكرمة ويختار المهرجان الوطني للتراث والثقافة مع لجنة المشورة الثقافية سنوياً شخصيات ثقافية أو أكثر، تكرم على مستوى الوطن نظير جهدها وما قدمته من نتاج فكري وثقافي لخدمة الإنسان، إذ كرم خلال دورات المهرجان السابقة 22 مفكراً وأديباً ومثقفاً هم: حمد الجاسر، محمد أحمد العقيلي، حسين عرب، محمد حسن فقي، الفريق يحيى بن عبدالله المعلمي، عبدالكريم الجهيمان، عبدالله بن محمد بن خميس، أحمد بن علي المبارك، عبدالله أبم أحمد العبدالجبار، الدكتور حسن بن فهد الهويميل، عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، عبدالله بن إدريس، الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، الشاعر إبراهيم خفاجي، الدكتورة ثريا عبيد، سعد البورادي، عبدالله بن أحمد الشباط، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، الدكتور أحمد بن محمد علي، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، وصفية بنت زقر. وفي الدورة الحالية يتم تكريم الأمير سعود الفيصل، وتركي السديري، وخيرية السقاف، ويتفضل خادم الحرمين الشريفين بمنح كل واحد منهم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، كما يكرم الرعاة والداعمين. ويتم اختيار لجنة المشورة الثقافية لكل دورة من مختلف مناطق المملكة وتمثل النخب الثقافية والإعلامية والسياسية لإعداد تصور ومناقشة برنامج النشاطات والفعاليات في الدورة المقبلة. ويحرص المهرجان الوطني على مراسلة العديد من الأدباء والمثقفين من داخل الوطن والمهمومين بالنشاط الثقافي والتراثي والفنون الإبداعية ليدعموه بما عندهم من آراء وأفكار ووجهات نظر تساعد في تطويره وتقدمه. ونادى المهرجان مبكراً بتنوع الثقافات وحقيقة الاختلاف بينها وليس الخلاف مع بعضها فرفع شعاراً مضمونه «ثقافات متعددة وحضارة إنسانية واحدة»، انطلاقا من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). ونفذ المهرجان الوطني عشرات الندوات والمحاضرات الفكرية المتخصصة والعامة، واختار محوراً رئيساً في الدورات الخمس الأولى من انطلاقة المهرجان، هو المورث الشعبي وعلاقته بالإبداع الفني والفكري في الوطن العربي، إذ أقام العديد من الندوات ومنها ندوة الأدب الشعبي والأدب الفصيح والأدب السعودي والقصة القصيرة في الجزيرة العربية.. بدايتها وتطورها، كذلك ندوة المسرح الخليجي، والندوة الثقافية الكبرى ومن عناوينها: أهمية المورث الشعبي في الأعمال الإبداعية، والموروث الشعبي في الفنون الاحتفالية.. الفكاهة والمسرح والموسيقى والتراث التقليدي لملابس النساء في نجد.

مشاركة :