في حادثة هي الثانية في غضون أسبوع، تعرّض جنود أتراك إلى هجوم بالصواريخ والقذائف خلال إقامة نقطة مراقبة في إدلب، شمال غربي سورية، تنفيذاً لاتفاق خفض التوتر الذي توصلت إليه محادثات آستانة، تزامناً مع نشر النظام السوري دفاعات جوية وصواريخ مضادة للطائرات على جبهتي حلب وإدلب. وأعلنت رئاسة الأركان في القوات المسلحة التركية أمس، أن جندياً قتل بهجوم بالصواريخ وقذائف المورتر استهدف جنوداً أتراك كانوا يحاولون إقامة موقع قرب خط المواجهة بين مقاتلي المعارضة وبين القوات السورية النظامية. ولفتت رئاسة الأركان إلى أن خمسة جنود ومدنياً تركياً أصيبوا في الهجوم الذي وقع ليل الاثنين – الثلاثاء، مشيرةً إلى أن قواتها ردت على الهجوم و«قصفت مواقع الإرهابيين»، من دون أن توضح هوية المسلحين الذين نفذوه، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» كشف أن محاور التماس بين «مسلحين موالين للنظام من جنسيات غير سورية وبين مناطق سيطرة فصائل المعارضة» التي تمركزت فيها القوات التركية شهدت عمليات استهداف وإطلاق نار متبادلة بعد الانتشار التركي. وأتى الاستهداف بعد ساعات من دخول رتل تركي عبر منطقة كفرلوسين الحدودية مع منطقة لواء إسكندرون ووصوله إلى منطقة العيس في الريف الجنوبي لحلب والتي تقع على تخوم مناطق سيطرة قوات النظام و«حزب الله» اللبناني و«الحرس الثوري الإيراني» في منطقة الحاضر. وضم الرتل عشرات الآليات والحاملات التي أقلت على متنها عشرات المدرعات والآليات الثقيلة والآليات الهندسية وحملت على متنها العشرات من الجنود الأتراك. وكانت قافلة عسكرية تركية كبيرة متجهة إلى المنطقة ذاتها تعرضّت قبل أسبوع إلى هجوم بسيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل شخص. ويعتبر الموقع، الذي تسعى تركيا إلى إقامته جنوب غربي مدينة حلب السورية، أعمق موقع تقيمه أنقرة في شمال غربي سورية بموجب اتفاق مع موسكو وطهران لخفض التوتر إنهار إلى حد كبير في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حين شنّ النظام وفصائل مدعومة من إيران هجوماً كبيراً تحت غطاء جوي روسي مكثف لاسترداد أراضٍ في محافظة إدلب والمناطق المحيطة فيها من فصائل المعارضة. إلى ذلك، كشف قائد في التحالف العسكري الداعم للرئيس السوري بشار الأسد أن القوات النظامية نشرت دفاعات جوية جديدة وصواريخ مضادة للطائرات على الجبهات في محافظتي حلب وإدلب. وقال القائد العسكري لوكالة «رويترز» إن «الجيش السوري يستقدم دفاعات جوية جديدة وصواريخ مضادة للطائرات إلى مناطق التماس مع المسلحين في ريفي حلب وإدلب، حيث تغطي المجال الجوي للشمال السوري»، واصفاً الإجراء أنه «رسالة للجميع». وتنفذ طائرات حربية تركية ضربات جوية على منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب وذلك في إطار هجوم كبير يستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية، فيما كان النظام السوري هدّد قبيل انطلاق الهجوم التركي على عفرين بـ «إسقاط أي طائرات حربية تركية في المجال الجوي السوري». ويمثل شمال سورية مسرحاً أيضاً لعمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» وإن كانت هذه العمليات بعيدة عن مدينة حلب في أراضٍ تمتدّ من مدينة منبج إلى الحدود العراقية، إضافة إلى هجوم النظام وحلفائه المتواصل على إدلب.
مشاركة :