من يتابع الاتحاد وحماس جماهيره التي تملأ المدرجات في مبارياته كافة، يتقن بأن هذه الجماهير هي الوفية حقا لناديها وهي من تقف خلفه وتزحف لمؤازرته في جميع المباريات، لعل الجميع يتفقون بأن الجماهير الاتحادية وبما تملكه من اهازيج وهتافات خاصة بها، اعطت للمدرجات انطباعاً خاصا في كيفية التشجيع وتحطيم الارقام القياسية، وهذا الحضور اللافت ليس وليد اليوم، فعلاقة الجماهير الاتحادية بفريقها لم تعرف يوما الغياب، ولم يتراجع حبها عن الحضور وظلت تضرب أروع الامثلة وتجسد صورة العطاء حتى وفريقها يتقهقر ويتبقى الهزائم، غير انها تمسكت بخيار المساندة والمؤازرة لتشارك في كتابة الفرح ونص جديد من تاريخ وانتصارات العميد في مختلف البطولات. في هذا الموسم ارادت الجماهير الاتحادية ان تؤكد حضورها خلف عميدها ولكن بصورة لم يعرفها الاخرون من قبل، وبدأت في تحطيم الارقام القياسية السابقة التي دونتها جماهير النصر والهلال في بعض المباريات، بيد ان الجمهور الاتحادي غير من استراتيجيته وأراد ان يحضر في كل المباريات التي يستضيفها على ملعب مدينة الملك عبدالله لتكون صورته مشعة تملأ المدرجات، ولم تترك مقعدا الا لتسلط عليه شعارها وبريق صورتها المدجج بأصواتها المميزة والتي عرفت بها منذ أعوام كونها تهتف وتشجع بحضورها المكثف، وليست ساكتة كبقية الجماهير التي تحضر لكنها لا تؤثر كونها لا تمتلك الحناجر الهاتفة والايدي التي لا تمل من التصفيق كما تفعل الجماهير الاتحادية عند حضورها قبل ان تبدأ المباراة وحتى بعد نهايتها! جماهير الاتحاد حاضرة على الدوام، ولكن حضورها في هذا الموسم مختلف كلياً عن المواسم السابقة، فالملعب الجديد ظننا انه لم يمتلئ الا في المباريات الكبيرة والنهائيات كونه يستوعب 60 الف متفرج، وبددت جماهير العميد هذا التوقع وألغته نهائياً من خلال تسجيلها ارقاما متصاعدة في كل مباراة، نعم هي الرقم المميز في هذا الموسم. الاتحاديون يحطمون الارقام ويكتبون قصة عشق جديدة بهدف اعادة فريقهم إلى منصات التتويج وهي تنتظر من لاعبيها ان يعيدوا تألقهم ويهدوا ناديهم الانجازات والبطولات المحلية والخارجية بعد ان شهدت انقطاعا في الأعوام الاخيرة وإن كان قد حقق بطولة كأس الملك قبل موسمين. الاتحاد بدأ يستعيد مستوياته من خلال الروح التي تبثها جماهيره بنفوس لاعبيه الذين يعجزون عن الرد الا بالانتصارات والعودة للمنافسة على مختلف البطولات، واخيرا في الاتحاد كل شيء يتغير الا جماهيره التي لم تتغير في يوم من الايام فواصلت تميزها وحضورها في كل مكان.
مشاركة :