شركة برودكوم تكشف أنها قدمت عرضا تصل قيمته إلى 121 مليار دولار لشراء شركة كوالكوم المنافسة واصفة العرض بأنه الأفضل والنهائي.العرب [نُشر في 2018/02/07، العدد: 10893، ص(10)]كوالكوم أمام قرار صعب لندن – دخل سباق شركات التكنولوجيا منعطفا جديدا مع اقتراب إتمام أكبر صفقة في قطاع الرقائق الإلكترونية، التي تعد محور سباق الابتكارات النوعية الجديدة وخاصة نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي. فقد كشفت شركة برودكوم أمس أنها قدمت عرضا تصل قيمته إلى 121 مليار دولار لشراء شركة كوالكوم المنافسة. ووصفت العرض بأنه “الأفضل والنهائي” في مؤشر على ثقتها الكبيرة بقرب إتمام الصفقة. ويرى محللون أن العرض مغر جدا، ويضع ضغوطا كبيرة على شركة كوالكوم الأميركية المتخصصة بإنتاج الموصلات، للانخراط في محادثات الصفقة التي ستكون في حال إتمامها أكبر استحواذ في قطاع التكنولوجيا على الإطلاق. وتدور معركة الاستحواذ في خضم سباق القدرات التنافسية للشركات الرائدة في قطاع معدات التكنولوجيا اللاسلكية مع قيام مصنعي الهواتف الذكية مثل أبل وسامسونغ إلكترونيكس باستغلال وضعها المهيمن في السوق للحصول على الرقائق بأسعار أقل. وسرعان ما ردت شركة كوالكوم بالقول إن مجلس إدارتها سوف ينظر في عرض برودكوم لكنها رفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل حتى الآن. ويعد قطاع الرقائق الإلكترونية الجبهة المتقدمة لأحدث الابتكارات في قطاع التكنولوجيا مع دخول عصر الثورة الصناعية الرابعة، حيث تتسابق الشركات في صناعات كثيرة من الأجهزة الإلكترونية إلى السيارات إلى الأجهزة المنزلية والتكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها لدخول عصر الذكاء الاصطناعي.هوك تان: نموذج كوالكوم المعتمد على ترخيص حقوق الملكية لم يعد قابلا للاستمرار ويتضمن عرض برودكوم تقديم 82 دولارا للسهم الواحد على شكل 60 دولارا نقدا ونحو 22 دولارا في شكل أسهم في برودكوم. ويزيد العرض الجديد بأكثر من 17 بالمئة على العرض الأول الذي سبق أن قدمته وتصل قيمته إلى 70 دولارا للسهم الواحد. وفي حال موافقة كوالكوم على العرض فإنه سوف ينتظر موافقة حملة أسهم برودكوم. وقال دانييل إيفز المحلل لدى مؤسسة جي.بي.أتش إنسايتس إن “كوالكوم ومجلس إدارتها أمامهما قرار صعب الآن وهذا عرض مغر من وجهة نظرنا”. وتُستخدم رقائق الاتصالات التي تصنعها برودكوم في منتجات إلكترونية عديدة تمتد من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى الخوادم (السيرفرز). أما كوالكوم فإنها تبيع التراخيص لاستخدام تقنياتها في اتصالات النطاق العريض ونقل البيانات وهو نشاط مرشح للاستفادة بقوة من بدء نشر تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات اللاسلكية. ويمكن أن تؤثر الصفقة على صراعات براءات الاختراع التي تملك الشركات الكثير منها، في وقت تخوض فيه كوالكوم نزاعا بشأن براءات اختراع مع أبل في ما يتعلق باتفاقات ترخيص. وقال هوك تان الرئيس التنفيذي لشركة برودكوم إن “كوالكوم وصلت إلى ما هي عليه الآن في الثلاثين عاما الأخيرة بنموذج أعمال يعتمد على ترخيص حقوق الملكية الفكرية وهو أمر غير قابل للاستمرار في هذا العصر. يمكنك بيع المنتجات، كما تفعل برودكوم بنجاح كبير وتحقيق عوائد جيدة جدا لمساهميك”. وفي عرض توضيحي بموقعها على الإنترنت، وجهت برودكوم الانتقادات إلى كوالكوم، بقيادة رئيسها التنفيذي ستيف مولينكوف، بشأن خسائر مساهميها التي بلغت 7 بالمئة منذ 2005 في حين بلغت عوائد قطاع أشباه الموصلات عموما 106 بالمئة.
مشاركة :