تمكن المحافظون والاشتراكيون الديمقراطيون من التوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا بعد حوالى أربعة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية التي وضعت ألمانيا في مأزق سياسي كبير. وأفضت المفاوضات الماراثونية التي تجري منذ أشهر إلى اتفاق بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة أنغيلا ميركل وحليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي من جهة، والحزب الاشتراكي الديمقراطي من وسط اليسار، إلى اتفاق يمدد ائتلافهم الكبير "غروك". ورغم الصعوبات، فقد أعرب الأطراف عن تفاؤلهم بالتوصل إلى حلول ملموسة بعد أشهر من المفاوضات الحثيثة، وكان المفاوضون قد حددوا أمس الثلاثاء موعدا أقصى للتوصل إلى اتفاق. ومن بين أبرز المسائل التي أدت إلى تعليق المحادثات نجد مسألتي إصلاح نظام الضمان الصحي والتنظيم الصارم لعقود العمل المحددة الأجل، واللتين يتمسك بهما الاشتراكيون الديمقراطيون. وقد سمحت جولة المحادثات الأخيرة للأطراف بالخروج أخيرا من المأزق الذي تراوح فيه ألمانيا منذ انتخابات أيلول-سبتمبر التشريعية التي لم تفرز غالبية واضحة، وذلك على خلفية صعود تاريخي لليمين المتطرف. ويرى البعض أنّ هذا الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه لتشكيل حكومة ائتلافية، لن يضمن انتصارا مؤكدا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تسعى منذ الخريف الماضي لجمع غالبية تسمح لها ببدء ولاية رابعة بعد 12 عاما على توليها السلطة.