خادم الحرمين يمنح الأديبة خيرية السقاف وسام الملك عبدالعزيز

  • 2/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن – العربية نت – متابعات: يمنح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأديبة السعودية، خيرية السقاف، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى مساء الأربعاء، تقديراً لريادتها في الثقافة والأدب وخدمة الوطن، وذلك في افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية”، في دورته الثانية والثلاثين الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني. واستقبل السعوديون خبر تكريم الدكتورة خيرية السقاف بسعادة غامرة واحتفاء بالغ، كونها من أهم الأسماء التي صنعت ثقلاً للمشهد الثقافي المحلي، ووصل عبر قلمها الماتع، وخيالها الأخاذ إلى آفاق أرحب وأوسع، وطوال عقود وسيدة الحرف الباذخ تمثل ظلاً وارفاً ونهرا يفيض بالعطاء حضوراً وأسلوباً ومصدر إلهام حقيقي تسيدت فيه عبر تجربتها المثمرة أكاديمية وصحافية ساحة الأدب والفكر بعيداً عن الضجيج.قصة أول رسالة للصحف بدأت خيرية السقاف الكتابة عن موهبة وهي في التاسعة من عمرها، وراسلت جميع الصحف في البلاد فخصصت لها الزوايا، وفتحت لها أبواب النشر وهي لا تزال في مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية، تقول الدكتورة خيرية عن تلك المرحلة في قصة نشرتها مجلة جامعية: “قبل أن تكتمل حروف الأبجدية على لساني، كتبت بالقلم الرصاص وكنت في التاسعة من العمر، أخذت الورقة للبريد، وعلى أطراف قدمي رفعت رأسي للموظف خلف النافذة في بريد الرياض المركزي، قدمت له الورقة لإرسالها للجريدة فضحك، وقال: انتظري حتى تكبري، وعندها بكيت فأرضاني وغلف لي الورقة ووضع عليها الطابع وعنوان الجريدة، وقال لي: غداً يا شاطرة تجدين ما كتبتي في الجريدة، بحثت في اليوم الثاني عن كلامي الذي كتبته ولم أجده، بعد أسبوعين قالت أمي وهي تتصفح الجريدة: هذا اسمك بنتي، وعندما وجدت الاسم دون كلامي وقد غيره المحرر بكيت، لكنني أصررت وكتبت ومنذ ذلك الحين لم أتوقف”. وعند صدور صحيفة الرياض في مايو عام 1965 بدأت في أول عدد لها كتابة أول عمود صحافي يومي، ولم تكن حينها سوى طالبة السنة الأولى في المرحلة الدراسية المتوسطة، وسجلت ريادتها بذلك لتكون أول فتاة سعودية تكتب مقالاً يومياً، ثم تولت الإشراف على صفحات المرأة فيها، وتدرجت حتى غدت أول مديرة تحرير لهذه الصحيفة عام 1980.أول مديرة تحرير في الصحافة العربية وكان أيضاً أول منصب يسند لامرأة عربية تدير تحرير صحيفة يومية اجتماعية وسياسية، إذ درج على أن تتولى المرأة إدارة ورئاسة مجلات خاصة بالمرأة، وقد احتفت وكالات الأنباء العالمية بهذا الخبر، ونشأ عن تجربتها جيل صحافي نسائي أول هو نواة الصحافيات الآن وقد نهجت الصحف الأخرى بافتتاح مكاتب نسائية فيها على غرار المكتب الذي رأسته وأدارته الدكتورة السقاف. اشتهرت بكتابة المقال الأدبي وهي ذات أسلوب خاص ومميز تهتم بلغتها اهتماما شديدا، فهي ممن يحرص على أبجدية باذخة، أشاد بها كبار الكتاب أمثال حمد الجاسر ومحمد حسن عواد وحسين سرحان ومصطفى هدارة وعبدالله الغذامي وغيرهم، وكتبت القصة القصيرة، ولها مجموعة منشورة، وعدة مجموعات لم تنشر ورغم كتابتها للمقالة الصحافية فإنها لم تخرج عن مظلة الأدب، وعند حصولها على الدرجة العلمية “الماجستير” انضمت لعضوية هيئة التدريس في جامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصلت على درجة “الدكتوراه” في مجال تخصصها وهو “مناهج دراسة وتدريس اللغة العربية وآدابها “، وفي الجامعة كانت من القيادات الأولى في العمل الإداري الأكاديمي، حيث تقلدت مناصب إدارية أكاديمية عالية بدءا برئاسة الأقسام العلمية ووكالة الكليات إلى أن وصلت لمنصب عميدة المركز الذي يضم كليات البنات في الجامعة لـ8 سنوات وعشرة أشهر كانت خلال تلك المدة ترأس اللجان وتدير مركز البحوث وشهد لها بأنها طورت في آلية العمل الإداري الأكاديمي في الجامعة، وتركت بصمات مهمة خلال عملها.حضور دولي مشرف شاركت الدكتورة خيرية السقاف في المؤتمرات العلمية والإبداعية في داخل المملكة وخارجها ومثلت بلادها في عديد من المحافل العالمية منها على سبيل المثال: مؤتمر الإبداع والثقافة الذي نظمته في دولة الكويت منظمة الإيسسكو التابعة لليونسكو في مايو 2001 وشاركت فيه بورقة عمل، وجاء آخرها تمثيلها لبلادها في المؤتمر الإقليمي العربي “عشر سنوات بعد بيجين” الأسكوا (2004) الذي عقد في بيروت بلبنان، وكانت المرشحة الوحيدة لتمثيل الأديبة العربية من المملكة بجوار مرشحة من مصر، لتشارك في أول دورة للملتقى الأدبي بين كوريا الجنوبية والعرب الذي رعته الجمعية الكورية العربية بوزارة الخارجية الكورية ومنتدى الأدب الكوري بجامعة “هانكوك” بـ”سيول” في نوفمبر 2008، كما شاركت فيه ببحث عن (أدب المرأة في المملكة العربية السعودية) . دعم المبدعات السعوديات التجربة الثرية المبكرة للدكتورة خيرية السقاف أنشأت جيلاً من القاصات والكاتبات ولها دورها في تبنيهن أدبيا وفكريا إذ كانت تخصص لهن وقتاً لمراجعة ما يكتبن وتقويمه، كما ترجم لها العديد من أعمالها باللغات الإنجليزية في عدد من الدول مثل أميركا، بولندا، إيطاليا، كوريا وروسيا. وهي مقلة في طبع ونشر مصنفاتها ويُعزى ذلك إلى قراءة ذاتية خاصة بها. رغم أنها تكتب بغزارة، وهي من الأقلام المؤثرة لأسلوبها المميز عند الحديث عن كتاب المقالة العرب، وحصلت السقاف على العديد من الجوائز وشهادات التقدير في جامعات بلادها ومؤسساتها الثقافية، واختيرت الشخصية النسائية السعودية المميزة عند اختيار الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية عاصمة للثقافة عام 2001.الغيمة تهطل رحيقاً خصصت لها المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة التي تكتب فيها مقالًا يومياً منذ ما يزيد عن 17 عاماً عدداً خاصاً استكتبت فيه نقادا وكتابا وأكاديميي الوطن لتكريمها جاء عنوانه: “الغيمة” بما يشير إلى أدوارها في مسيرة الثقافة والإعلام والأدب والأكاديمية في المملكة. وردت على تلك الحفاوة بمقالة خالدة عنونتها بـ (إذا كنت الغيمة فأنتم السماء) جاء فيها: غمَرتني هذه الالتفافة حولي… طوَّقتني بشلال دفء وصدق ووفاء… منحتني وجهاً جميلاً بارعاً بديعاً للصفاء… عزَّزتْ فيَّ الانتماء لقدسية القلم، وأريَحية الفكر، ورحابة النَّجاح… وثَّقتْ اعتقادي بأنَّ الأنقياء وحدهم من يمنحون الحياةَ حياتَها… وبأنَّ الذين يقفون في القمم هم الذين يروْن كلَّ شيء، ويدركون ما لا يدركه المزدحمون على الأرض، وهم الذين يعلمون مواقع المتحركين فوق البسطة، وداخل الثقوب، وخلف الأسوار، وتحت السطوح…، وبأنَّ قلماً يفي لآخر لن يصدأ، ولن تثلمه سيئةُ الجفاء… عرَّفتني بأنَّ ما يُذرُّ من رماد في عيون الحقائق لا تأتي به إلاَّ أناملُ شجَّها وهن الفراغ، وقلوبٌ أدماها نكد الغيرة… ووحدها عيون النور من تبعث دفء الاطمئنان، وسكينة الثقة، وتآخي الانتماء، ومشاطرة الشلال.الدرجات العلمية – بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الملك سعود بالرياض . – ماجستير في مناهج اللغة والأدب وطرق تدريسها .من جامعة كولومبيا بأميركا . – دكتوراه في اللغة العربية ومناهج وطرق تدريس اللغة العربية و آدابها من جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض. – دورات مختصة في تطوير المهارات الإدارية للقيادات النسائية بمعهد الإدارة بالرياض.البحوث المستقلة عنها *بحث ماجستير بعنوان “الشعرية في لغة خيرية السقاف” بقسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، نوقش في يناير 2015 للباحثة مشاعل الشريف، وحصلت به على درجة الماجستير بامتياز. *بحث ماجستير بعنوان “المضمونية في مقالات خيرية السقاف” بقسم اللغة العربية بجامعة الملك خالد بأبها للباحث سحيم حمدان العمري -1438-2017.

مشاركة :