قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم الأربعاء، إن رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف صوَّت في البرلمان لصالح المهاجرين عن طريق الخطأ. ففي واقعة نادرة، ساعد زعيم حزب ألماني متطرف، المهاجرين دون أن يقصد، في تمرير مشروع قانون لصالح اللاجئين، يسمح لهم بلمِّ شمل عائلتهم، حسبما ترجم موقع "هاف بوست عربي". وصوَّت المُشرِّعون الألمان، الأسبوع الماضي، لإعادة إصدار جزئي لقانونٍ يسمح للمهاجرين الذين حصلوا على صفة لاجئ بشكلٍ مؤقتٍ، بأن يُحضروا أقاربهم من الدرجة الأولى معهم إلى ألمانيا. وسيُسمَح لـ1000 مهاجرٍ إضافي، بحدٍّ أقصي كل شهر، بالإقامة في ألمانيا ما داموا أقارب مباشرين للاجئين مقيمين بالفعل في هذا البلد، بحسب الصحيفة البريطانية. وعكس حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي صوَّت ضد مشروع قانون الحكومة للمِّ شمل أُسر الذين يتمتعون بما يُعرَف بـ"الحماية المحدودة"، ساعد رئيس الحزب المناهض للمسلمين، دون قصدٍ منه، في تمرير التصويت عبر البرلمان. وصوَّت بيرند بومان لصالح مشروع قانون الحكومة، الذي سيستمر في تعليق لمِّ شمل الأسر حتى نهاية يوليو 2018، ثم السماح لعددٍ قليلٍ من حالات لمِّ الشمل بدايةً من أغسطس 2018. ومُرِّر مشروع القانون، الذي قدَّمه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، برئاسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بـ376 صوتاً مقابل 298 صوتاً، بحسب الصحيفة البريطانية. وصرَّح حزب "البديل من أجل ألمانيا" بأن بومان لم يغيِّر أيديولوجيته تغييراً جذرياً كهذا، ولكنه فقط وقع في خطأ. وصرَّح كريستيان لوتش، المُتحدِّث باسم الحزب لصحيفة شبيغل الألمانية، يوم الجمعة 2 فبراير/شباط 2018: "إن الخطأ وقع عندما أدلى بصوتٍ لا يعكس رأيه السياسي". وقدَّم حزب "البديل من أجل ألمانيا" مشروعه لقانونٍ بديلٍ يقترح أن لمَّ الشمل العائلي يجب أن يُرفَع تماماً عن الأشخاص الذين يتمتَّعون بالحماية المحدودة، وكثيرٌ منهم من السوريين، بحسب الصحيفة البريطانية وفاز حزب "البديل من أجل ألمانيا" بمقاعد في البرلمان لأول مرةٍ في سبتمبر/أيلول 2017، مستفيداً من موجة السخط ضد قرار ميركل في 2015، فتح الحدود الألمانية لأكثر من مليون شخص من طالبي اللجوء. ويُعد هذا الحزب اليميني المتطرف ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان، معيدين بذلك تشكيل المشهد السياسي الألماني، وقد انتزعوا في ذلك أصواتٍ من المحافظين التابعين لميركل، ومن الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليساري الوسطي. وأُنشئ الحزب، الذي يزعم أن الإسلام لا يتسق مع الدستور الألماني، كحزبٍ مناهضٍ لوجود ألمانيا بالاتحاد الأوروبي، في 2013. ومنذ ذلك الحين والحزب يُركّز جهوده على مناهضة التعاطف مع اللاجئين في البلاد، بمهاجمة قرار ميركل فتح الحدود الألمانية. وكان حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يريد حظر المآذن وغطاء الوجه (النقاب)، قد اتخذ موقفاً معادياً للإسلام، بشكلٍ فجٍّ في بعض الأوقات، وتواصل مع حركة بيغيدا اليمينية المُتطرِّفة المعادية للإسلام. وتبنى الحزب في أوقاتٍ سابقةٍ، خطاب حركة بيغيدا المعادية للصحافة، كشعار Luegenpresse الذي يعني "الصحافة الكاذبة"، والذي كان شعاراً لهتلر في ألمانيا النازية، بحسب الصحيفة البريطانية. وكان سياسيٌ بحزب "البديل من أجل ألمانيا"، وهو آرثر فاغنر، قد استقال من منصبه القيادي في رئاسة اللجنة التنفيذية للحزب بولاية براندنبورغ الشرقية، وتحوَّل إلى الإسلام نهاية الشهر الماضي (يناير2018). لقراء الموضوع من المصدر الرئيسي (صحيفة الإندبندنت) (اضغط هــنــا).;
مشاركة :