تشهد الساحة الإيطالية حالة من الاضطراب السياسي نتيجة الحملة المعادية ضد المهاجرين، والتى من المتوقع أن تؤثر على الانتخابات التشريعية المزمع انطلاقها في 4 مارس المقبل بعد أن أصبحت المشاعر المناهضة للمهاجرين قضية رئيسية في الوسط الإيطالي.واعتبرت مجلة "بوليتكو" أن سلسلة الأحداث المرتبطة بالمهاجرين فريدة من نوعها، ففي 31 يناير الماضي عثر على فتاة إيطالية تبلغ 18 عامًا مقتولة في مقاطعة ماشيراتا بإيطاليا، واعتقل على إثرها لاجىء نيجيري، بعدها بثلاثة أيام وفي هجمة انتقامية، بدأ مرشح يميني سابق بإطلاق النار العشوائي والذي أسفر عن جرح ستة مهاجرين أفارقة. ويبدو أن اليمين الإيطالي بدأ في استغلال قضية المهاجرين لكسب تعاطف الشعب قبل انطلاق الانتخابات التشريعية، ووجه ماتيو سالفيني زعيم حزب رابطة الشمال الايطالية اليمينية، اتهامًا ليسار الوسط الإيطالي بتحويل الدولة إلى مخيم لاجئين، بينما تعهد رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني تعهد خلال حملته الانتخابية بترحيل 600 ألف مهاجر، في الوقت الذي حذر فيه وزير الداخلية ماركو مينيتي المنتمى ليسار الوسط من حدوث أعمال عنف نتيجة لحالة الكره ضد المهاجرين.وترى مجلة "بوليتيكو" إن الخوف من الآخر لا يعد أمرًا جديدًا في المجتمع الإيطالي، ولكنه زاد بسبب عدم ايجاد حلول مناسبة للأزمة المرتبطة بالهجرة غير الشرعية بجانب ضعف اندماج المهاجرين في المجتمع.وتوضح المجلة في تحليلها إن قانون منح الجنسية للأطفال المهاجرين المولودين في إيطاليا يعطيهم الحق في التعلم والمساواة في الحقوق مع الإيطاليين، ظل موجودًا على جدول أعمال حكومات يسار الوسط لأكثر من 20 عامًا وفي مارس المقبل سترحل سلطة تشريعية أخرى دون تنفيذ هذا الوعد الجوهري.ورغم احتضان إيطاليا لنسبة كبيرة من المهاجرين، إلا أن شعور المجتمع الإيطالي بالارتباك وخيبة الأمل بسبب عقد كامل من الأزمة الاقتصادية خلق حالة خوف من الأجانب، وهو ما أدى لتزايد مخاوف من تمهيد الأزمة طريقًا للعنصرية اليمينية المتطرفة للنجاح في الانتخابات فضلًا عن حالة العنف المرتقبة.وعلى عكس حالة القلق التي سببتها حالات العنف الأخيرة، إلا أن هناك إشارات مطمئنة تتمثل في عدم وجود تظاهرات ضخمة معادية للمهاجرين وبقائها في إطار مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الالكتروني فقط.
مشاركة :