نيويورك - قرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع مغلق الخميس لبحث هدنة إنسانية لمدة شهر في سوريا طالب بها ممثلو وكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في دمشق، وفق ما أعلن دبلوماسيون الأربعاء. وبادرت السويد والكويت إلى طلب هذا الاجتماع بعد مقتل عشرات المدنيين الأربعاء في قصف سلاح الجو السوري الذي يستهدف منذ ثلاثة أيام الغوطة الشرقية التابعة للمعارضة قرب دمشق. وقال المندوب السويدي اولوف سكوغ "نحن قلقون خصوصا جراء الهجمات على المدنيين والمنشآت المدنية كالمستشفيات"، مضيفا أن هذه الهجمات تسببت بنزوح المزيد من السكان. كما ندد الدبلوماسي السويدي بـ"عدم احراز أي تقدم يتيح للأمم المتحدة وشركائها دخول المناطق المحاصرة"، معتبرا أن "وقفا لإطلاق النار لدواع انسانية سيجيز تسليم مساعدات أولية حيوية وإجلاء مئات المرضى الذين يحتاجون إلى علاج طارئ". ويحتاج أكثر من 13 مليون شخص في سوريا لمساعدات انسانية للبقاء، يشملون أكثر من ستة ملايين نازح داخل هذا البلد. والثلاثاء دعا ممثلو منظمات الأمم المتحدة التي تتخذ مقرا في دمشق في بيان مشترك إلى "وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل على الأقل في جميع أنحاء البلاد للسماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى". وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما أدى إلى نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية. ودخلت آخر قافلة مساعدات إلى المنطقة في اواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وفق الأمم المتحدة. وكثفت قوات النظام خلال الفترة الماضية قصفها على الغوطة الشرقية وعلى مناطق عدة في محافظة ادلب (شمال غرب) التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على الجزء الأكبر منها. وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء "بأقوى العبارات" التقارير التي أفادت باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا لا سيما في إدلب (شمال غرب)، مطالبا بمحاسبة المتورطين في استخدام تلك الأسلحة. وطالب غوتيريش بـ"هدنة إنسانية لمدة شهر حتى تتمكن الوكالات الإنسانية من إيصال مساعداتها للمدنيين في جميع أنحاء سوريا" وذلك بحسب تصريحات أدلى بها نائب المتحدث الأممي فرحان حق للصحفيين بمقر المنظمة الدولي بنيويورك. وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانا في 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة وتحاصرها قوات النظام منذ 2012. وتتعرض الغوطة الشرقية في محيط دمشق لقصف متواصل جوي وبري من قبل قوات النظام منذ أشهر. ويعاني قرابة 400 ألف مدني نصفهم أطفال من حصار النظام في الغوطة الشرقية وينتظر آلاف المدنيين المرضى الإجلاء من المنطقة معظمهم أطفال أو مرضى سرطان في وقت لقي فيه العديد من الرضع والأطفال حتفهم جراء الجوع ونقص العلاج.
مشاركة :