شيماء المرزوقي توجد مقولة تعتبر نظرية ولكن شبه الإجماع من العلماء عليها يجعلها أقرب إلى الحقيقة، أو على الأقل لم توجد نظرية مضادة لها. وهي نظرية بديهية لذا تكتسب المنطقية وكل هذا الإجماع، تقول بأن النجوم التي نراها في السماء هي ضوء قديم جداً لنجم قد يكون تلاشى أو تغير، لأن الضوء الذي وصلنا ونراه في السماء قطع رحلة طويلة جداً في الفضاء السحيق، وبالتالي فإن ما يصلنا يختلفت تماماً عما هو عليه النجم الآن. جاء في كتاب «الطفرات العلمية الزائفة، عندما يطمس العلم الحقيقة ويسود العلم الزائف»، وهو من تأليف كل من تشارلز إم وين وآرثر دابليو ويجنز:«إنك لا ترى النجم كما يبدو الآن، بل كما كان، إن النجوم بعيدة للغاية عن كوكب الأرض حتى ضوؤها يحتاج سنوات للوصول إلينا، فضوء أقرب نجم في مجرة - مجموعة من النجوم - الطريق اللبني، واسمه رجل القنطور، يحتاج أربع سنوات للوصول إلى مجموعتنا الشمسية، وعليه فحين ننظر إلى النجوم إنما ننظر إلى تاريخ الكون». وبما أن التلسكوبات الهائلة ومركبات الرصد التي تجول الفضاء ترسل مئات الصور التي توضح حقيقة البعد الهائل للنجوم عن كوكبنا الأزرق، فإن مثل هذه الآراء العلمية تكتسب المصداقية، ولكن السؤال: ما الذي سنستفيده من مثل هذه المعلومات، أو ما الذي سيضيفه إلينا معرفة أن هذا النجم يصلنا ضوؤه وهو قد يكون تلاشى تماماً أو انفجر وتبعثر في الفضاء الهائل؟في نفس هذا الكتاب الجميل نجد إجابة مذهلة بحق، حيث قال مؤلفا الكتاب: خلال تلك السنوات التي أعقبت مغادرة الضوء للنجم، ربما تمدد النجم أو انكمش أو حتى انفجر مخلفاً السوبرنوفا أو المستعر الأعظم. إن ضوء مجرة أندروميدا، أقرب مجرة لمجرتنا الطريق اللبني (بعضهم يسميها مجرة درب اللبانة) يحتاج نحو مليوني عام للوصول إلينا، ووراء المجرات بكثير توجد أجسام سماوية تسمى الكويزرات أو النجوم الزائفة، التي سافر ضوؤها عشرة مليارات عام للوصول إلينا، وهذا يؤكد دون شك أن عمر الكون لا يقل عن عشرة مليارات عام". إن ترابط المعلومات التي يجمعها العلماء على مدار أعوام عديدة تجعلهم يربطون بين هذه المعلومات واستنتاج الكثير من الحقائق المذهلة تماماً كحقيقة عمر الكون.أؤمن بشكل تام بأن العلم يفتح آفاق الإنسان وكلما اتسعت العلوم والمعارف تزايدت خبراتنا ومعارفنا وأزيلت معها الكثير من الاستفهامات والتساؤلات التي نعتبرها مبهمة ولا إجابات عنها. Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com