بروكسيل – رويترز - أعلن ديبلوماسيون أن الولايات المتحدة تجدد ضغوطها على شركائها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لبدء مهمة طويلة الأمد في العراق للتدريب وتقديم المشورة، ما يفتح مجدداً قضية خلافية في أوساط التحالف، بعد مضي عشر سنوات على مهمته في أفغانستان. وقال ديبلوماسيون بارزون إن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، بعث برسالة إلى مقر الحلف في كانون الثاني (يناير)، تدعو إلى تشكيل بعثة رسمية للـ»ناتو» في العراق بقيادة دائمة أو شبه دائمة، بهدف تدريب القوات العراقية. وبعد حرب استمرت نحو ثلاث سنوات على تنظيم «داعش»، تريد واشنطن ضمان عدم عودة المتشددين إلى الظهور مرة أخرى. وعلى رغم أن للحلف مدربين في العراق حالياً، إلا أن عددهم يقل عن 20 فرداً. وقال الديبلوماسيون إن «ماتيس أهمل في رسالته الكثير من التفاصيل، لكنه أشار إلى تطوير الأكاديميات العسكرية والعقيدة العسكرية لوزارة الدفاع العراقية». وأفاد ديبلوماسي بارز في الحلف رفض الكشف عن هويته، بأن «الولايات المتحدة تضغط بشدة لإعطاء دور لحلف شمال الأطلسي في العراق»، مؤكداً أن «الكلام لا يتمحور حول دور قتالي، بل مهمة طويلة الأمد» وأضاف الديبلوماسي أن «هذا الأمر يبدو مثيراً للريبة تماماً مثل ما جرى في أفغانستان». وأعلن الديبلوماسيون أن رؤساء الأركان في دول الحلف سيقدمون للوزراء عدداً من الخيارات لتأسيس مهمة جديدة في العراق، في حين بحث الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ في هذه المسألة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يؤيد الفكرة. ويمثل الضغط الأميركي جزءاً من مطلب الرئيس دونالد ترامب بأن يتجاوز التحالف الغربي مهمته الأساسية المتمثلة في الدفاع عن أراضي دوله، ويساعد في وقف التشدد الإسلامي. وترى الولايات المتحدة أن خبرة الحلف الأطلسي الطويلة في أفغانستان تجعله في وضع مثالي لتأهيل القوات العراقية بعد استعادة الأراضي التي سيطر عليها «داعش». غير أن الحلفاء الأوروبيين يخشون الانجراف إلى مهمة خارجية أخرى مفتوحة باهظة الكلفة لا تحظى بتأييد شعبي في الداخل وتنطوي على أخطار.
مشاركة :