قال مسؤول عسكري أمريكي إنه يشتبه بأن القوات السورية الحكومية التي قصفتها طائرات التحالف الدولي الأربعاء موقعة فيها قرابة مائة قتيل كانت تحاول التقدم ميدانيا والسيطرة على أراض في المنطقة ضمن محاولتها لوضع يدها على آبار النفط الموجودة في "خشام" القريبة من ديرالزور، والتي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية في سبتمبر/أيلول الماضي. وتابع المسؤول بالقول إن تلك الآبار كانت مصدرا رئيسيا من مصادر تمويل تنظيم داعش خلال الفترة التي كان يسيطر فيها على المنطقة بين عامي 2014 و 2017. ضابط أمريكي آخر تحدث لـCNN قال إنه من غير الواضح حتى الآن هوية القوات الموالية للنظام السوري التي شنت الهجوم. مضيفا أن واشنطن تنظيم في احتمال تورط متعاقدين عسكريين روسي كانوا ينشطون على مقربة من المكان في العملية. ونفى الضابط الأمريكي امتلاك أدلة تشير إلى قيام القوات الروسية بإطلاق النار باتجاه قوات سوريا الديمقراطية أو الموقع الذي كان يضم المستشارين الأمريكيين، ولكنه لم يستبعد إمكانية اشتراك قوات مدعومة من إيران في الهجوم مضيفا: "لا يمكن للتحالف الدولي معرفة التركيبة الدقيقة للقوات السورية التي كانت تشارك في العملية." وبحسب الضابط الأمريكي فإن واشنطن أخطرت الجانب الروسي بوجود قوات موالية للنظام في المنطقة قبل أن تقوم تلك الأخيرة بشن هجومها، مضيفا أن الجانب الأمريكي كان يلاحظ منذ أيام حشد القوات السورية لعناصرها في الموقع. وتنشر الولايات المتحدة ما يقرب من ألفي جندي على الأرض في سوريا، يتحرك معظمهم إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي تضم قرابة 50 ألف مقاتل من الأكراد والعرب الذين شكلوا القوة الرئيسية التي استندت إليها واشنطن لمواجهة داعش في سوريا. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تشتبك فيها قوات التحالف مع قوات النظام السوري، ففي نهاية يونيو/حزيران الماضي أسقطت طائرة أمريكية من طراز F-18 إحدى المقاتلات السورية من طراز سوخوي 22 بعد مهاجمتها تدعمها واشنطن، كما هاجمت الطائرات الأمريكية قوات موالية للنظام شكلت خطرا على قاعدة "التنف" العسكرية في سوريا.
مشاركة :