أصدر مشروع " كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاباً جديداً بعنوان: "الغنائيات" للشاعر العالمي وليم شكسبير، الذي ترجمه إلى العربية د. عبدالواحد لؤلؤة، الذي قضى أربعة عقود في تدريس الأدب الإنجليزي، والشعر منه بخاصة، في سبع من الجامعات العربية والأجنبية، ونشر أكثر من أربعين كتاباً مترجماً من الإنجليزية وإليها، وحصل على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة عام 2010. وقد توزعت مجموع الغنائيات 154، على ثلاثة أبواب، الأول من الغنائية 1-17وفيها يحث الشاعر صديقه العزيز على الزواج لكي ينجب ولداً، أما الباب الثاني يشمل الغنائيات 18-126 وهي غنائيات عن الحب وجمال المحبوب. والباب الثالث يشمل الغنائيات 127-152 وتتحدث عن الخليلة السمراء، التي ينعتها أحياناً بالسواد في الخِلقة والخُلق، الأمر الذي يجد فيه بعض الباحثين تعبيراً عن كراهية شديدة للمرأة عموماً. ثم تتبع الغنائيتان 153 و154 وهما تستوحيان قصيدتين من الشعر الإغريقي، في مماهاة لحالة الحب الحقيقي. وقد توفي شكسبير قبل حوالي أربعمئة عام مخلفاً ستاً وثلاثين مسرحية، واثنتين بالاشتراك مع كاتب آخر، إلا أنه كان يعتزّ بكونه شاعراً بالدرجة الأولى، فقد خلّف مئة وأربعاً وخمسين من قصار القصائد الغزلية من نمط "السونيت" الذي شاع في إنجلترا في القرن السادس عشر، نقلاً عن النمط الإيطالي الذي ينتسبُ في جدّه الأعلى إلى الموشح الأندلسي. وقد قام مشروع "كلمة" للترجمة بنقل هذه الغنائيات تعريباً وتفسيراً بصورتها الكاملة، مما يحسبُ أنه العمل الأوّل من نوعه، لكون صعوبة معاني بعض المفردات، واختلاف معانيها عبر العصور باعتراف الخبراء من أصحاب اللغة أنفسهم، جعل نقل الغنائيات إلى العربية مسألة لا يكفي فيها الرجوع إلى المعجم، كما في أغلب أمثلة من نقل مختارات من الغنائيات، وبعضهم لم يتوفر على دراسة الأدب الإنجليزي. والمسائل المفصلة في هذه المقدمة ضرورية للناقل، لأنها تنير الكثير من الإشارات والاستعارات الضرورية لفهم الغنائية، قبل الإقدام على نقلها إلى العربية، ويبقى قبل ذلك كله، أو بعده، ذائقة الناقل وثقافته الشعرية.
مشاركة :