شدد المشاركون في ملتقى الأمن الفكري (مدرِك) الذي ينظمه لواء الملك فيصل للأمن الخاص بالحرس الوطني بالمدينة المنورة أن المملكة مستهدفة في أمنها وعقيدتها ونسيجها الاجتماعي، وأن الدعوة إلى تدويل الحرمين، كشفت الأعداء الذين كشروا عن أنيابهم ولم يعودوا يُخفون مطامعهم في البلاد ومقدراتها، داعياً جنودنا البواسل إلى احتساب الأجر في حماية كل ثغر ومَكمن في هذه البلاد. وقال عميد معهد الأئمة والخطباء بجامعة طيبة د.عبيد العَمري في محاضرة له خلال الملتقى بعنوان "بلدة طيبة ورب غفور": إن شياطين الإنس ﻻيرضيهم ما نحن فيه من الأمن ونعمة اجتماع الكلمة فيريدون تحويل الأمن إلى خوف والاجتماع إلى فرقة والمحبة إلى خصام، وقد جندوا كل طاقاتهم لاختراق الحصون والوصول إلى عقولنا، وإيهام أحداث السن بأننا في شر وبلاء وأنه لا يجلب الخير للبلاد إلا أفكارهم بل تلبيساتهم الشيطانية التي ليس لها مورد من النص ولا حجة وﻻ دليل. وبيّن أن المواطن المتسلح بالعلم الشرعي يعلم يقيناً أنه ﻻ خير إلا في الجماعة ومن شذّ شذ في النار، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وأن من فارق الجماعة قيد شبر فمات فميتته جاهلية، كما يعلم يقيناً بلزوم البيعة في عنق كل واحد منا لولي الأمر، الملك وولي عهده، فيجب أن يتقي الله تعالى في هذه البيعة ويفي بها، وأن من مات وليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية. وأكد العمري أن الخطر عظيم وأننا مستهدفون في ولاة أمرنا وعقيدتنا ونسيجنا الاجتماعي، بل إننا في حرب متواصلة ليل نهار، وأعداؤنا لا يسأمون، والواجب علينا أخذ العبرة بالبلدان التي اختل فيها الأمن بحيث صاروا لا يأمنون على أنفسهم وﻻ بيوتهم وﻻ حتى دينهم، وأن نتذكر قبل هذا العهد وقبل توحيد المملكة كيف كنا، ولنسأل أجدادنا، حين كان أقوانا يغلب أضعفنا، داعياً للمحافظة على هذه النعمة وعدم ترك الفرصة للأعداء لكي يسحبوا من تحتنا البساط ويقلبوها حرباً دموية لو دخلناها لن نخرج منها، حيث إن العاقل يفوّت بعقله مكر خصمه. وفي محاضرة أخرى للشيخ د.أحمد بن جيلان بعنوان "مطامع الأعداء في بلادنا" قال إن آلاف الحسابات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف بلادنا، وكان آخر ما توصلوا إليه الدعوة إلى تدويل الحرمين، فقد كشروا عن أنيابهم ولم يعودوا يُخفون مطامعهم في البلاد ومقدراتها، داعياً جنودنا البواسل إلى احتساب الأجر في حماية كل ثغر ومَكمن بهذه البلاد، مؤكداً أن المرابطة لا تكون على الحدود فقط وإنما على كل ثغر ومكمن يمكن أن يستخدمه الأعداء للوصول إلى مطامعهم، مشدداً على أن الجندي ورجل الأمن في المملكة ليس كغيره في أي بلاد مع الاحترام التام لكل من يدافع عن وطنه،ولكن لدينا في المملكة مكة المكرمة والمدينة المنورة وليست لدى غيرنا. ونبّه على أهمية اليقظة والوعي الدائم بمخططات الأعداء المتربصين بنا من أجل تفويتها، بحيث لا نسمح لأحد أن يُشكك في قيادتنا وﻻ أن يطعن في علمائنا، أو يشكك الجندي في واجبه المقدس وهو الدفاع عن بلاده ودينه وعن المقدسات الشريفة والحُرُمات المصونة. وأكد أن طاعة ولي الأمر لم تصدر بمرسوم ملكي ولا قرار بشري وإنما بأمر الله عز وجل في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
مشاركة :