انضمت الهيئات والجهات الرقابية لتعاملات أسواق المال في الولايات المتحدة الأميركية الثلاثاء الماضي إلى الأصوات المتزايدة أخيراً، وتؤكد أن أسواق العملات المشفرة قد تحتاج إلى صلاحيات جديدة لتنظيم هذه السوق، والتي تشكل مخاطر كبيرة على جمهور المستثمرين. التقطت العملات الرقمية أنفاسها بعد اتجاه أميركي قوي إلى تنظيم سوق العملات الإلكترونية. وتصدرت عملة «بتكوين» العملات الرقمية من حيث حجم المكاسب بعدما اخترقت مستوى 8 آلاف دولار، مرتفعة بأكثر من 25 في المئة خلال الساعات الماضية. تأتي هذه الارتفاعات مدعومة بتوقعات متفائلة للخبراء وكبار المستثمرين في سوق العملات رغم المخاوف التي تشكلها تحركات المنظمين الصينيين والكوريين وغيرهم. وخلال تعاملات أمس، ووفقاً لموقع coinmarketcap ارتفعت «بتكوين» بنسبة 7.36 في المئة إلى 8060 دولاراً، بعدما لامست مستوى 8233 دولاراً في وقت سابق من التعاملات. وارتفعت عملة «إثريوم» بنسبة 6.84 في المئة إلى 807 دولارات، وصعدت عملة «ريبل» بنسبة 3.2 في المئة إلى 75 سنتاً، فيما ارتفع سعر عملة «بتكوين كاش» بنسبة 7.53 في المئة إلى 997 دولاراً. وارتفعت القيمة السوقية لإجمالي العملات الرقمية لتسجل نحو 380.1 مليار دولار في الوقت الحالي. وتكبدت العملات الرقمية خسائر حادة وعنيفة تجاوزت منذ بداية العام الجاري نحو 55 في المئة، بعد اتجاه قوي في الدول والحكومات العربية والعالمية إلى تقنين أوضاع هذه السوق، التي تحتاج إلى تنظيم ورقابة شديدة. وانضمت الهيئات والجهات الرقابية لتعاملات أسواق المال في الولايات المتحدة الأميركية الثلاثاء إلى الأصوات المتزايدة أخيراً، وتؤكد أن أسواق العملات المشفرة قد تحتاج إلى صلاحيات جديدة لتنظيم هذه السوق، والتي تشكل مخاطر كبيرة على جمهور المستثمرين. وشهد مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء جلسة استماع حول العملات الرقمية بحضور المشرعين ورئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، جاي كلايتون، ورئيس لجنة العقود المستقبلية كريس جيانكارلو. وحققت بتكوين والعملات الرقمية ارتفاعاً محموماً في الطلب خلال الأسابيع الأخيرة رافقه صعود كبير في أسعار هذه العملات، مما أدى إلى تزايد اهتمام هيئة الأسواق والبورصات الأميركية (SEC) ولجنة تداول العقود المستقبلية (CFTC) وهي الجهات المنظمة التي تشرف على أسواق المال الأميركية. وقال رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية جاي كلايتون إن العملات الافتراضية غالباً ما يتم تداولها على منصات إلكترونية تطلق على نفسها اسم «بورصات» ولكن لها مظهر «مخادع». وأضاف كلايتون، خلال جلسة استماع للجنة البنوك في مجلس الشيوخ الأميركي: «لست راضياً وأنا أرى أن الناس يفكرون في أن تداول العملات المشفرة يتمتع بنفس الحماية التي توفرها أسواق الأسهم». وعرض كلايتون العمل مع الكونغرس الأميركي والهيئات التنظيمية الأخرى لدراسة ما إذا كان هناك حاجة إلى مزيد من الرقابة الاتحادية على منصات تداول العملات المشفرة، كما حذر من أن الهيئات التنظيمية ليس لديها وسيلة مناسبة للسيطرة على سرقات العملات الرقمية أو إذا ما تم الاستيلاء على منصة ما للتداول. ووصف رئيس لجنة مكافحة الإرهاب، كريستوفر جيانكارلو، غياب السلطة والسيطرة على هذه الأسواق بالـ»فجوة». وتواجه سوق العملات الرقمية كثيراً من التحديات المتعلقة باتهامات بغسل الأموال وتجارة المخدرات وغيرها من الجرائم الدولية. وفيما يبدو أن أسواق العملات الرقمية تشعر ببعض الطمأنينة مع انتهاء جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأميركي دون الحديث عن عمليات حظر تداول العملات المشفرة أو إغلاق البورصات. وقال المدير العام لبنك التسويات الدولية أغوستين كارستنز، في محاضرة بألمانيا الثلاثاء، بحسب موقع news.com.au إن بتكوين والعملات الأخرى فشلت في تحديد دفتر التعاملات الأساسية، المدعومة من الحكومات ومصارفها المركزية. وبدلاً من ذلك، أصبحت هذه العملات «مزيجاً من الفقاعة، مخططاً وكارثة بيئية»، مضيفاً «هناك حاجة قوية لتدخل الجهات التنظيمية». وحذر كارستنز، وهو أيضاً محافظ بنك المكسيك السابق، من أنه «إذا لم تتصرف السلطات بشكل استباقي، يمكن أن تصبح العملات المشفرة أكثر ترابطاً مع النظام المالي الرئيسي وتشكل تهديداً للاستقرار المالي». وتعرضت إحدى أكبر شركات تبادل العملات الرقمية في اليابان لسرقة ما قيمته نحو 534 مليون دولار من العملات المشفرة في هجوم قرصنة على شبكتها. وتعد هذه أكبر عملية سرقة لعملة رقمية. وأوقفت شركة «كوينتشيك» التداول بجميع العملات الرقمية باستثناء بتكوين إلى أن قيمت حجم خسائرها الناجم عن فقدان عملة «نيم»، وهي عملة رقمية أقل شهرة من بتكوين. وكانت شركة أخرى لتداول العملات في طوكيو تدعى «إم تي غوكس» انهارت عام 2014 بعد أن اعترفت بأن ما قيمته تعادل 400 مليون دولار أميركي من عملة بتكوين قد سرقت من شبكتها.
مشاركة :