ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 23 لدار الآثار الإسلامية، أحيا الفنان الأردني د. أيمن تيسير، أمسية طربية، إذ شدا بمختارات جميلة مما تركه عمالقة زمن الفن الأصيل بالوطن العربي، أمس الأول، على مسرح مركز اليرموك الثقافي، الذي اكتظت مقاعده بالجمهور المحب والمتعطش لسماع الأغنيات الطربية الخالدة، ليخرج متأبطا ذكرياته الجميلة التي استحضرها تيسير. استهل صباح الريّس الأمسية، مرحِّبا بالحضور، لافتا إلى أنها ليلة طربية، يحييها د. أيمن تيسير، الذي يُعد من أجمل الأصوات التي غنت لمحمد عبدالوهاب. قدّم د. تيسير 7 أعمال غنائية، اختارها بعناية، واستطاع من خلالها أن يشنِّف آذان الحضور، بصوته الشجي الرخيم ذي المساحات المتعددة، إذ افتتح وصلته الغنائية بأغنية "مشغول عليك مشغول" لكارم محمود، ومن كلمات فتحي قور، وألحان أحمد صدقي، ثم "لا عيوني غريبة ولا صوتي غريب" لوديع الصافي، ومن ألحانه، وكلمات الشاعر اللبناني طعان أسعد، و"يا دنيا يا غرامي" لمحمد عبدالوهاب، وهي من ألحانه، وكلمات أحمد رامي، "الليالي" لعبدالحليم حافظ، كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان محمد الموجي، بعدها "امتى الزمان يسمح يا جميل" لمحمد عبدالوهاب، وهي من ألحانه، وكلمات أمين عزت. بعد ذلك، انتقل إلى غناء مجموعة من الأبيات الشعرية للمتصوف العاشق ابن الفارض، وألحان أيمن تيسير، نقتطف منها: "هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل/ فما اختاره مضنى به وله عقل". وأخيراً، تجلى تيسير غناء وطربا للأسماع، حيث ازداد تفاعل الجمهور، ليبلغ ذروته، عندما اختتم فقرات أمسيته برائعة محمد عبدالوهاب (كل ده كان ليه)، من كلمات مأمون الشناوي، وألحان عبدالوهاب. وتخلل الأمسية عزف منفرد (صولو) على آلة القانون للعازف د. بسام البلوشي، وآلة الكمان للمايسترو مجدي طلعت. وقال د. أيمن تيسير عن عشقه للطرب الشرقي الأصيل: "ربما لن أستطيع أن أحدد متى وكيف استهواني فن الموسيقى والغناء، لكنني أعرف تماما أنني عشقت موسيقى الشرق، وغرقت في بحر النغم العربي الأصيل، فعرفت أن عندي ولهاً به، وفيه سأضع رسالتي، فدرست وامتهنت فن الموسيقى، بعدها عملت من أجل الفن الجاد، وبمرور الزمن أيقنت أن الأصالة والجمال في موسيقانا الشرقية معين لا ينضب، وما زلت أنهل منه، حتى ازداد شوقا لموسيقاه". يُذكر أن د. أيمن تيسير، عميد كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الموسيقية، تخصص غناء عربي – منحة الملكة رانيا من جامعة الروح القدس في لبنان عام 2005. أكمل الماجستير في العلوم الموسيقية، والدبلوم العالي في الغناء الشرقي من الجامعة نفسها، وشهادة البكالوريوس في الموسيقى من جامعة اليرموك. حاصل على الجائزة الكبرى لأحسن عمل غنائي متكامل في مهرجان بترا للأغنية الأردنية عن لحنه لأغنية "آن الأوان"، الذي أقيم في عمّان عام 2000.
مشاركة :