شعراء: المهرجان جسّر المسافة بين مختلف اللهجات العربية

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمدو لحبيب افتتح مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الرابعة عشرة تحت شعار معبر ومختلف وهو: «القصيدة الشعبية.. منصة للتواصل»، ويعكس الشعار من خلال شقي الجملة المشكلة له، مكانة الشعر الشعبي في ذاكرة الشعوب العربية، ومدى قدرته على جمع العامي البسيط مع المثقف النخبوي على صعيد تعبير شعري واحد، يُمكِن بسهولة من تلاقيهما ودمج أفكارهما.وعلى مدى التاريخ كان الشعر الشعبي منصة للتواصل وفاعلاً أساسياً في تثقيف وتهذيب الأمة، وفي استنهاض طاقاتها الكامنة حتى تكون جاهزة للتطور والتقدم والنمو، لذلك قررت الشارقة إحياء ذلك الدور الهام من خلال هذا المهرجان.«الخليج» استطلعت آراء مجموعة من الشعراء المشاركين، حول العلاقة بين الشعر الشعبي ووسائل التواصل العديدة المتوفرة في عصرنا الحالي، مؤكدين أن الشعر الشعبي بإمكانه أن يشكل منصة تواصل غير «افتراضية»، بل واقعية شعبية، ومثمنين دور الشارقة في تطوير هذا المفهوم من خلال احتفائها بالشعر الشعبي ورعايتها له في الوطن العربي كله، وتطوير قدراته في الوصول إلى فئات جديدة ومتنامية من الجمهور العربي.الشاعرة الإماراتية ريما عبد الله الشرفاء المعروفة ب«تنهات نجد» وإحدى الشخصيات المكرمة في الدورة الحالية، قالت إنه في عصرنا الحالي تعددت وسائل التواصل، وأصبح بالإمكان بسهولة شديدة اجتماع جمهور من الناس على فكرة واحدة لنقاشها سواء كانوا متفقين فيها أو مختلفين، مشيرة إلى أن القصيدة الشعبية كانت منذ القدم منصة للتواصل والاجتماع بين الشعوب، وأنها الآن بإمكانها أن تطور من إمكاناتها التواصلية تبعاً للعصر الذي نوجد فيه، وأنها أيضا يمكن أن تشكل منبراً للارتقاء بالذوق العام والأخلاق الكريمة المستمدة من ديننا وقرآننا الكريم.الشاعر الإماراتي سيف كميدش بن نعمان الكعبي لفت الانتباه إلى أن كلمة التواصل الاجتماعي غزت عقول الناس في مختلف البلدان، وأكد أنه لو استخدمنا القصيدة الشعبية في هذا الإطار التواصلي ،فذلك يعني أن ثمة رسالة هامة تنقل من خلال هذا العنوان إلى كافة أطياف المجتمع.واعتبر الكعبي أن الشعر الشعبي يصل لعقول الناس وقلوبهم بسرعة فائقة عكس كل الكلام غير المقفى، وأنه يؤثر بطريقة خاصة فيهم يتساوى فيها الكبير والصغير والرجل والمرأة، وأشاد الكعبي بمجهودات تنظيم المهرجان الذي يجعل الشعراء يتعمقون في أفكارهم ويبحثون عن الإبداع والجودة فيها، ويقدمون أفضل ما يمكنهم خدمة للشعر وللقصيدة الشعبية.بدوره قال الشاعر الإماراتي المكرم في هذه الدورة بطي المظلوم إن الشعر الشعبي في الإمارات وصل إلى مراحل عالية من التميز، حيث باتت القصيدة الشعبية الإماراتية منتشرة في الخليج ومغناة هناك، وذلك لسلوكها منهج السهل الممتنع، حيث وصلت من خلاله إلى كل فئات المجتمع من المثقفين وغير المثقفين والرجال والنساء والأطفال على اختلاف أذواقهم ومداركهم العقلية.وأبرز المظلوم أن هذا دليل على جهود الإخوة القائمين على الشعر الشعبي في الشارقة، وكيف أنهم استطاعوا جعل القصيدة الشعبية مساحة للتواصل بين مختلف الشعوب العربية وبين أفراد كل شعب على حدة.ومن السودان يرى الشاعر نزار الحاج أن مكانة الشعر الشعبي في العالم العربي هي مكانة لا توصف لا بكلام ولا بشعر، ذلك أنه يجمع عدة ثقافات وأشخاص مختلفين، مؤكداً على أهمية هذا المهرجان وشعاره وصدقيته، باعتبار أن القصيدة الشعبية ساهمت في تجسير المسافة بين مختلف شعراء الوطن العربي وقربت اللهجات لبعضها بعضا.وقال الحاج إنه التقى في هذا المهرجان بمجموعة من الشعراء من مختلف الدول العربية وأن المهرجان شكل أيضا منصة للتواصل من خلال ذلك.الدكتور التقي ولد الشيخ من موريتانيا قال إن الشعر الشعبي هو لغة عامة الناس، وكما يقال فإن الشعوب تنسجم مع تراثها وأن الرسالة الواصلة للمتلقي إذا كانت بالشعر الشعبي فمعنى ذلك اتساع دائرة المستفيدين منها، وهكذا يمكننا فهم المقصود بأن الشعر الشعبي منصة التواصل، لأن أكبر عدد من الشعوب ستتواصل مع ذلك الشعر وتتفاعل معه وتتلقى رسالته بالقبول، وبالتالي يتحقق شعار المهرجان لهذه الدورة.وأكد التقي أن ثمة انسجاماً جلياً بين وظيفة الشعر الشعبي وبين شعار المهرجان، وأن الشعر الشعبي سيار لأنه يستفيد منه المثقف وغير المثقف وبالتالي ينتشر على مساحة جماهيرية كبيرة جدا.عبد العزيز الطاهري من المغرب يرى أن اختيار هذا الشعار للمهرجان يأتي من كون الشعر بحاجة لمنصة، وأن الشاعر عليه إذا أراد أن يؤثر أن يحضر للمنصة، ويقول أشعاره ويعرضها دون وسيط آخر على الجمهور، وهذا ما يوفره المهرجان الذي شكل من خلال ذلك قوة وانتشاراً للقصيدة الشعبية وفتح المجال للتواصل بين مختلف شعرائها العرب.ومن مصر قال الشاعر هاني خلف إن شعار المهرجان يتسق مع فكر واستراتيجيات مركز الشارقة للشعر الشعبي، حيث إن الهدف الذي يسعى إليه المركز هو تجميع مختلف الشعراء العرب باختلاف لهجاتهم وأشعارهم وتجاربهم في مكان واحد، وأبرز خلف أن هذه التجربة في التواصل الشعري الشعبي فريدة من نوعها في العالم، ذلك أن المؤسسات العالمية تجمع غالباً الشعراء الذين يتحدثون بلهجة واحدة أو بلغة واحدة، وهذا ما يعطي لتجربة الشارقة ولهذا المهرجان خصوصية متميزة.

مشاركة :