محمد بن راشد : الاستدامة مكون رئيسي في مسيرتنا التنموية

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، أن مسيرة التنمية في دولة الإمارات تسير وفق رؤية واضحة وأهداف محددة، ترمي إلى الوصول إلى أعلى مستويات التنافسية العالمية، بما يسهم في توفير أفضل نوعيات الحياة للمجتمع وتحقيق سعادة أفراده، بتطبيق أرقى المعايير، بما يتوافق مع الأسس التي اعتُمدت للمشاريع والمبادرات التي تنفّذ على أرض الدولة، لتراعي في جوهرها مبدأ الاستدامة الذي بات اليوم يشكل أحد أهم ركائز التنمية في العالم. وقال سموّه: «نعمل وفق رؤية واضحة لترسيخ أسس الاستدامة بوصفها مكوناً رئيسياً من مكونات مسيرتنا التنموية، وهذا ما تضمنته الأجندة الوطنية لتؤكد التزامنا بمفاهيم الاستدامة التي جعلناها هدفاً رئيسياً نسعى إلى تحقيقه مع مراعاة متطلبات الحفاظ البيئي، وإقرار دعائم التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يمكننا من توفير أفضل نوعيات الحياة، وضمان سعادة جميع أفراد المجتمع، بحلول تتناسب مع احتياجاتهم وتلبّي وتطلعاتهم». جاء ذلك خلال زيارة صاحب السموّ نائب رئيس الدولة، يرافقه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، إلى «المدينة المستدامة» المُشيَّدة باستثمارات إجمالية تُقدَّر ب1.25 مليار درهم، والمُقامة على مساحة إجمالية تبلغ 5 ملايين قدم مربعة، على امتداد شارع القدرة في دبي. حضر الزيارة سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد إبراهيم الشيباني، المدير العام لديوان صاحب السموّ حاكم دبي، وسعيد محمد الطاير، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وخليفة سعيد سليمان، المدير العام لدائرة التشريفات والضيافة في دبي. وتعرّف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، خلال الزيارة، إلى مكونات المشروع الذي يعد من النماذج الفريدة في العالم، في مجال المدن المستدامة، مع جمع المشروع لعناصر الاستدامة الثلاثة: الاجتماعية، والبيئية والاقتصادية، بينما تتضافر مكوناته في تحقيق أعلى معدلات الاستدامة، سواء بتوفير إمدادات الطاقة وعمليات إعادة التدوير، وتوفير جانب من الاحتياجات الغذائية لسكان المدينة التي تضم مرحلتها الأولى 500 فيلا سكنية، ويسكنها حالياً نحو 2000 شخص، ومن المنتظر أن تنتهي مرحلتها الثانية قبل نهاية العام الجاري.وتضمّنت جولة سموّه في المدينة، تفقّد عدد من المنشآت المتوافقة في طبيعتها مع نهج دبي في اعتماد الاستدامة عنصراً رئيسياً من عناصر مشاريعها العمرانية والتنموية، وهو ما تعكسه استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عام 2015، بهدف الوصول إلى إنتاج 75 في المئة من احتياجات الإمارة من الطاقة من مصادر نظيفة، بحلول عام 2050، وجعل دبي مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، في حين من المتوقع أن تصل المدينة المستدامة في دبي إلى إنتاج 100% من احتياجاتها من الطاقة النظيفة والمتجددة، مع اكتمال بنيتها الأساسية. واطلع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، على تفاصيل مكونات المرحلة الثانية من المشروع، والمنتظر افتتاحها خلال العام الجاري، وتضم فندقاً ومنتجعاً صديقاً للبيئة، يعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة 100%، بينما سيتولى المنتجع إنتاج 40% من احتياجاته الغذائية ذاتياً داخل حدوده، في حين ستشهد المرحلة الثانية كذلك توفير عدد من المرافق الخدمية المهمة، بما في ذلك مستشفى ومركز لإعادة تأهيل المرضى، ومدرسة دولية، ستمثل فكرة الاستدامة مكوناً أساسياً من مكونات المنهج الدراسي الذي ستقدمه، فضلاً عن مركز للابتكار والأبحاث والتطوير، سيخدم تدريب الكوادر المؤهلة لريادة جهود الاستدامة، ضمن مختلف القطاعات. واستمع سموّه إلى شرح عن جهود المدينة في تعميم استخدامات الطاقة النظيفة والمتجددة، وتأصيل فكرة الحفاظ البيئي، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، حيث نشرت المدينة اللوحات الشمسية، لاستخدامها مصدراً رئيسياً للطاقة المتجددة فيها، في حين توفر لسكانها، وضمن عدد من المواقع محطات شحن السيارات الكهربائية، التي تتوافق مع مبادرة «الشاحن الأخضر» التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي، لتزويد السيارات الكهربائية بالطاقة، لخفض تلوث الهواء وحماية البيئة من الآثار الناجمة عن عوادم المركبات، بما يدعم التوجه الرامي إلى جعل دبي المدينة الأذكى في العالم، حيث تتوافر فيها حالياً 120 سيارة تعمل بالكهرباء المولّد من الطاقة الشمسية، في الوقت الذي اعتُمدت فيه المدينة موقعاً لتجارب اختبار السيارات الذاتية القيادة. وتوفر المرحلة الأولى من المدينة عدداً من الخيارات السكنية والخدمية، التي صُمّمت بأسلوب يراعي احتياجات السكان، ويقلل اعتمادهم على الخدمات المقدمة خارجها، بما يسهم في تقليص معدلات التنقّل، ومن ثم خفض نسبة ملوثات الهواء الناجمة عن المركبات. وتشمل المدينة في مرحلتها الأولى، مركزاً تجارياً يضم عدداً من المحال والمطاعم وعيادة للأطفال، وأخرى للطب البديل، ومركزاً طبياً لخدمة لأصحاب الهمم، فضلاً عن المساحات المكتبية المتنوعة والشقق السكنية. وروعي في تصميم المدينة إتاحة مختلف المرافق والخدمات التي تلبّي احتياجات سكانها؛ إذ تشمل مسجداً ومرافق رياضية متنوعة، منها مركز للفروسية ونادٍ رياضي، ومسابح ومضمار للدراجات، وآخر لممارسة رياضتي المشي والجري، وغيرها من المرافق والمساحات المفتوحة، التي توفر لسكان المدينة أجواء صحية متميزة.وتضم المدينة كذلك، منطقة زراعية يستفاد منها في زراعة الأشجار المثمرة وبعض الزراعات الأخرى، لتلبية احتياجات السكان عبر 11 قبة خضراء لزراعة الخضروات والنباتات، حيث تنتج نحو مليون شتلة سنوياً، تسهم في تلبية احتياجات السكان، ويُستفاد من عوائد بيع الفائض منها. يُذكر أن «المدينة المستدامة» في دبي تُعد مختبراً مفتوحاً لنشر ثقافة الاستدامة؛ إذ تستقبل سنوياً آلاف الطلاب من المدارس والجامعات، وكذلك زيارات من خارج الدولة، للتعرف إلى تجربتها المتميزة في الاستدامة، التي أهلتها للحصول على أكثر من 20 جائزة محلية وإقليمية وعالمية.

مشاركة :