خضع تنظيم الحمدين وقناته «الجزيرة» لضغوط من اللوبي اليهودي المؤيد ل «إسرائيل» في الولايات المتحدة، وتعهد للزعماء اليهود الأمريكيين بمنع بث فيلم وثائقي حول «اللوبي «الإسرائيلي» في واشنطن» على قناة «الجزيرة» والذي صور سراً عام 2016.وقالت صحيفة «هآرتس «الإسرائيلية»»، أمس الخميس، إن «القادة القطريين وعدوا المنظمات اليهودية-الأمريكية بعدم بث البرنامج الوثائقي الذي أعدته الجزيرة حول عمل اللوبي المؤيد ل «إسرائيل» في الولايات المتحدة الأمريكية». وأضافت إن «الخطوة كانت جزءاً من حملة الدوحة لتحسين صورتها في المجتمع اليهودي الأمريكي».وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أقرت الجزيرة بأنها أرسلت أحد مراسليها سراً إلى المنظمات المؤيدة ل «إسرائيل» في واشنطن. وذكرت القناة القطرية أنها صورت سراً العاملين في هذه المنظمات التي تنشط ضد الفلسطينيين في الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين.وقالت «هآرتس»: «جاء الإعلان عن الوثائقي بعد شهرين من قيام قطر بتعيين نيك موزين، مستشار سابق لسيناتور تكساس تيد كروز، لتحسين مكانة الإمارة في الولايات المتحدة، وخاصة بين الجالية اليهودية». وأضافت: «بدأ موزين بترتيب الاجتماعات بين قادة قطر وقادة المنظمات اليهودية الأمريكية».وكشفت الصحيفة عن أنه «بعد وقت قصير من إعلان الجزيرة عرض الفيلم الوثائقي الجديد، طلب مسؤولو المجتمع اليهودي من موزين معرفة ما إذا كان باستطاعته استخدام علاقاته مع القطريين لوقف البث، حيث حذر نوح بولاك، وهو مستشار سياسي عمل مع عدد من الجماعات المؤيدة ل «إسرائيل»»، موزين من أنه إذا تم بث الفيلم الوثائقي كما هو مخطط له، فإنها ستغرق جهوده لتحسين صورة قطر مع يهود الولايات المتحدة». وقالت: «أثار موزين القضية مع القطريين، وبحلول أواخر أكتوبر/ تشرين الأول تلقى تأكيداً شفهياً بأنه لن يتم بث الوثائقي، ولم يقدم أي تأكيد مكتوب، ولم يبلغ سوى عدد قليل من الأشخاص بالاتفاق».وقال أحد المصادر ل «هآرتس» إن الأمير القطري تميم نفسه ساعد في اتخاذ القرار بعدم البث، ضمن المساعي التي يبذلها نظامه لتحسين صورته في الولايات المتحدة.وكان اللوبي المؤيد ل «إسرائيل» في واشنطن قد نشط في الأشهر الماضية في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة ل «إسرائيل» ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة.ويأتي هذا التعهد كجزء من حملة دعائية لتحسين صورة قطر بين الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. وقام القطريون بمضاعفة معاش موزين الشهري من 50 ألف دولار إلى 300 ألف دولار شهرياً.وقالت «هآرتس» إن التعهد القطري بمنع عرض الفيلم استمر أربعة أشهر، لكن الجمعة الماضية وصلت إلى مكاتب تنظيمات موالية ل «إسرائيل» في واشنطن رسائل من قناة «الجزيرة» تمنحهم ثلاثة أسابيع للرد على الادعاءات ضدهم في التحقيق، وهو ما أثار البلبلة لدى هذه التنظيمات.
مشاركة :