يسجل التاريخ بانتصاراته وعثراته، أن انطلاقة البطولة للنصر أو الهلال تبدأ غالبًا من ميدان المنافس التقليدي، فمن النادر أن يخرج الفائز منهما خالي الوفاض إذا ما كسر المنافس، حتى ولو أن آماله في البطولة ضئيلة فإنه يحول بين خصمه وبين الذهب، ويقوي حظوظ المنافسين الآخرين، كما فعل النصر في موسم 1987، عندما أهدى بطولة الدوري إلى الاتفاق بعد فوزه على الأزرق بهدف محيسن الجمعان، كما لا ننسى البداية المتعثرة للهلال في موسم 2004 والظهور المريب لأجانبه بقيادة كماتشو وتفاريس، قبل أن يتغير الوضع تمامًا بعد الفوز على النصر في الجولة الخامسة، لينطلق الزعيم ويسجل موسمًا من أفضل مواسمه. ويبرز أجانبه بروزًا لم يمحه التاريخ. غالبًا ما تكون هذه المواجهات ثلاث نقاط وأكثر، أي قفزة معنوية، ثقة فنية، سعادة في المدرج تنعكس دائمًا على عطاء الفريق. ليلة البارحة كانت مختلفة عن أغلب مواجهات الأعوام القليلة الماضية، فهي المرة الأولى التي لا نشاهد فيها مقعدًا فارغًا في مباراة دورية، حيث حضر النصراويون على أمل الاستمتاع بعرقلة الهلال، وتواجد الهلاليون لكي يؤكدوا تفوقهم على فارس نجد في مواجهة الدور الأول، الطموحات كانت متباينة لكن الهدف واحد. لو حافظ النصراويون على تقدمهم لجعلوا من مهمة الهلال صعبة في تحقيق الدوري؛ فالمسألة لن تقف عند خسارة النقاط الثلاث، بل خسارة لعشرات الآلاف من المشجعين الذي حضروا لمساندة متصدر الدوري، لكن نجوم الأزرق توجوا مجهودهم بإدراك التعادل في الوقت القاتل. نجح الأصفر في شطب نقطتين مهمتين من رصيد المتصدر، ليقلص الفارق بينه وبين الأهلي من أربع نقاط إلى نقطتين، كما نجح الأزرق في تفادي خسارة أمام المنافس، كان من الممكن أن تدخله في دوامة مشاكل قد تعصف بالفريق؛ لذا نستطيع أن نقول بأن كلا الطرفين قد خرج سالمًا من المواجهة، وسجل الأجانب حضورًا جيدًا، في أقوى مباريات الموسم وأمتعها حتى الآن، وبهذا المستوىاللياقي قبل الفني، من الصعب أن تفوت البطولة على الهلال إذا استمر، أكرر: إذا استمر!
مشاركة :