الجنادرية.. قِبْلَة سنوية للفن والثقافة والتراث الأصيل!

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد/ أحمد مصطفى الغر 2018/02/08 يأتي مهرجان الجنادرية في كل عام، كمناسبة وطنية يمتزج في نشاطاتها عبق تاريخ المملكة المجيد بنتاج حاضرها المشرق، ومؤشر عميق للتأكيد على هويتنا العربية والإسلامية، وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه والمحافظة عليه ليبقى ماثلًا للأجيال القادمة، كما تؤكد الرعاية الملكية الكريمة للمهرجان على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية، مجلة اليمامة تستطلع آراء بعض المثقفين حول الرسائل التي يحملها مهرجان الجنادرية في نسخته هذا العام. قبلة سنوية للفن والتراث! دورٌ مهم يضطلع به مهرجان الجنادرية منذ انطلاقته في الحفاظ على التراث العربي السعودي الأصيل وما يشهده من حضور كبير يشمل عديداً من المفكرين والباحثين والمهتمين بالتراث والثقافة، يقول الشاعر «عبد الله بيلا» في حديثه لليمامة: «لكل فعالية ثقافية قيمتها التاريخية والإبداعية، وأهدافها المختلفة، وحين يكون الحديث عن مهرجان الجنادرية، فإنَّ أهم ما يمكن أن يلفت نظري في هكذا مهرجان هو ذلك الجهد الإبداعي الضخم، والمسيرة الثقافية الفكرية المتميزة، على مدى اثنين وثلاثين عاماً منذ انطلاق الفكرة وتبنيها على يد الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله-، ومنذ تلك اللحظة إلى الآن تحوَّل مهرجان الجنادرية إلى مزارٍ ثقافيٍ إبداعيٍ كبير، وقبلةٍ سنويةٍ للفنّ والتراثِ والثقافة الوطنية، وفي هذا العام وفي المهرجان الثاني والثلاثين، تحت رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله-، وفي ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية، يأتي مهرجان الجنادرية ليؤكِّد على أهمية العودة إلى التراث وقراءة الحاضر بعينِ الناقد البصير، لصياغة رؤية واقعية تنموية تشمل كل المجالات الحيوية، ومن شأنها أن تكون تذكرة العبور إلى مستقبلٍ أكثر إشراقاً». من جهته يقول الشاعر «إبراهيم حلُّوش» بهذه المناسبة: «شمس الجنادريّة التي تمنح التّراث والثّقافة حياةً أخرى ووهجاً ممتد بين نبض الماضي الأصيل وقلب الحاضر الجميل، الذي يحمل في تقاسيمه اخضرار المجد، ويؤكّد على أهمّيّة الهُويّة العربيّة والقيم النّبيلة، هذه الشمس التي تتفتّقُ في كلِّ عامٍ فكراً وابتكاراً وبهاءً لن يتوارى عبقُها ولن يشيخَ ألقُها، لأنّ قيادتنا السّامية النّابضة بالعطاء تفتح لها شرفات البوح وأبواب النّور، وترعاها باهتمامٍ كبيرٍ، وتزرع في كلّ عامٍ سنابل أملٍ، عنوانها البياض، وتنعشنا بتنوّع الفعاليات المصاحبة التي ننتظرها بشغفٍ وارفٍ وافر الدّهشةِ شفيف الرؤى، أدامَ اللهُ وطننا شامخًا أخضرَ الملامحِ مُورِقاً بالحُبِّ». عرس ثقافي يتجدد! افتتح مهرجان الجنادرية في عام 1985 كأولى الدورات من خلال النشاطات المتنوعة، واستمر في تجديد دوراته إلى عامنا هذا، حيث تنظمه وزارة الحرس الوطني تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- في منطقة الجنادرية. يقول الكاتب والإعلامي «صالح بن حسين»، الذي حظي بتغطية المهرجان صحفياً وإعلامياً منذ دوراته الأولى: «الجنادرية بالنسبة لجيلي الذي شهد كل مواسمها منذ انطلاقتها الأولى قيمة وطنية ليس من اليسير اختزال تعريفاتها وتدوين مضامينها في عجالة، لكن على الأقل يمكنني أن أقول إنه على المستوى المهني قد تعاملت كصحفي مع المهرجان بكل أجوائه وفعالياته على مدار 11 موسماً متواصلة، أحمد الله أنها كانت مواسم الذروة والتألق وطفرة الصحافة الورقية بشقيها الصحف اليومية والمجلات الإسبوعية والشهرية، وهذه واحدة من مزايا فعاليات الجنادرية، كونها تجيء إلينا بعديد من نخب الوطن والوطن العربي وكأنها تمتحن مهنيتنا وشغفنا بالتميز وتقديم كل ما هو عميق ومبهر ومشوق. غير أن أهم ما يميز المهرجان هو تطوره السنوي على صعيدي الفعاليات المتنوعة والبنية التحتية»، ويضيف «بن حسين»: «الجانب الممتع في الجنادرية بالفعل هي حالة البهجة التي تكتسي الرياض والوطن بأكمله في هذا العرس الثقافي الوطني الموسمي، حيث تتجدد معه وتتكرس مفاهيم الوطن الوعاء الكريم السخي المضياف في وطن هو بيت العرب الكبير الذي يدحض كرمه وشيم أهله عملياً كل ترهات الحاقدين المغرضين. فالجنادرية ليست قرية تراثية لعرض الفلكلور كفنون وآداب وحرف وحسب، بل هي عهد يتجدد بالولاء والإخلاص لهذا الوطن العظيم. رمزية سامية كتب أبناء الوطن أحرفها من نور عنواناً ومظلة للحمة وطنية أبدية عصية على الاختراق وشرخ أي جزء من الوطن عن بنيانه الصلب الصلد الشامخ العتيد. هذه هي الجنادرية ومهرجانها التراثي الوطني باختصار». التطور ممزوج بالعراقة والتاريخ! لا يمكن إنكار النجاح المتواصل الذي تحققه فعاليات وأنشطة مهرجان الجنادرية كل عام، سواء الثقافية أو الأدبية أوالتراثية والفنية المتنوعة، والتي تجسد عراقة وأصالة الموروث الشعبي السعودي، وهو ما يعكس صورة مشرفة للحركة الثقافية في المملكة، تقول الروائية «ندى الحائك»: إن «المتتبع لمسيرة مهرجان الجنادرية خلال الأعوام الماضية، سيرى التغير الكبير الحاصل في المنطقة على جميع الأصعدة ويرى معه التطور والاهتمام الذي توليه قيادتنا الحكيمة لهذا المهرجان وملحقاته، تزامناً مع التغير الإيجابي الذي نشهده، والذي وضع المملكة في ركب التقدم، لكنه مع ذلك لم يحرمنا متعة الجمال والعراقة التي هي أصل المهرجان، وهذا لا يدل إلا على أصالة ورقي أهداف القيادة، إنني كفرد شكّلت الجنادرية جزءاً مهماً من موروثه الثقافي والاجتماعي تنتابني السعادة لرؤيتي رحلة هذا المهرجان تتشكل بالطريقة التي تتناسب مع وعينا كجيل شاب، يود أن يرى التقدم والتطور متزامناً مع العراقة والتاريخ».

مشاركة :