ترتفع الحرارة في شكل طفيف عند الحامل نظراً للتغيرات الفيزيولوجية الطارئة التي تحصل عندها بسبب التقلبات الهرمونية وزيادة العمليات الاستقلابية التي تجعل الجسم يعمل بأقصى طاقته من أجل تأمين الحاجات التي يفرضها الجنين الضيف على أمه. وتكون درجة الحرارة عند الحامل بين 37.5 و38 درجة مئوية، أما إذا سجل الميزان رقماً أعلى فإنه يتوجب على الأم أن لا تهمل هذا الأمر، وأن تستشير طبيبها في الحال، لأن الحمى قد تشكل خطراً على الجنين وتعرضه إلى أخطار الإصابة بعيوب خلقية. وقد أشارت دراسات كثيرة إلى خطورة الحمى في الثلث الأول من الحمل، فهي تزيد من فرص الإصابة بالتشوهات الخلقية عند الجنين، خصوصاً تشوهات شفة الأرنب والعيوب في الأنبوب العصبي والتشوهات في المخ والعمود الفقري والقلب. ووجد باحثون من مراكز الوقاية ومكافحة الأمراض في أتلانتا أن حدوث الحمى عند الحامل، خصوصاً تلك الناتجة من مرض الأنفلوانزا، ترفع من خطر إصابة الطفل بالاعتلالات والتشوهات الخلقية في القلب بنسبة قد تصل 80 في المئة. ونوهت دراسة حديثة قادها الدكتور مادي هورنيغ، أستاذ علوم الأوبئة ومدير البحوث الانتقالية في معهد العلوم والتكنولوجيا في النرويج، إلى وجود علاقة بين حمى الحوامل وزيادة خطر التعرض لمرض التوحد عند الطفل في مراحل لاحقة من الحياة. إن الوقاية من الأمراض والالتهابات التي تشعل فتيل الحمى عند الحامل تعتبر مهمة للغاية، لأنها (الحمى) تشكل خطورة على الجنين والأم معاً، لذلك تنصح الحامل بقياس درجة حرارة جسمها يومياً وفي الموعد نفسه عند الاستيقاظ صباحاً وقبل تناول أي طعام أو شراب أو بذل أي مجهود يمكن أن يزيد من درجة الحرارة فيعطي الميزان قراءات خاطئة.