مهرجان المربد يوحد الشعراء على ضفاف شط العرب بقلم: محمد الحمامصي

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

مهرجان المربد يوحد الشعراء على ضفاف شط العربيعد مهرجان المربد من أهم وأعرق المهرجانات الشعرية بالوطن العربي، وتقيمه وزارة الثقافة في العراق منذ عام 1971 ويشارك فيه العديد من الشعراء والأدباء العراقيين والعرب، وهو الذي يعتبر امتدادا تاريخيا لسوق عكاظ الحافل بالأدب والشعر ما قبل الإسلام. وقد حرص المهرجان على الاحتفاء في دوراته الأخيرة كل عام بشاعر عراقي.العرب محمد الحمامصي [نُشر في 2018/02/09، العدد: 10895، ص(15)] كاظم الحجاج يلقي قصيدته انطلقت فعاليات الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان المربد الشعري التي حملت اسم الشاعر كاظم الحجاج حافلة بالحضور الشعري العالمي والعربي والعراقي، حيث يشارك فيه هذا العام 360 شاعرا وشاعرة من بينهم 70 شاعرا من خارج العراق يمثلون 20 دولة عربية وأجنبية، وذلك تحت شعار “المربد واحة الشعر”. وقد حفل الافتتاح بالشعر فألقى الشعراء يتقدمهم الشاعر المحتفى به كاظم الحجاج ثم الشعراء التونسي المنصف المزغني والبحرينية حمدة خميس والسعودي جاسر الصحيح والشاعر الكويتي عبدالله الفيلكاوي وآخرون قصائدهم، وقدمت فرقة دائرة السينما والمسرح لوحات وأوبيرات فنية، كما قدمت فرقة إحدى المدارس بمدينة البصرة بالاشتراك مع الكنيسة الكلدانية “نشيد البصرة”. مبدعون في البصرة افتتح المهرجان بكلمة متلفزة للرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم، مؤكدا أن وجود هذا الحشد من المبدعين العرب والأجانب في البصرة مؤل العلم والأدب والثقافة هو وجود حيوي بين عبق التاريخ وجمال التطلع إلى حاضر تستحقه البصرة وقادرة على بلوغه، وقال “لا أحسب أن مثقفا من مشارق الأرض ومغاربها لم يطأ ثرى هذه المدينة خلال قرون تنويرها وإسهامها في صنع حضارة العقل، إننا نقف على تراب واحدة من أهم المدن التي لا ينساها تاريخ الثقافة والحرية الإنساني، البصرة قادرة على النهوض بهذا الدور السامي المضيء”. وشاركت الشاعرة الإعلامية والبحرينية بروين حبيب في تقديم الحفل مع الشاعر والإعلامي العراقي عمر السرايا، لافتة في تقديمها إلى أن أفق الشعر يظل مفتوحا للمغامرين والحالمين ومثيرا لغواية أسئلتهم في التجديد والتجريب والتجاوز، مثلما يظل باعثا على قراءاتهم الخلافية لشتى السرائر. وقال وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود في كلمته “ساعة الشعر المعلقة على جدارية الإبداع ستظل عقاربها تؤذن بإرث العراق الثقافي والمعرفي، وأن الاحتفاء تحت خيمة المربد كل عام بما تجود به فرائدكم المبدعة يؤكد تواصل العراق من هنا من البصرة مدينة الجاحظ والخليل وسيبويه”. وأشار الحمود إلى أن مهرجان المربد يقام هذا العام والعراق يحتفل بانتصاراته على قوى الإرهاب والتكفير وفي وقت يتطلع فيه الشعب العراقي إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل، حيث حقق العراقيون بجميع فئاتهم وطيافهم وانتماءاتهم ملحمة وطنية مما يجعل المرحلة القادمة ذات خصوصية على كافة الأصعدة. أما الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس الوفد الإماراتي، فقال إن الشعراء هم الدعاة إلى الفرح، وهذه لحظة فرح حقيقية، أن تحتضن البصرة شعراء العرب، وأن يلتقي الشعراء العرب تحت جناح العراق، فاحتشاد المواعيد في حفلة تعارف تبدأ اليوم، بدأت أمس، وأسست وتؤسس لمستقبل يقبل إقبالا. وأضاف الصايغ “ها نحن في العراق الذي تسلل إلى أعمارنا منذ أول الطفولة وإلى قصائدنا منذ أول الشعر”.ما يميز هذه الدورة أنها تزامنت مع الاحتفال بالانتصار على الإرهاب والتنبيه إلى دور المثقفين في دحر التطرف وأشار إلى أن الثقافة، كعادتها الأزلية، تُمارس هوايتها المفضلة، فتجمع أهلها وتدربهم على المحبة حتى في الاختلاف، بل خصوصا في الاختلاف، فلنعد، نحن الشعراء والأدباء العرب، إلى نوافذنا الأولى وينابيعنا الأولى ولنتعلم من البصرة كيف تحملت جدل القرون، في النحو واللغة والفلسفة والذكاء والحضارة، وفي تلك الروح البصراوية والاشتقاق من البصر والبصيرة، وَمِمَّا يوائم بين الأبصار والبصائر، فيؤلف الأقدار والمصائر. أما الحلم فنحن صناعه، وفي الإمكان أن ننحته نحتا، لا على طريقة فسحة الأمل في الخيال، لكن بأسلوب المزج بين المجاز والحقيقة. وختم الصايغ كلمته مناديا الشعراء “يا أيها الشعراء الذين يتبعهم الغاوون.. أضيئوا ذاكرة الوطن والأمة بغواية الأبجدية وأبجدية الغواية، وتمسكوا بالخشبة والمسرح والجمهور”. الاحتفاء بكاظم حجاج رأى رئيس اتحاد كتاب وأدباء العراق الكاتب ناجح المعموري أن ما يميز هذه الدورة من المهرجان أنها تزامنت مع الاحتفال بالانتصار على داعش، والتنبيه إلى دور المثقفين في دحر الأفكار الإرهابية ومقاومتها بالتنوير. وانتقد وجود إشكالية في منح الأدباء والشعراء تأشيرات الدخول، فهذا يعني لنا نحن في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق بتأشيرات أن المراقبة قدمت نوعا من المعاقبة للحركة الثقافية من خلال حجب تأشيرات الدخول للشعراء والأدباء العرب والأجانب، واستغرب المعموري من هذا الموقف المقيد لحرية المثقفين. وأكد المعموري على أن الحركة الثقافية مهيئة لاستكمال مشروعها الثقافي والمعرفي وهذا الكلام يمثل تجسدا للاتحاد وكل المنظمات الثقافية والفنية بالعراق، قائلا “الحقيقة إنها مسألة مثيرة أن تتزامن مع مربد البصرة والاحتفاء بشاعر مثل كاظم الحجاج أن يبقى الشعراء العرب في المطارات، مسألة خطيرة جدا، لكن مبروك للبصرة ولكاظم الحجاج الذي أجد فيه نوعا من الروح الحارسة لحيوية البصرة وشعرها. هو صوت شعري كبير له تأثيره القوي على التجربة الشعرية العراقية وقد أحدث وجوده في عمان نوعا من الحوار مع تفاصيل تجربته المتميزة”. أما رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الناقد وعضو الهيئة العليا للمهرجان سليمان كاصد فقال “على هيئة هذه الأرض تجد نخلة تعانق نخلة وضفة مقابل ضفة حيث تتمايل موجة بين كتفي النهر الكبير، ذلك هو المشهد الشعري العربي هنا في البصرة ليصور دفق الحياة وثمرها. قيل ما دخل رجل البصرة إلا وأكل من ثمارها وذاق ماءها وسكن فيها، لطيب هوائها ورحابة أرضها وطعم رطبها. في مربد هذا العام اجتمع الأحبة شعراء الإمارات ضيوف شرف على البصرة وجاء من أرض السعودية شعراء الجمال والأناقة وجاء شعراء من مختلف الدول العربية ليبدعوا ويتواصلوا وتتلاقح تجاربهم ورؤاهم”. ويذكر أن الشاعر العراقي المحتفى به كاظم الحجاج من مواليد البصرة 1942 ينحدر من مدينة الهوير في محافظة البصرة جنوب العراق. ومن مؤلفاته الشعرية المطبوعة نذكر “أخيرا تحدث شهريار” بغداد 1973، “إيقاعات بصرية” بغداد 1987، “غزالة الصبا” عمّان 1999، “ما لا يشبه الأشياء” بغداد 2005 و”جدارية النهرين” دمشق 2011.

مشاركة :